بسم الله الرحمن الرحيم
الرجاء قراءة الموضوع بتركيز وتأني وبفكر حر و بتجرد من أي اعتقاد وبموضوعية وبالعقل والمنطق
وعدم التسرع بإصدار الأحكام المعروفة والتي مللنا منها! , ولك أن تقبل أو ترفض
لا القلب المادي ( المضغة ) أساس التعقل ,
ولا لوحة التحكم الخاصة بالجسد ( المخ ) أساس التعقل! ,
ولكن القلب الروحي ( أي النفس البشرية ) الموصوفة بأنها الروح الموجودة داخل البدن , والملازمة تماما للقلب المادي ( المضغة ) ولا تنفك عنه إلا عند الموت ( أي عند خرجها من الجسد ) , هذا القلب الروحي أو بالأصح هذه الروح اللي المؤمنين بيدعوا بأنها أساس التعقل وهي بالفعل أساس التعقل وليس القلب المادي ولا حتى الدماغ ( المخ ) , هذه الروح التي لا تخضع للقياس ولا للتجارب المادية لأنها أزلية وليست من عالمنا , إذا ما خرجت من الجسد أي انفكت عن القلب المادي , توقف على الفور القلب المادي وتوقفت معه جميع خلايا وأعضاء ونشاط الجسد المادي
أما بالنسبة للقلب المادي فهو المضخة التي تضخ الدم لجميع أجزاء الجسم , حيث يحتوي جدار هذا القلب أو بمعنى أدق هذه المضغة على 40000 خلية عصبية , تتجسد الروح ( النفس البشرية العاقلة ) في المجال الكهرومغناطيسي لهذه الخلايا العصبية , وتتحكم هذه النفس البشرية ( الروح ) في الجسد من خلال لوحة التحكم الخاصة بالجسد ألا وهي المخ
فالقلب المادي ( المضغة ) هو فقط مركز الجهاز الدوري في جسم الإنسان , هذا القلب المادي يختلف تماماً عن القلب الروحي ( الذي ذكره الله في كتبه المقدسة كافة ) , وباختصار القلب المادي هو بمثابة المحرك ( الموتور ) بالنسبة لجسد الإنسان , فإذا ذهبت الروح إلى حيث أتت سيتوقف معها المحرك ( الموتور ) , وإذا توقف هذا الأخير توقفت معه جميع أعضاء الجسد المادي بالمرة
وبالطبع لم ولن يتوقف القلب المادي عن الحركة إلا في حالتين لا ثالث لهما , الأولى إذا انفك عنه القلب الروحي , والثانية إذا توقف هو نتيجة خلل ذاتي مادي , فيتبع هذا التوقف الذاتي انفكاك القلب الروحي عنه
وللعلم هذه الروح العاقلة هي النفس البشرية أي هي ذات الإنسان المسئولة عن اللاوعي والوعي سواء الأنا أو الأنا العليا , هي جوهر الإنسان أي حقيقته التي تعقل وليس المضغة ولا المخ , المضغة مكان تجسد الروح أما المخ فهو لوحة التحكم الذي تتحكم من خلاله الروح العاقلة في الجسد
وللعلم أيضاً -
نظرية الروح والإيمان بها من عدمه لا تحتوي على فروض ! , ولكن :
أولاً - الكتب المقدسة عند المؤمنين هي التي
تضع نبوءات تفصيلية عن المشاهدات المستقبلية
فمثلا يقول تعالى عن القلوب الروحية :
أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنّ الْقُلُوبُ} (28 الرعد), وقوله تعالى:{
أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ } (الحج 46), وقوله عز وجل:
{أَفَلاَ يَتَدَبّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىَ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ} (محمد 24), وقوله:
{هُوَ الّذِيَ أَنزَلَ السّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوَاْ إِيمَاناً } (الفتح 4), وقوله:
(أَلَمْ يَأْنِ لِلّذِينَ آمَنُوَاْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقّ } (الحديد 16).
ووصف سبحانه قلوب المنافقين والكافرين وأمراضها ووصف الران الذي يغطي القلب, والأكنّة التي تمنع القلب عن الهدى فلا ترى بصيصا من نور, ووصف القلوب القاسية الجاسية التي هي كالحجارة أو أشد قسوة من الحجارة, قال تعالى: {
كَلاّ بَلْ رَانَ عَلَىَ قُلُوبِهِمْ مّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} (المطففين 14)
وقال تعالى عن الكافرين:
{خَتَمَ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِهمْ وَعَلَىَ سَمْعِهِمْ وَعَلَىَ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ } (البقرة 7), وقال يصف المنافقين:
{فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً } (البقرة 10),
الإشتراك في اللفظ لا يلزم منه الإشتراك في المعنى والكيفية , بمعنى أن لفظ القلب لا يعني سوى القلب المادي! ولكن اللفظ نفسه يُطلق على كل شيء يتوسط شيء آخر ( أي قلبه أو لُبه )
وقطعاً ولا شك أن هذه القلوب هي القلوب الروحية المتجسدة في القلوب المادية , وهذه القلوب المادية الألباب موجودة داخل القفص الصدري يعني في الصدور , وعندما نتدبر التنبؤات التفصيلية التي وضعتها لنا الكتب المقدسة تتبين لنا الحقيقة , فعلى سبيل المثال يقول تعالى :
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)
قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29)
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)
ثانيا - نظرية الروح التي تُطلق على القلب الروحي أي النفس البشرية
تتفق مع المشاهدات التي تؤكد علميا أن الدماغ ( المخ ) ليس هو أساس التعقل إنما القلب ( المضغة ) هو أساس التعقل , ولكن الحقيقة التي يجهلها الإنسان لا هذا المخ ولا هذه المضغة! , بل هذا القلب الروحي أي النفس البشرية يعني ذات الإنسان ( اللي وصفها نبي الإسلام بأنها روح ) هي أساس التعقل , ولماذا وصفها نبي الإسلام بأنها روح؟ , الإجابة لأنها سر الحياة بالنسبة للجسد المادي , فلولا وجودها ( أي تجسدها ) في داخل الجسد وملازمتها للقلب ( المضغة ) لتوقف النشاط البيولوجي لخلايا الجسد المادي ( يعني الموت )
فحيات الجسد مرهون بوجود الذات أي النفس البشرية ( الروح ) , وحياة النفس البشرية ( الروح ) مرهون بسلامة الجسد وخصوصاً القلب المادي ( المضغة ) , أيهما صحيح
==================================================
إذا كان العقل في القلب المادي ( المضغة )!! :
تُقابلنا مشكلة نقل الأعضاء البشرية من جسد متبرع وزرعها في جسد مريض .. ومصير القلب المنقول والروح أيضاً .. فقد يتسائل البعض :
عن مصير القلب المادي المنقول هل هو ميّت أم حي ؟
نعم عند إزالة القلب المادي السليم من صدر الشخص المتبرع فإن هذا القلب المادي على الفور يتوقف عن العمل وهذا الإيقاف يُسمى الموت , لكن الموت لا يعني فساد القلب السليم على الفور ولكن الموت معناه الإيقاف عن العمل , ويظل عقب الموت مباشرة سليم وصالح للعمل لمدة أربع ساعات , وبعدها يفسد ويتحلل إذا لم يتم استخدامه في جسد آخر خلال هذه المدة , وقلب المتبرع في هذه الحالة يُعتبر قطعة غيار سليمة وصالحة للاستخدام فيجب مراعاة استخدامها في وقت سريع جدا قبل فسادها
وعن مصير النفس ( القلب الروحي ) بعد نزع المضغة ( القلب المادي ) من جسد المتبرع ؟
انفصال النفس ( القلب الروحي ) والموصوفة بأنها روح عن المضغة ( القلب المادي ) معناه موت النفس , لكن موت النفس أيضا لا يعني فسادها بعد فترة معينة كالقلب المادي!! فهي أبدية لا تفنى كما يفنى الجسد المادي , وبما أن النفس أبدية ليس مادة فهي لا تفسد أبداً كما تفسد أعضاء الجسد المادي , الجسد بما أنه مادي فهو قابل للفساد بعد أربع ساعات فقط لا غير , أما النفس البشرية كيان روحي ليس من عالمنا المادي غير قابلة للفساد ويذهب بها ملك الموت ليقبرها في عالم البرزخ , والجسد المادي يذهب به الناس إلى أي مقبرة من المقابر الموجودة في الأرض
الآن - أثناء العملية يتم توصيل جميع الأوردة والشرايين إلمتصلة بالقلب القديم
بجهاز القلب الرئوي ,
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85...88%D9%8A%D8%A9
هذا الجهاز هو ( جهاز صناعي بديل مؤقت ) صُنع خصيصاً لهذا الغرض , حيث أنه يعمل أو يقوم مقام القلب والرئتين بالنسبة للجسد أثناء العملية , حيث يتم نزع أو إزالة الأوردة والشرايين من القلب القديم وتوصيلها بجهاز القلب الرئوي , (
وللعلم : أثناء عملية النزع التام للقلوب المادية لا يعني خروج الأنفس أي الأرواح من مكانها وبالتالي الموت , ولكن الحقيقة تظل القلوب الروحية مكانها داخل الشبكة الكهرومغناطيسية للجهاز العصبي الذي يعمل بفضل جهاز القلب الرئوي , أما القلوب المادية أثناء هذه العملية الجراحية فهي سليمة وصالحة للاستخدام طالما لم تزيد مدة بقاءها خارج الجسد عن أربع ساعات )
المهم - بعد نزع القلب القديم ووضع القلب الجديد مكانه يتم فصل الأوردة والشرايين المتصلة بهذا الجهاز الصناعي البديل المؤقت وتوصيلها بالقلب الجديد , وقد يحتاج القلب الجديد لصدمة كهربية لإعادة تنشيطه , وبعد الانتهاء من إجراء عملية زرع القلب الجديد ( أيا كان نوعه طبيعي أو صناعي ) يتم إعادة كل شيء لأصله أي غلق غشاء القلب وغلق القفص الصدري
هنا النفس البشرية ( القلب الروحي ) اللي وصفها النبي ص بأنها الروح التي تُنفخ في جسد الجنين وهي الروح التي تُقبض عند الموت ويصعد بها الملائكة .. هل غادرت المكان؟! , أو بمعنى أصح هل تركت المجال الكهرومغناطيسي للجهاز العصبي؟! , بالطبع كلا .. لأن الشبكة الكهرومغناطيسية للجهاز العصبي موجودة وتعمل بكفاءة عالية بفضل عمل جهاز القلب الرئوي الذي يقوم مقام القلب والرئتين بصفة مؤقتة , وبالتالي النفس ( القلب الروحي ) أو الموصوفة بأنها الروح موجودة في المكان , ولم تُغادر الجسد أثناء عملية استبدال القلب المادي القديم بالقلب المادي الجديد , وبالتالي يظل الجسد حياً أثناء العملية ما دامت النفس البشرية (القلب الروحي أو كما وصفها النبي ص بالروح ) موجودة ولم تغادر المكان
============================================
أمر آخر أود أن أذكره :
مما لا شك فيه أن علاقة النفس بالجسد هي تماما كعلاقة سائق المركبة بمركبته , الكيان العاقل في أي مركبة أيا كان نوعها هو السائق وهذا السائق بالطبع إنسان عاقل , وهذا القائد الذي يقود مركبته هو المنوط بالتكليف والالتزام بتعليمات وقواعد القيادة الصادرة من إدارة المرور , وليست المركبة نفسها هي المكلفة بالالتزام بتعليمات وقواعد المرور!! ولا حتى أي مكون من مكوناتها كالمحرك مثلاً أو عجلة القيادة , أما المسئول الحقيقي المكلف بالالتزام بتعليمات وقواعد المرور فهو السائق ولابد أن يكون عاقل , وكذلك النفس البشرية جوهر الإنسان حقيقته قلبه الروحي هي المكلفة بالعبادة والالتزام بتعليمات الخالق , أما الجسد المادي بكل محتوياته قلا محل له من الإعراب
هكذا هي النفس البشرية بالنسبة للجسد المادي , النفس البشرية ( القلب الروحي ) هي التي تقود الجسد المادي من داخل كابينة القيادة ( القفص الصدري ) , هذه النفس البشرية أو القلب الروحي أيهما صحيح الموجود في وسط ( قلب ) المجال الكهرومغناطيسي للجهاز العصبي , هو المسئول عن قيادة الجسد المادي من داخل كابينة القيادة ( القفص الصدري ) , وطالما هو المسئول عن قيادة الجسد وفق تعليمات الصانع , يبقى لابد أن يكون عاقل سوي قبل أن يتلقى الوحي ( تعليمات وقواعد السير بالمركبة ) , فالذي وضع تعليمات وقواعد السير بالمركبات على الطرق يتعامل بالطبع مع قائد المركبة ويُخاطبه ولا يُخاطب المركبة في حد ذاتها! .. لنتأمل الخطاب موجه من الله تارة للنفس وتارة للإنسان وهذا دليل على أنهما لفظان لكيان واحد
- يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)
- يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)
فالنفس البشرية هي الإنسان ذاته ( السائق ) وليس الجسد المادي ( المركبة ) , النفس الروحية دائمة أبدية أما الجسد المادي الحالي مؤقت فاني
عند الموت تخرج النفس ( القلب الروحي ) من الجسد , وعندها تتوقف المضغة ( القلب المادي ) عن العمل , ويتوقف معها جميع الأعضاء بلا استثناء إيقاف مؤقت دون فساد لعدة ساعات معدودة , وفي هذه الحالة يمكن اغتنام الفرصة واستخدام بعض الأعضاء ( وهي صالحة قبل أن تفسد بمرور الوقت ) كقطع غيار يمكن زرعها في جسد آخر , ومنها بالطبع المضغة
==================================================
ملاحظة هامة :
إن :
الشخص الذي يؤمن بأن
الدماغ ( لوحة التحكم أو القيادة في الجسد ) فقط هو كل شيء بل هو الإنسان نفسه! , ولا يوجد كيان سوي عاقل يتحكم أو يقود الجسد ! ,, علما بأن هذا الكيان هو
النفس التي تتحكم وتقود الجسد وتختلف في ماهيتها عن ماهية جسد الإنسان البيولوجي
مثله كمثل :
الشخص الذي يؤمن بأن
التابلوه ( لوحة التحكم أو القيادة في السيارة ) فقط هو كل شيء بل هي السيارة نفسها! , ولا يوجد كيان سوي عاقل يتحكم أو يقود السيارة! , علما بأن هذا الكيان هو
الإنسان الذي يتحكم ويقود السيارة ويختلف في ماهيته عن ماهية جسم السيارة المعدني
==================================================
هذه بعض الأدلة من الكتاب المقدس عند المسلمين ( القرآن ) تكشف الغموض :
هذه بعض الآيات القرآنية التي تتحدث عن النفس أي ( النفس البشرية ) ومشتقاتها مثل : (
نفسا - نفس - النفس - نفسي - لنفسي - نفسه - فلنفسه - أنفسهم - أنفسكم - نفوسكم )
- لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ...................... @
- وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ @
- وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ @
- قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ @
- قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ @
- وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ @
- قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ @
- وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ @
- أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ @
- رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا @
وهذه بعض الآيات القرآنية التي تتحدث عن القلب أي ( القلب الروحي ) ومشتقاته مثل : (
قلوبكم - قلوبهم - القلب - قلوب - قلب - قلبه - قلبك )
- لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ @
- كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ @
- فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ @
- وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ @
- أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ @
- كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ @
- إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ @
- وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا @
- قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ @
الآن : من خلال الآيات التي تتحدث عن
النفس , وأيضا الآيات التي تتحدث عن
القلب , نستنتج من ذلك أن اللفظان شرعيان ويُطلقان في كتاب الله على الذات البشرية أي على جوهر الإنسان ( الهو و الأنا و الأنا العليا ) , وهذه الذات هي محل العقل والفقه والوعي واللاوعي وليس الدماغ ( المخ )! , ولنأخذ مثال بسيط ليكون دليل قطعي الثبوت من كتاب الله ( القرآن ) على ذلك .. فلنتأمل ما يلي :
أولا - في الآيات التالية كسب الحسنات أو السيئات من اختصاص (
النفس ) بدليل :
- لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ............ @
- وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (281)
ثانيا - وفي الآيات التالية كسب الحسنات أو السيئات من اختصاص (
القلب ) بدليل :
- لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225)
- كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)
السؤال الآن :
الكسب من اختصاص من؟ .. أيهما النفس أم القلب ؟!!!
أعتقد الأمر واضح وجلي لكل عاقل أن الكسب من اختصاص (
النفس البشرية /
القلب الروحي ) أيهما صحيح , أي أن النفس و القلب لفظان شرعيان وردا في القرآن الكريم يُراد بهما كائن روحي واحد هو الذي يكسب أو يكتسب , كائن عاقل متجسد داخل الجسد المادي ويتحكم فيه من خلال الدماغ ( لوحة التحكم والقيادة ) .. وهذا الكائن الروحي :
- وصفه النبي ص بأنه الروح التي تُنفخ في جسد الجنين وهو في رحم أمه بعد 120 يوم من زرع النطفة كما دلت أحاديث النبي ص على ذلك
- وصفه النبي ص بأنه الروح التي تُقبض عند الموت وتصعد بها الملائكة لعالم البرزخ كما دلت أحاديث النبي ص على ذلك
ملاحظة هامة :
الروح بالمفهوم العلمي هو ( كل ما به حياة الآخر ) , بمعنى آخر الروح وصف وُصف به الشيء الذي يمنح الحياة لشيء آخر
وبما أن
النفس البشرية ( القلب الروحي ) تمنح الحياة للجسد المادي فالله وصفها على لسان نبيه ص بأنها
روح هي الروح التي نُفخت في جسد الجنين وهي التي ستقبض عند الموت
وكذلك بما أن
الوحي الإلهي ( القرآن الكريم ) يمنح الحياة للنفس البشرية فالله وصفه مباشرة بأنه
روح هو الروح الذي نزل به ملاك الوحي الأمين , وهو الروح الذي يؤيد به أنبياءه
إذن النفس روح الجسد , والوحي روح النفس .. وعليه فإن : النفس تمنح الجسد الحياة المادية وبدونها يموت مادياً , والوحي يمنح النفس الحياة الروحية وبدونه تموت روحياً
================================================== =
وهذه أدلة شرعية أخرى تزيد الأمر وضوحاً وتؤكد صحة ما أذهب إليه :
بالنسبة لإبداء أو إخفاء ما في الذات ( النفس / القلب ) يقول تعالى :
- لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284)
- وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ @
بالنسبة لإيمان الذات ( النفس / القلب ) يقول تعالى :
- وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ @
- قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)
بالنسبة لاطمئنان الذات ( النفس / القلب ) يقول تعالى :
- يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28)
- الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)
بالنسبة لمرض الذات ( النفس / القلب ) يقول تعالى :
- فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)
بالنسبة لتقوى الذات ( النفس / القلب ) يقول تعالى :
- وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)
- ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)
بالنسبة لهداية الذات ( النفس / القلب ) يقول تعالى :
- وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ @
- مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ @
بالنسبة لعلم الله بما في الذات ( النفس / القلب ) يقول تعالى :
- رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25)
- أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا @
- يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ @
من جميع هذه الأدلة التي قدمتها لكم والتي وردت في كتاب الله عن
النفس وعن
القلب يتبين أن النفس و القلب كلاهما لفظان شرعيان يُراد بهما كيان أو كائن روحي واحد , وهذا الكائن لا شك أنه الذات البشرية ( أي جوهر الإنسان العاقل الدائم وليس عرض كالجسد! ) , فهذه الذات البشرية أو هذه النفس البشرية أو هذا القلب الروحي هي التي تعقل وتتحكم وتقود الجسد المدي بواسطة لوحة التحكم والقيادة ( الدماغ ) , فالعقل في هذا الكائن الروحي المتجسد داخل الجسد المادي وليس في الدماغ .
يعني العقل في القلب الروحي ( النفس البشرية ) وليس في المخ! ولا حتى في القلب المادي ( المضغة )!
ولأن القلب الروحي العاقل ( أي النفس البشرية العاقلة ) شيء روحي غير خاضع لأدوات البحث العلمي المادي بكل وسائله المادية , فطبيعي الملحد المادي الغارق في الماديات لقمة رأسه أو حتى المؤمن الغافل الذي يسلك نفس مسلك الملحد المادي , الملحد سيُنكر هذا القلب الروحي العاقل ولا يعترف به بالمرة ولا حتى بتعقل القلب المادي!! أما المؤمن الغافل سيعترف بتعقل القلب المادي فقط!! الذي هو مجرد نقطة اتصال القلب الروحي العاقل ( الجوهر ) بالمخ ( لوحة التحكم ) وهارد دسك الجسد المادي! ( العرض ) ..
تحياتي للجميع
