الموضوع: لا رجعة فيه
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-15-2021, 05:59 AM شمس اللادين غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
شمس اللادين
عضو جميل
 

شمس اللادين is on a distinguished road
افتراضي لا رجعة فيه


قبل المقالة، أعلن عن التالي:
عبر هذا المنبر، كنت قد قلت فيما سبق أني تبنيت الإلحاد.
والآن، أعلن بوضوح وصراحة.. التخلي عن الإلحاد.
السبب هو أننا نحن البشر.. لم نبلغ من العلم ما يكفي لننفي، أو نرفض وجود خالق للكون.
لكني ما زلت وسأبقى ما حييت على يقين.. من أن الإله الإبراهيمي شخصية وهمية.
كذلك، لم أجد حتى الآن.. ما يدعو للاعتقاد بوجود خالق للكون.
وبهذا يكون التصنيف الأنسب لي هو "لاأدري".
مع العلم أن بعض الكتّاب العالميين صنّف اللاأدرية كصنف من الإلحاد.
وأؤكد أني من الآن.. بريء من الإلحاد، ومن الأديان.

___________________________________________

لا رجعة فيه

الطب لا يستطيع إعادة شخص مات بسكتة قلبية.
ذلك لأنه لم يتمكن بعد من تصليح كل عطب أو تلف.
السكتة القلبية تحدث بسبب خلل في نظام كهرباء القلب، مرتبط غالبًا بحالة لم تُشخّص..
مثلما يعجز مصلّح الأجهزة الكهربائية عن تصليح جهاز "ميّت".
يبلغ التلف في الكائن الحي (أو الجهاز) مرحلة غير قابلة للتصليح..
إذا أصاب عطب عضوًا رئيسيًا في جسمه.
قد يعاد تأهيل وتشغيل الجهاز الكهربائي في بعض الحالات؛
أما الكائن الحي فلا يعاد إلى "الحياة" لأن العمليات الحيوية هي على مستوى الخلايا؛
وهي ضمن نظام معقد يربط بين أنواع الخلايا ويربط بين الأعضاء،
استغرق تطوّره مليارات السنين.
لم يتقدّم الطب بعد بقدر يسمح بالتعامل مع هذا النظام والتحكم به في كل الحالات؛
لكنّه تمكن من التعامل مع توقف القلب والرئتين بالإنعاش والتنفس الاصطناعي،
واستبدال أعضاء تالفة، والشفاء من أمراض مميتة.
هذه مسببات أكيدة للموت؛ بل إن توقف القلب والرئتين هو موت مبدئي.
إذن، هذه المنجزات هي انتصارات على الموت؛
وهي تثبت أن الموت لا علاقة له بـ"اللـه وملائكته"،
وأنه ليس خروج روح أو نفس،
وأن الحياة ليست دخول روح أو نفس؛
إنما هو نظام تفاعلي يعمل ثم يتلف.

الكائن الحي هو أنسجة من خلايا تعمل بآلية بيولوجية معينة،
إذا فقدت أحد لوازمها تختل وتتلف.

أما الكائن المتحلل (الرفات) أو شبه المتحلل.. فذاكرته زالت،
ولم ولن يقدر أحد على إعادته إلى "الحياة"، ولا حتى الخالق المزعوم.

تعريف الموت الدماغي أنه "توقف لا رجعة فيه"؛
واللارجعة تعتمد على التكنولوجيا المعاصرة التي تتطور باستمرار.
في الماضي كان توقف القلب أو الرئتين لا رجعة فيه، ثم أصبحت الرجعة فيه ممكنة.
أما موت الدماغ.. فيبقى هو الموت الذي لا رجعة فيه،
لأنه مرتبط بالذاكرة وبالكثير من الوظائف المؤثرة في حياة المرء.
يعني، حتى لو رجع المرء منه، فسوف يغدو على الأرجح متخلفًا عقليًا، أو في حالة غيبوبة.

تفسير اللارجعة في الموت المحقق: [منقول بتصرف]
الموت هو عملية تتضمن أحداثًا متسلسلة تحدث لأعضاء الجسم.
تتأذى الخلايا بتضرر قدرتها على إنتاج جزيئات الطاقة (بانقطاع الأكسجين أو الغلوكوز) وحفظ سلامة غشائها.
بتوقف القلب، يتوقف الدم عن الأعضاء الحيوية.
بغياب الأكسجين، تبدأ الخلايا بتغيير عملية التمثيل الغذائي، وتتوقف عن إنشاء جزيئات الطاقة.
الخلية بدون جزيئات الطاقة لتشغيل مضختها ونضح العناصر عبر غشائها.. تعجز عن الحفاظ على الاتزان الكيميائي.
وتبدأ الأيونات في التشتت، مفسدة التوازن الكهروكيميائي الثمين، ويتوقف كثير من التفاعلات.
هذا الضرر لا رجعة فيه.
نظريًا يمكنك استرجاع جانب واحد صغير من الأضرار الخلوية،
لكنها بالمئات وتحدث بسرعة ودفعة واحدة.
تستمر هذه العملية ويدخل الجسم في حالة تسمى الفشل متعدد الأجهزة.
تحدث الحشرجة والغرغرة بسبب فشل الجهازين الدوري والتنفسي وحصول الوذمة الرئوية.
يعني، لا وجود لنفس تُنازع عند الموت وتبلغ الحلقوم وتخرج.



  رد مع اقتباس