اشك جدا انك عرضت ملاحظات علماء الفيزياء واعتراضاتهم على ادلة المؤمنين بالاله بطريقة فهمهم الحقيقي للامور او فهم تدوينهم وشرحهم لنقض ادلة المؤمنين في ما يتعلق بالنظم ودليل النظم الامثل كما عبروا في مصنفاتهم
ذلك لاني وجدت تهافت وغرابة في طرحك لاعتراضات الفيزيائيين فلا يعقل انهم بهذه الصورة من الخلط الذهني والتشوش الفكري المتظمن للتناقض الصارخ
وارجح ان فهمك لمعطياتهم هو المربك والمرتبك
وبعد
فان النظام في الكون المتفق عليه عند المؤمنين والملحدين لا يمكن تصوره بمعزل عن الاله الصانع لانه بنفسه وبمجرد فكرته مناقض للعشوائية والصدفية فالنظم والنظام فكرة نقيضة للعشوائية والى هذا الحد من الكلام الجميع معترف وموافق على تظاد الفكرتين وحتى جنابك تتعقل هذا النقيض او التظاد اعتقد
فلا ينكره الا الغير عاقل فاذن كون النظام المعترف به لا يدعو الى وجود اله هو بحد ذاته نقض لما اعترفتم به من اصل وجود النظام ونقض لأيمانكم بتظاد النظام مع العشوائية
كيف ذلك
لان النظم او النظام في الكون شيء وجودي وصفة عارضة للكون المادي يعني شيء زائد على ذات الكون يعني صفة مزود بها يعني رداء لبسه الكون ويسير وفقه عبر عنه ما تختار من هذه التقريبات
والعشوائية صفة افتراضية غير وجودية ولذلك يقولون لا عشوائية في الكون ولا صدفة في الكون
والان توضح لنا ان النظام نقيض العشوائية
لماذا
لان التناقض اساس مبدأه هو علاقة شيء وجودي وشيء عدمي وهو يختلف عن التظاد فالتظاد علاقة بين شيئن وجوديين
بعد هذا التمهيد الذي انت شخصيا موافق عليه كما اضن
ناتي للتناقض الذي وقعتم به وهو ان النظام لا يدلل على وجود اله والتناقض هو ان قولكم هذا مناقض لما اعترفتم به من وجود النظام بالاصل
ذلك لان النظام شيء وجودي عارض على المادة كما سلف من كلام وهذا النظام ذكي وواعي ومتطور وهذه ليست صفات المادة ولا الكون فالمادة لا عقل لها ولا وعي كما هو واضح
فالوعي والذكاء المغروس في النظام والذي على اساسه سمي نظاما يفترض وجود واعي خارجي والا فالمادة من شأنها العشوائية والتخبط لا من شأنها الوعي والذكاء
ستقول ان قوانين المادة هي المنظمة لها وان المادة ذاتيا تسير وفق النظم
وهذا ارباك في التفكير يدل على التخبط والحيرة والشطحات الفكرية
لان القوانين هي نفسها النظام وانه صفة وجودية عارضة على المادة لا من صميم تكوينها وللتقريب فالانسان عاقل ضاحك مفكر جنسي واعي ووووو باقي صفاته فهذه عوارض ذاتية له بحيث لو سلبنها يبقى اسمه انسان
ونرجع للبحث فمن زود المادة بصفة عارضية عليها
لابد من افتراضه واعيا لان ما زودها به من صفته الوعي
فالقوانين ما دامت واعية فهي من جنس خارج عن المادة الجامدة الغير واعية
فلو قلنا ان النظام الواعي لا يشير الى واهب وصانع واعي فقد وقعنا بالعشوائية اذ ما يقابل الوعي هو الجمود وما يقابل النظام هو العشوائية وهذا هو التناقض الذي وقعتم به
|