أنت مصر إذا على إظهار نفسك بمظهر البليد الذي لا يفهم إلا اذا حشرت المعلومة في رأسه حشرا، ويبدو فعلا أن خيار التلقيم بالملعقة هو الخيار الأخير المتبقي!
وسأشرح هذه المرة من خلال احدى المقترحات البديلة للسردية الاسلامية، فهذه السردية البديلة ترى أن أصل الاسلام يرجع الى طائفة من اليهود يسمون اليهود المسيانيين، فهؤلاء آمنوا بالمسيح نبيا وشكلوا فكرا "جهاديا" سريا في البداية ثم حسب السردية استمالوا اليه العرب وأنشأوا الفتوحات، كل ذلك والاسلام كدين لم يتأسس بعد. ترى السردية أنه فيما بعد دب الخلاف بين اليهود المسيانيين وبين العرب فانقلب هؤلاء على أولئك. مما يعني أننا هنا أمام مرحلتين في العلاقة بين اليهود وبين من أصبحوا لاحقا المسلمين: مرحلة وفاق، ثم مرحلة خلاف. وهاتان المرحلتان تناظران المرحلتين المكية والمدنية في السردية الاسلامية.
والآن: الا يستطيع الباحث المتبني لهذه النظرية، أن يبحث في المرحلتين المكية والمدنية عن "ظلال" ما وقع حقا بين اليهود والمسلمين في مرحلتي الوفاق والخلاف حسب تلك السردية؟ هل في هذا تناقض منطقي؟
وبالطبع نحن هنا لا نناقش صحة هذه السردية ولا معقوليتها بل نستخدمها كمثال نظري بحت على ان بامكانك انكار قصة ما وبناء سردية موازية لها ثم البحث عن "ظلال" الحقيقة في القصة المكذوبة.
الكرة في ملعبك.