[المسعودي]

تحياتي
1.
من السخف أنْ يناقش المرءُ بشراً تَخَلُّوا عن عقولهم بإرادتهم حول حقائق تتعلق بالكون والإنسان وتاريخهما.
بل أنَّ مناقشتهم في هذه المواضيع مسيء للكرامة الشخصية.
2.
المشكلة الخطيرة هي أنهم ومن خلال هذه السخافات يوجهون انتباه الملايين من الناس البسطاء صوب عصور التخلف علماً وثقافةً ووعياً بضرورات الحياة وإدراكاً للحاجات البشرية.
المشكلة أنَّ عبادتهم للنصوص - أياً كان الكاتب - يجعل من الحياة المعاصرة جحيماً لملايين الناس الذين يرزحون تحت سلطتهم في مملكة الظلام التي تمتد من المحيط إلى الجحيم.
3.
لا تساوي الآراء "العلمية" للمهابيل ولا سنتاً واحداً.
ولهذا عليهم إدراك الحقيقة المُرَّة هي أننا نناقش سخفهم لا آراءهم عن الكون.
فسواء اعتقدوا بأن الأرض ثابتة أم لا فهذا أمر لا يغير من الحقائق الكونية شيئاً. أما إصرارهم على هذه السخافات فإنه أمر يغير من احترام الآخرين لهم.
4.
لم يعد ثمة شك بأن مناقشة المسلمين حول قضايا تتعلق بالعلم لا يختلف عن مناقشة "الجدران" حول الجاذبية.
إذ على المسلمين تبرير عقائدهم المناقضة للتطور وحقوق الإنسان وقيم الحرية والديموقراطية والأصرار على ثقافة التوحش والاستبداد والكراهية للمخالفين.
هذه هي "الفرجة" التي تستحق المُشاهدة والاستماع إليها وليس "آرائهم" العلمية!.
مثل هذه المواضيع هي مصائد الفئران لأنصاف المتعلمين الذين تحول دين محمد إلى هوس وعصاب وحولوا الجهل بحاجة البشر إلى الحرية إلى عقيدة يتبجحون بها ويفخرون بعبوديتهم لها.
5.
إن ماقشة المسلمين حول أمور تتعلق بموضوعات من قبيل دوران الأرض حول الشمس وحركة النجوم وتركيب الغيوم وطبيعة الرياح يوفر لهم منافذ للهروب من الموضوعات اليومية: القمع والاستبداد والتخلف وثقافة الكراهية والتوحش وسخافة القوانين وتقاليد الفرض والإجبار وتكميم الأفواه وانتشار الأمراض والفقر وحرمان مئات الآلاف من الأطفال من المدارس والعناية الطبية وغياب فرص العمل والمساواة ما بين الجنسين وغيرها العشرات.
هل يريدون التعبير عن آرائهم؟
حسناً ليتحدثوا عن هذه الموضوعات!