عرض مشاركة واحدة
قديم 08-21-2021, 07:14 PM عمرو بن هشام غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
عمرو بن هشام
عضو برونزي
 

عمرو بن هشام is on a distinguished road
افتراضي

مزيد من الادلة
العلماء القائلون بالكروية رحمهم الله أو من ألمحوا لذلك تأثّروا بقول الفلاسفة والمتكلّمين في هذا الباب ولو بطريقة غير مباشرة ، ومن يراجع أقوال الاسبقين يعرف أن إجماع المسلمين كان على أن الأرض مسطّحة ، ونلاحظ ان اغلب القائلين بالكروية عاشوا في عصور واكبت أو تلت حركة ترجمة كتب الفلسفة التي جلبت المصائب العظيمة على المسلمين ، وسأستعرض لكم بعض الأقوال من المتقدّمين من السلف:
قال صاحب النونية الإمام القحطاني المتوفى سنة 383 هــ في قصيدته المشهورة ( نونية القحطاني ):
كذب المهندس و المنجم مثله **** فهما لعلم الله مدّعيان
الأرض عند كليهما كروية **** و هما بهذا القول مقترنان
والأرض عند أولي النهى لسطيحة **** بدليل صدق واضح القرآن
والله صيرها فراشاً للورى **** و بنى السماء بأحسن البنيان
والله أخبر أنها مسطوحة **** و أبان ذلك أيــّـما تبيان ِ

قال ابن عطية الاندلسي في تفسيره لسورة الرعد:
وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3)
قال: مَدَّ الْأَرْضَ يقتضي أنها بسيطة لا كرة- وهذا هو ظاهر الشريعة (المحرر الوجيز/ المجلد الثاني/ الجزء الثالث/ ص 293)
وفي تفسيره لسورة الغاشية : وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)
قال: وظاهر هذه الآية أن الأرض سطح لا كرة، وهو الذي عليه أهل العلم، والقول بكرويتها وإن كان لا ينقص ركنا من أركان الشرع، فهو قول لا يثبته علماء الشرع (المحرر الوجيز/ المجلد الخامس/ الجزء الخامس/ ص 475)

قال ابن مجاهد
لو كانت الارض كروية لما استقر الماء عليها
ذكر قوله ابن عطيه في المحرر الوجيز في تفسيره للأية 19 من سورة نوح

كان الإمام ابن عطية فقيها قاضيا، ونابغة عصره في العلوم الشرعية واللغة والأدب والتاريخ، والتنوع المعرفي والعلمي، وعده العلماء من أجل من صنف في علم التفسير.

الامام ابن عطية الاندلسي هو أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطية الأندلسي المحاربي (المتوفى: 542هـ)

قال الأمام أبي منصور عبد القاهر البغدادي "429هـ" في كتابه "الفرق بين الفِرق" حيث بيّن أنّ من أصول أهل السنّة في زمانه أن الأرض مسطّحة ليست بكرة تدور حيث ذكر في باب الأصول التي إجتمع عليها أهل السنّة فقال:
"وأجمعوا -أي أهل السنّة- علي وقوف الأرض وسكونها, وأن حركتها إنّما تكون بعارض يعرض لها من زلزلة ونحوها, خلاف قول من زعم من الدهرية أن الأرض تهوي أبداً"
وقال كذلك " وأجمعوا علي أن الأرض متناهية الأطراف من الجهات كلّها وكذلك السماء متناهية الأقطار من الجهات الست, خلاف قول من زعم من الدهرية أنه لا نهاية للأرض من أسفل ولا من اليمين ولا من اليسار, ولا من خلف ولا من أمام, وإنّما نهايتها من الجهة التي تقابل الهواء من فوقها, وزعموا أن السماء أيضاً متناهية من تحتها, ولا نهاية لها من خمس جهات سوي جهة السفل"
وتأمّل وهذا القول فهو أقرب لقول الكرويين في زماننا
وقال كذلك "وأجمعوا علي أن السماوات سبع طباق, خلاف من زعم من الفلاسفة والمنجّمين أنها تسع, وأجمعوا علي أنّها ليست بكريّة تدور حول الأرض, خلاف من زعم أنّها كراتٌ بعضها في جوف بعض, وأنّ الأرض في وسطها كمركز الكرة في جوفها" أ.هـ الفرق بين الفرق "ص 286"

وقال ايضا :
والباسط في الدلالة على بسط الرزق لمن شاء وعلى انه بسط الارض ولذلك سماها بساطا خلاف قول من زعم من الفلاسفة والمنجمين ان الارض كروية غير مبسوطة (اصول الدين ص 124)

قال الماوردي رحمه الله ( 364 - 450 هـ ) في النكت والعيون في تفسيره للآية الثالثة من سورة الرعد:
"قوله عزّ وجل: { وهو الذي مَدّ الأرض } أي بسطها للاستقرار عليها، رداً على من زعم أنها مستديرة كالكرة" (الجزء الثالث/ص 92)

والإمام الماوردي والإمام بن حزم "456هـ" رحم الله الجميع في فترة متقاربة, الفرق أنّ الإمام ابن حزم تأثّر بكتب الفلاسفة والمتكلّمين , قال إبن عبد الهادي في طبقات علماء الحديث 3/350 "وكان ابن حزم في صغره قد اشتغل في المنطق ، والفلسفة ، وأخذ المنطق عن محمد بن الحسن المذحجي ، وأمعن في ذلك فتقرر في ذهنه بهذا السبب معاني باطلة" أ هـ
والإمام إبن حزم من أوائل من أشتهر عنهم القول بالكروية فتأمل ....

قال تعالى: "وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ" #الغاشية 20
في تفسير الجلالين: {وَإِلَى الْأَرْض كَيْف سُطِحَتْ} أَيْ بُسِطَتْ فَيَسْتَدِلُّونَ بِهَا عَلَى قُدْرَة اللَّه تَعَالَى وَوَحْدَانِيّته وَصُدِّرَتْ بِالْإِبِلِ لِأَنَّهُمْ أَشَدّ مُلَابَسَة لَهَا مِنْ غَيْرهَا وَقَوْله سُطِحَتْ ظَاهِر فِي أَنَّ الْأَرْض سَطْح وَعَلَيْهِ عُلَمَاء الشَّرْع لَا كُرَة كَمَا قَالَهُ أَهْل الْهَيْئَة وَإِنْ لَمْ يَنْقُض رُكْنًا مِنْ أركان الشرع
تفسير الجلالين هو لجلال الدين محمد بن أحمد المحلي (المتوفى: 864هـ) وجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (المتوفى: 911هـ)

" قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" #الرعد 3
تفسير الجامع لاحكام القرآن - القرطبي لأبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى : 671هـ)
قال:
في هذه الآية رد على من زعم أن الأرض كالكرة، ورد على من زعم أن الأرض تهوي أبوابها عليها؛ وزعم ابن الراوندي أن تحت الأرض جسما صعادا كالريح الصعادة؛ وهي منحدرة فاعتدل الهاوي والصعادي في الجرم والقوة فتوافقا. وزعم آخرون أن الأرض مركب من جسمين، أحدهما منحدر، والآخر مصعد، فاعتدلا، فلذلك وقفت. والذي عليه المسلمون وأهل الكتاب القول بوقوف الأرض وسكونها ومدها، وأن حركتها إنما تكون في العادة بزلزلة تصيبها.

وها هو ترجمان القرآن ابن عباس يقول بصراحة ان الارض مبسوطة ويرد على من يزعم انها كالكرة

سورة الحجر الآية: 19 {وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ}
قوله تعالى: {وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا} هذا من نعمه أيضا، ومما يدل على كمال قدرته. قال ابن عباس: بسطناها على وجه الماء؛ كما قال: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات: 30] أي بسطها. وقال: {وَالأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} [الذاريات: 48]. وهو يرد على من زعم أنها كالكرة.



  رد مع اقتباس