أنت أجبت على نفسك في السؤال نفسه عندما قلت "يأمرهم بتصديق".
الدنيا اختبار، هل نصدق أم نكذب، هل نطيع أم نعصى، هل نتوب أم نعاند، إلخ. فالرسالة عبر وسيط متماشية تماما مع فكرة الاختبار.
مثال: صديقك أعطاك كوب عصير وقال لك: "ثق بي، لا يحتوي سما". هذا اختبار حقيقي لمقدار ثقتك فيه وتصديقك له وإيمانك بكلامه.
أما لو أعطاك نقودا وقال لك أن تشتري به عصيرا لنفسك، بمعرفتك، ففي هذه الحالة كيف تصف هذا السيناريو بأنه اختبار لثقتك فيه؟!
ثانيا: هل تزعم أنه من المستحيل أن يصل الكبر والعناد بالإنسان إلى درجة تجعله ينفي وجود الله حتى لو سمع صوته؟! هل تزعم أنه لن يحدث أبدا أن يقول هذا الإنسان ساعتها: "هي هلاوس سمعية، إما من الاسكيزوفرينيا أو من مخدرات تناولتها دون علمي"؟
إذن حتى في حالة الكلام الرباني المباشر قد تجد المتلقي مصرا على كفره وإلحاده.
تخيل أن إبليس كان إنسانا، وأنه تكلم مع الله مباشرة، هل تزعم أنه من المستحيل أن يقول لله: "سأكون عدوا لك؟"
إذن فما فائدة التواصل المباشر إن كان الإنسان مصرا على الكفر؟
فرعون رأى المعجزات فقال أنها خدع سحرية، ولو كلم الله الكفار لقالوا هلاوس سمع-بصرية.
لو انفجر بركان في مدينة بومبي التي اشتهرت بالإباحية لقال الملحد: ليس عقابا ربانيا. ولو لم ينفجر لقال: لو كان الله حقيقة فلماذا لم يعاقبهم؟
وبهذا تم الرد والحمد لله. مهما كانت وسيلة التواصل فستظل النتيجة واحدة في النهاية.
|