الإثارة السابعة:
الملحد لا يؤمن بالأديان، ومع ذلك تجد أنه متأثر بالكثير من الأصول الدينية، فيردد ويتبنى عبارات دينية دون أن ينتبه، ومن اسباب ذلك هو تربيته الدينية السابقة التي ما تزال رواسبها عالقة في نفسه (سواء كانت قوية أو ضعيفة).
أفكار من قبيل: (الخير والشر)، (الجمال والقبح)، (الضرر والنفع)، (يجب أن أفعل، ولا يجوز أن افعل) ... هذه أفكار دينية محضة تنسجم مع الايمان بالله الذي خلق الكون لهدف وغاية، ولكن لا معنى لها في ظل الفكر الالحادي وانعدام الهدفية والغائية من الحياة والوجود، ولا فائدة من ذلك أصلا. حتى أفكار من قبيل (الهدفية والغائية) هذه أفكار دينية محضة. في ظل الفكر الإلحادي لا يوجد شيء في الكون اسمه: هدفية وغائية. كذلك الأخلاق لا معنى لأن نقول من الأخلاق النبيلة الايثار مثلا. في ظل الفكر الالحادي لا معنى لأن يكون الإيثار هو محل مدح والبخل هو محل ذم، نفس هذا التقسيم ايضا لا معنى له، ولا يوجد معنى لأن تساعد غيرك، أو تحب والديك مثلا.
والقول بأن هذه أمور موجودة في فطرة وغريزة الانسان، هذا القول هو تفكير ديني صرف.
|