اقتباس:
|
كان مجرد هامش توضيحي من الكاتب، لم يكن في تعريف البرهان، هو مجرد محاولة من الكاتب لتعريف ما يقصد به غودل
|
كل ما تحته خط أصفر في الاقتباس التالي هو كلام جودل:
راجع:
Ontological Arguments Edited by Graham Oppy
بخصوص العدل فلا يختلف أحد على أن العدل حسن. الاختلاف فيما يتعبر عدلا وما لا يعتبر لا يعني اختلاف في كون العدل حسن. لكن العدل كصفة إيجابية في سياق برهان جودل هو العدل المحض الذي لا تشوبه شائبة.
-------------------
اعتراض سوبل على نسخة جودل من الحجة الوجودية
يمكن شرح اعتراض سوبل - نسبة لجوردن سوبل Jordan Sobel - كما يلي:
إذا كان "إله جودل" هو المتصف بمجموع الصفات الحسنة بمعنى أنه يقتضيها جميعا بما فيها الوجود الضروري فإن من جملة ما يقتضيه هو: كونه خالق فكذلك: كونه خلق آدم، إذ أنه متصف بهذه الصفة أي خلق آدم. فإن كان خلقه لآدم ضروري فهذا يقتضى أن آدم ضروري وبالتالي فرضيات جودل تؤدي إلى ما يسمى "انهيار منطق الموجهات" modal collapse بمعنى أن كل قضية صحيحة – كوجود آدم أو غيره من آحاد المخلوقات – هي بالضرورة كذلك. فيصبح لا فرق بين الضروري و الممكن في نفس الأمر.
إلا أن هناك استدراك في تعريف جودل للصفة الإيجابية ألا وهو أنها الإيجابية بالمعنى الخُلقي الجمالي ethical-aesthetic sense بصورة خالصة مطلقة أي الحسن بصورة محضة بحيث لا تشوبها شائبة، وهو ما نسميه صفات الذات في علم العقيدة أي الصفات الأزلية. فالإيجابي المشوب كالذي تشوبه شائبة الحدوث – أو ما يربو ضرره على نفعه - لا يدخل في التعريف وهذا ما يعرف في علم العقيدة بصفات الأفعال.
فالإله يتصف بالخالقية أو الفاعلية – أي كونه خالق أو فاعل – وهذه الصفة بشكل مطلق هي حسنة بشكل محض لأن ما تقتضيه هو جنس الخلق و الفعل كمفهوم كلي مجرد- لأن النقيض وهو غياب الخلق و الفعل هو نقص محض - وليس مخلوق بعينه أو فعل بعينه وبالتالي لا ينطوي على نقص أو ليس حسن من باب أن نفعه يربو على ضرره لأن مجرد وجود خلق لا ضرر ولا نقص فيه. فالله لو لم يخلق آدم - على ما فيه من نفع وضرر - لكان لايزال خالقا لأن خلقه لا يقتصر على آدم و كونه خالق كصفة للذات لازمة لها أزلا وأبدا لا تقتضي خلق آدم أو غيره من آحاد المخلوقات. ولذلك فالضروري هو جنس المخلوقات وليس مخلوقا بعينه سواءا كان ذلك آدم أو غيره.
ولمزيد من الإيضاح فمثلا كونه ذو مشيئة أو فعال لما يريد فمجرد كونه ذو مشيئة أو فعال لما يريد بصرف النظر عما يريده كأمثلة معينة هو حسن محض لأن نقيض ذلك أن يكون مسلوب الإرادة أو مغلوب على أمره.
وكون إله جودل يتصف بكونه المتصف بمجموع الصفات الحسنة وفق ما سبق لا ينفي أن يتصف بصفات حسنة لكنها حسنة لأن ما تقتضيه يربو حسنه على قبحه أو ضرره على نفعه وهو خلقه لآحاد المخلوقات. وهذه الصفات هي من جملة صفات الأفعال كما تقدم. وهي وإن كانت لا تشكل جزءا من تعريف جودل إلا أنه لا ينفيها.
ولا أقصد بالمشوب أي يعتريه عيب أو نقص لكن لا يستوفي كل شروط الحسن المحض أو المطلق وفق تعريف جودل والتي من جملتها الأزلية أو الاتصاف بصفة الوجود الضروري (أي الصفات نفسها تتصف بكونها ضرورية أزلية). فصفات الأفعال بحكم المفهوم لا تعقل إلا حادثة لأن الفعل لا يعقل إلا في زمن معين.