كما قلت أستاذ حمدان , الطبقية واضحة في الدين بشكل فج , فهناك ما يصلح للعوام و هو التلقين في العقائد و التقليد في الفقه و يجب إلجام العوام عن علم الكلام كما قال الغزالي , ثم هناك الخواص و خواص الخواص و هؤلاء لهم وضع مختلف ...
و لم يمر بي وقت كرهت فيه اسمي mystic بقدر كرهي له لحظة كتابتي لهذه السطور , ما التصوف؟ إغراق في الميتافيزيقية لدرجة يراها حتى المتدينون حالة أقرب للجنون , و طبقية و كهنوت و تدرج في الرتب بحسب ما يسمونه : استعداد المريد للتلقي ... و الحديث ذو شجون ... و لذا فأنا أدرس اختيار معرف جديد في المنتدى و حالما أجده سأطلب من إدارتنا الكريمة تغييره ...
و حال الاسماعيلية طائفة أخينا سهيل لا يختلف عما ذكر أعلاه , فمن اطلاعي على قدر معقول من موروث الباطنية فهمت أيضاً أن هناك تدرجاً فيما يتم تلقينه للمنتمي من العلوم بحسب استعداده .. فالحال كالتصوف تماماً ...
السؤال الكبير هنا : ما هي الفلسفة التي يمكن أن تعد بحق فلسفة كل إنسان ؟
إن فلسفة الخاصة درجت على أن تلقن الناس أو توحي إليهم أن المثالية هي الفلسفة الراقية , أما المادية فهي الفلسفة الساقطة , لماذا؟
لأن المثالية هي فلسفة المثل الأعلى أو الفكرة , أما المادية فمعناها كما قال إنجلز ساخراً : (( الشراهة و السكر و الملذات الحسية و الحياة المترفة و الشهوة و البخل و الطمع و الجري وراء الربح و المضاربة في البورصة , أي باختصار : كل الرذائل الدنيئة التي ينغمس فيها المثالي سراً ! ))
و الحقيقة أنه ليس ثمة علاقة بين المادة و هي فلسفياً وجود الواقع خارج شعور الإنسان و مستقلاً عنه , و بين السكر و العربدة و ما إلى ذلك من الأمور التي تعتبرها المادية هروباً من الواقع , فالمادية لها أخلاقها العلمية المتينة و لها مثل عليا , فهي تبدأ بالواقع المادي لأنها تؤمن بتغيير هذا الواقع من أجل تحقيق مثل عليا إنسانية بحق , و في هذا يقول ماركس:
(( ما دامت الظروف هي التي تصنع الإنسان , فيجب أن نصنع ظروفاً إنسانية.))
التعديل الأخير تم بواسطة Hamdan ; 06-15-2021 الساعة 12:58 PM.
|