تحياتي..
وهناك رواية عن كونفوشيوس عندما سأله أحد التلاميذ عن ما سيحدث للانسان بعد مماته ،فكان جواب كونفوشيوس أننا جاهلون بما سيحدث لنا في حياتنا فكيف لنا أن نعرف ما سيحدث بعد مماتنا! كونفوشيوس كان حكيماً ولم يدعي أبداً أنه صاحب نبوة كما هو حال أنبياء (الشرق الأوسط) الذين ابتلينا بهم! الطبقية هي التي أنتجت لنا الأديان ،الأديان الكبرى ،ستجد مثلاً أن أديان مصر وبلاد الرافدين نشأت في ظل نظام طبقي -عبودي وتحت هيمنة ذكورية ،في الفترة المشاعية لم يذكر في التاريخ انه كان هناك دين (انما هناك اشاعات عن معتقدات سحرية هي أقرب للتصورات العلمية البدائية،فضلا عن مايذكر من أن تلك الفترة شهدت سيادة للعنصر الأنثوي)..
الفلاسفة الاسلاميين مثلا حريصين أيما حرص لتمييز أنفسهم عن العوام ،وستجد أن مصطلح العوام دائما مايذكر في أدبياتهم وكتبهم ،هناك تمييز شهير لابن رشد حول مستويات الفهم ،فالعوام ينجذبون أكثر للخطابة والمتكلمون للجدل (بمعنى اثبات وجهة النظر من خلال تكذيب الخصم لا من خلال وجهة النظر ذاتها) والمستوى البرهاني الذي يصلح للحكماء (حتى أن الفارابي صوّرَ النصوص المقدسة ؛ كنصوص جاءت لتخاطب العوام عن طريق استخدام الخطابة والفلسفة للخاصة!)
في هذا التصور يخيل لك كما لو أن هذه التقسيمات هي طبيعية (وهي فعلا هكذا في فلسفات الاسلاميين والفلسفة الاغريقية القديمة خصوصا فلسفة أفلاطون).
العامي محكوم عليه بهذه الفلسفات أنه رهن طبيعته ولايمكنه الفكاك منها بتاتاً!! أفلاطون أيضاً قسّم المجتمع الى طبقات (التجار وهم الشهوانيون والأدنى!! والجند ومايتمتعون به من خصال شديدة كالشجاعة والشرف والحكماء وهم الطبقة العليا وهم أصحاب العقل وهذه الطبقات منفصلة تماما ولايمكن أن ينتقل تاجر مثلا الى مرتبة الحكماء!) هذا عن الفلسفة القديمة كونك ذكرت الميتافيزيقيا الدينية وقد أستفيض في الحديث عن الفلسفات الحديثة فيما بعد ..
تحياتي..
|