السؤال
حديث: "قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء" وفي رواية: "من يشأ يضلله، ومن يشأ يهديه".
وأسأل عن :
- هل نؤوّل صفة الأصابع، أم إنها كناية عن قدرة الله، أم ماذا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأصابع صفة ثابتة لله -تبارك وتعالى-، دلت عليها النصوص، وأثبتها أئمة السلف، ولم يتأولوها بما يخالف ظاهرها؛ قال الشيخ علوي السقاف في كتابه: صفات الله -عز وجل- الواردة في الكتاب والسنة في ذكر أدلة الأَصَابِع:
1- حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-؛ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن ... ). رواه مسلم (2654).
2- حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-؛ قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب، فقال: يا أبا القاسم! إن الله يمسك السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع ... إلى أن قال: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، ثم قرأ: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ}. رواه البخاري (7415)، ومسلم (2786).
قال إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة في كتاب (التوحيد) (1/187): (باب إثبات الأصابع لله -عَزَّ وجَلَّ-)، وذكر بأسانيده ما يثبت ذلك.
وقال أبو بكر الآجري في (الشريعة) (ص 316):((باب الإيمان بأن قلوب الخلائق بين إصبعين من أصابع الرب -عَزَّ وجَلَّ-، بلا كيف). انتهى.
ونقل أيضًا كلامًا للبغوي ولابن قتيبة؛ فراجعه إن شئت. وممن أثبت هذه الصفة من المتقدمين: الدارمي في الرد على المريسي، والبربهاري في شرح السنة، وابن منده في الرد على الجهمية، وغيرهم. المصدر
هنا
السؤال
أرجو توضيح إثبات القدمين لله مع الدليل والتفصيل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فمذهب أهل السنة والجماعة أن ما أثبته الله تعالى لنفسه وأثبته له نبيه عليه الصلاة والسلام،فهو ثابت له على حقيقته بلا تمثيل ولا تعطيل،والصفات كلها من باب واحد. أما بخصوص الأدلة على صفة القدم أو الرجل فهي كثيرة،نقتصر منها على ما يلي: 1-ما ثبت في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال جهنم يُلقى فيها وتقول هل من مزيد،حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول:قط قط وكرمك،ولا يزال في الجنة فضل حتى يُنشئ الله لها خلقاً فيسكنهم فضل الجنة. هذا لفظ مسلم . وقد ورد لفظ الرجل في رواية البخاري وهي: فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله تقول:قط قط . 2-قال ابن عباس رضي الله عنهما: الكرسي موضع قدميه، والعرش لا يقدر قدره . أخرجه الحاكم في المستدرك، وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. قال الذهبي في التلخيص: على شرط البخاري ومسلم . . 3-قال الإمام ابن خزيمة في كتاب التوحيد 2/202: باب ذكر إثبات الرجل لله عز وجل وإن رغمت أنوف المعطلة الجهمية،الذين يكفرون بصفات خالقنا عز وجل التي أثبتها لنفسه في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم. 4-قال الشيخ ابن عثيمين في شرح العقيدة الواسطية: والحاصل أنه يجب علينا أن نؤمن بأن لله تعالى قدماً، وإن شئنا قلنا رجلاً على سبيل الحقيقة مع عدم المماثلة، ولا تكيف الرجل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن لله تعالى رجلا أو قدما، ولم يخبرنا كيف هذه الرجل أو القدم. انتهى. والله أعلم. المصدر
هنا
السؤال
هل لله قدمان ورجل، أم قدمان فقط؟ ففي حديث تخاصم الجنة والنار لفظة: الرجل. وفي حديث: حتى يضع رب العزة فيها قدمه، فهل المقصود من الحديثين أنهما شيءٌ واحد؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالمقصود بالرجل والقدم في صفات الله تعالى شيء واحد، قال الشيخ عبد الله الغنيمان في شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري: ففي مجموع هذه الروايات البيان الواضح بأن القدم والرجل -وكلاهما عبارة عن شيء واحد- صفة لله تعالى حقيقة على ما يليق بعظمته. اهـ.
وسئل الأستاذ الدكتور ناصر العقل في دروس شرح باب توحيد الربوبية من فتاوى ابن تيمية: ورد إثبات صفة القدم والرجل من صفات الله عز وجل، هل هناك فرق بين هاتين الصفتين؟
الجواب:لا ، ليس هناك فرق، الظاهر - والله أعلم - أنها من الألفاظ المترادفة؛ لذلك وردت على معنى واحد، فمثلًا: في وضع قدم الباري عز وجل على جهنم، ورد: (رجله)، وورد (قدمه)، مما يدل على أن اللفظين مترادفان. اهـ.
ولذلك جمعهما الشيخ علوي السَّقَّاف في كتابه: (صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة)، فقال: الرجل والقدمان صفة ذاتية خبرية ثابتة لله عز وجل بصحيح السنة. الدليل: حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في تحاجج الجنة والنار، وفيه: "فأما النار؛ فلا تمتلئ حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله (وعند مسلم: قدمه) ، فتقول: قط قط ... ". رواه البخاري ومسلم ... . اهـ. ثم نقل كلام الشيخ الغنيمان السابق.
وعلّق البغوي في (شرح السنة) على حديث أبي هريرة السابق، فقال: والقدم والرجلان المذكوران في هذا الحديث من صفات الله سبحانه وتعالى، المنزه عن التكييف، والتشبيه، وكذلك كل ما جاء من هذا القبيل في الكتاب، أو السنة، كاليد، والإصبع، والعين، والمجيء، والإتيان، فالإيمان بها فرض، والامتناع عن الخوض فيها واجب، فالمهتدي من سلك فيها طريق التسليم، والخائض فيها زائغ، والمنكر معطل، والمكيف مشبه، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا، {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}. المصدر
هنا