النبي عقلي تحياتي
1.
من خلال معرفتي بالكتابات الشيعية (وقد حاولت رسم صورة سريعة عن الشيعة في مجموعة من الحلقات لم تكتمل بعد) فإن القارئ المحايد سيخرج بانطباع واحد لا غير عت تاريخ الشخصيات الشيعية:
إنَّ الأساطير السومرية أقل أسطورية وأكثر واقعية وأقرب إلى الأحداث التاريخية!
2.
فكما استطاعت البحوث العلمية التاريخية التوصل إلى أدلة تكتسب الكثير من المصداقية بأن اسماء الشخصيات في العهد القديم هي تجليات لأفكار وأماكن وتصورات دينيه ترتبط بالأساطير أكثر مما بالتاريخ، ومثلما تمت معرفة الأصول الأسطورية لشخصياته وأحداثه، فإنني على يقين بأنَّنا لا نعرف الشيء الكثير عن تاريخ تشكل الإسلام وحقيقة الشخصيات التي ساهمت بطريقة أو أخري في عملية التشكيل هذه.
3.
إن شخصية "على بن أبي طالب" وكائناً من كان هو، والتي ترسمها لها المدونات الشيعية (بينما تتجاهلها المدونات السنية) قابلة على للإنهيار في لحظات حتى على أساس المدونات الشيعية.
فحالما يقرأ المرء بتمعن "نهج البلاغة" و"الصحيفة العلوية" (التي تنسبهما الشيعة إلى علي بن أبي طالب وحتى بدون أن يكلفوا أنفسهم استخدم تقنيات العنعنة) فإنه سيخرج بانطباع مثير للغاية:
فهو شخصية ضعيفة مترددة حائرة عاطفية وانفعالية يقضى أوقاته في الدعاء على الآخرين حيناً ويؤلف المواعظ الأخلاقية التي تفتقر إلى العمق الفلسفي والنظرة الثاقبة حيناً آخر.
فهو لم يدع ولا مرة واحدة بما يدعيه تاريخ الشيعة الخرافي عن وصية الإمامة والولاية وغيرها من الخرافات التي كان غرضها تدعيم مطالب الحركة الشيعية السياسية.
أما الأصول الفارسية لهذه العائلة واستناداً إلى السيرة الأدبية الشيعية الإسلامية نفسها فإنها لا تحتاج إلى بحث:
فجميع ما يسمون بـ"الأئمة!" المعصومين من الإمام الرابع هم من أم فارسية!
4.
غير أن الشيء الأكثر أهمية ارتباطاً بفرضيتك فإن ما ينسب إلى علي بن أبي طالب من مواعظ هي أقرب إلى شخصية الأنبياء الجوالين في صحراء شبه الجزيرة العربية من الرجل الذي سموه محمداً وأوعزوا إليه مهمة "النبوة"! وإن هذا "الإيعاز" في اعتقادي قضية شكلية يمكن أن يكون أي "اسم" آخر,
فإذا كان محمد اثنين أو الاثنان (محمد وعلي) واحداً فإن الفكرة ليست بعيدة عن المنطق. بل في تصوري أن "محمداً" الذي وصل إلينا هو في الحقيقة محمدون كثيرون وطبقات متعددة وتراكمات مختلفة.
وإذا كان من الصعب أن نتحقق تاريخياً من محمد فإن التحقق من طبقات نص "القريان" المتراكمة ربما سيكون أسهل. وهذا ما سيوصلنا إلى محمد التاريخي - أو المحمدين!
|