تحياتي..
الفلاسفة المسلمين اعتبروا المقدمات القائمة على التواتر مقدمات برهانية تماما مثل المقدمات المستندة على الافكار الفطرية والبدهية.علماً ان هذا لم يكن معتمداً بالنسبة للفلاسفة الاغريق وعلى رأسهم مؤسس علم المنطق ارسطو طاليس،واتصور ان ابن سينا هو من اعتبر التواتر ضمن المقدمات البرهانية.
بطبيعة الحال لايمكن المقارنة بين التجارب العلمية والتواتر ،العلم الطبيعي لاينضوي فقط على مراقبة الظواهر او ملاحظتها ،انما يتضمن ايضاً عزل العوامل او ادخال عوامل معينة في التجارب وقياس مدى حضور الظاهرتين المعنيّتين تبعاً لمدى حضور العامل او غيابه.
جاليليو عندما درس آلية سقوط الأجسام على السطح ،استخدم اكثر من وسط لذلك الهواء او الماء والزئبق الخ..واستخدم اكثر من جسم للسقوط،وخلص لاعتبار ان الأجسام تسقط بنفس السرعة في الفراغ وهذا ماتم اثباته في القرن العشرين.
اما التواتر فلايمكن ان يقترن بهذا ،اولاً هو قائم على الملاحظة مع مايعتريها من نقائص (هذا لو كانت موجودة اصلاً).
ثانياً كيف ستتأكد من صدق الجميع ،وصدق سلسلة الرواة مع الاخذ بالعامل الزمني الذي يفصلنا عن الرواة؟!
ليس بالضرورة ان يمتنع اتفاق الرواة على الكذب ،ربما هم يلجأون للتأويل ايضا لسد الثغرات في الأخبار ،لهذا الكذب ليس المانع الوحيد لتصديق التواتر ،ولاتنسى ان في العصور القديمة الناس كانوا اكثر ميلا للمبالغة وتهويل الأمور ،الطبيعة كانت صندوق مغلق والجهل منتشر ومتفشي ،لذا فهم اكثر ميلاً لتهويل الأمور ،لو راجعت كتب الطبري وابن كثير في التاريخ ستجد عشرات الروايات حول كل حادثة ..
في المحكمة لايقبل الدليل لو كان مرتكزاً على مصدر شفهي ،الدليل المادي هو الفيّصل في هذا..
|