عرض مشاركة واحدة
قديم 01-14-2021, 10:30 AM النجار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [588]
النجار
باحث ومشرف عام
 

النجار will become famous soon enough
افتراضي

تَبَعات صلب يسوع :

قيامة يسوع من الموت ،كانت احد اضلاع المثلث الخرافى، (قيامة من الموت - رفعه الله اليه - نزول من السماء فى مجئ ثانى)،و الذى ابتدعه المسيحيون الاوائل لاثبات ان يسوع استئناف نشاطه الميسيانى ،وانه ما زالت دعوته فاعلة ولم تَمت ،وانه لم يفشل فى تحقيق نبؤات المسيا بل له جولة ثانية لاتمام ما بدا فيه...
و هناك ترابط وثيق بين كل ضلع من اضلاع ذلك المثلث، فالرفع الى السماء يتطلب قيامة من الموت اولا ،الخ
لكن سؤال : لماذا كان تسلسل الخرافة على ذلك النحو؟ او لم يكونوا قادرين على الادعاء بانه تم رفع يسوع حيا ،ولم يُصلب؟
اجابة ذلك السؤال تدعم مرة اخرى تاريخية صلب يسوع ، بالفعل كان اسهل لهم السيناريو الموجود فى السؤال ،لكنهم لا يستطيعون الترويج له اذا كانت مسالة صلب يسوع لا يمكنهم انكارها سواء امام انفسهم ام امام الافراد المستهدفون بالتبشير.
وفى نفس الوقت لا يستطيعون الادعاء بانه قام من الموت وبعدها استمر فى مهامه المسيانيه ،لانه كان بعيدا عن شواربهم ان يظهروه حيا مرة اخرى ،بعدما مات مصلوبا وأَكَلَت جيفته الكلاب او قوارض الارض.
القيامة كانت البند الاول من بنود الخرافات الدعائية الثلاث ،والتى كان الترويج لها حتميا لاجل استئناف التبشير المسيحى بعد مقتل مؤسس المسيحية ،وكان الترويج للقيامة اول خطوة منطقية لاثبات ان يسوع بدا استئناف نشاطه الميسيانى بشكل جديد روحانى غير مرئي "كما يدعى هؤلاء الدجالون "،وانه ما زالت دعوته فاعلة ولم تَمت،لانه اصلا لم يمت روحا ،وحتى جَسده عاد للحياه فى خلال ٣ ايام لكى يرفعه الله اليه !...
يقول بولس (وإن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم.)...

لو لم يروج المسيحيون الاوائل للقيامة وتوابعها من خرافات رفع يسوع للسماء،و استمرار تواصله مع اتباع الكنيسة عن طريق الروح القدس ووعده بنزوله الثانى الخ ...،لكان مصير حركته الموت بموته ..كما حدث مع من كانوا على شاكلته من المسيانيون الحمقى كثوداس الخ ..
اقامة يسوع من الموت كانت اقامة لحركتهم الميسيانية من الموت المُحقق
و لا ننسي انه طبقا للروايات الانجيلية كان هناك مجهود تنظيمى علاجى مُشعوذ بدء اثناء حياة يسوع ،و من ثم صار لهؤلاء المشعوذون بإسم يسوع وَضعا اجتماعيا ومنافع وبريستيج ، ولن يتخلو عن اوهامهم ودجلهم هكذا ببساطة بمجرد موت قائدهم ،تلك الميتة المُخزية...
ومن ثم حاولوا تفسير ما حل به بطريقة شرعية(فى نظرهم) يُقنعون بها انفسهم قبل اقناع الافراد المستهدفون بالتبشير ،و اخترعوا مدراشيا اجندة مسيانية غير تقليدية ،واجهوا بها تلك التساؤلات عن كيف يمكن ان يكون يسوع المسيح وفى نفس الوقت يموت مصلوبا؟ واجابتهم التى استلهموها من بعض نصوص العهد القديم هى ،نعم هو كذلك ،وصَلبه كان من عين مهامه، وتحقيقا لنبؤات اشعياء عنه ،وقيامته تنبئ بها ايضا الكتاب المقدس..
الاهم من ذلك هناك نصوصا للعهد القديم فسروها ميسيانياً ،تتكلم عن اجندة سماوية ميسيانية ،تتكلم عن جلوس المسيح ابن الله عن يمين الاب السماوى ، كما فى (مرقس 16: 19) "ثم أن الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء، وجلس عن يمين الله" ، وايضا بولس(عبرانيين1: 2، 3). "بعدما صنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا، جلس عن يمين العظمة في الأعالي" وهو صدى مزمور (110: 1). قال الرب لربي: «اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك».
فكرة الجلوس عن يمين الاب تتطلب قيامة وصعود اليس كذلك؟ واعتبروا ما يلى نبؤات عن القيامة و الصعود:
(مزامير 16: 10).لأنك لن تترك في مثوى الأموات نفسي ولن تدع صفيك يرى الهوة.
(هو 6: 2) "في اليَوم الثالِث يُقِيمُنا فنحيا أمَامه" .
(إنجيل يوحنا 3: 13) وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء
(افسس 4:8 8). فالكتاب يقول: ((عندما صعد إلى العلاء أخذ أسرى كثيرين وأعطى البشر عطايا)).9. وما المقصود بقوله ((صعد)) سوى أنه نزل أولا إلى أعمق أعماق الأرض.
10. وهذا الذي نزل هو نفسه الذي صعد إلى ما فوق السماوات كلها ليملأ كل شيء

وايضا فكرة نزول المسيح بصفته ابن الانسان على سحاب السماء للدينونة.
عندما زَعمت الاناجيل ان يسوع قال لأعضاء مجمع السنهدريم أثناء محاكمته "من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسًا عن يمين القوة وآتيًا على سحاب السماء" (متى26: 64)
(إنجيل لوقا 21: 27) وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتيا في سحابة بقوة ومجد كثير.(إنجيل متى 24: 30) وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض، ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير.
(إنجيل متى 16: 28) الحق أقول لكم: إن من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيا في ملكوته».

ما سبق صدى واضح ،لنص (سفر دانيال 7: 13، 14)وشاهدت أيضا في رؤى الليل وإذا بمثل ابن الإنسان آت على سحاب السماء حتى بلغ الازلى فقربوه منه. فأنعم عليه بسلطان ومجد وملكوت لتخدمه كل الشعوب والأمم من كل لسان. سلطانه سلطان أبدي لا يفنى، وملكه لا ينقرض.

(قيامة من الموت - رفعه الله اليه - نزول من السماء فى مجئ ثانى) خرافات بعضها من بعض

يُتبع



  رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ النجار على المشاركة المفيدة:
جالو (01-16-2021)