1.
سيراً على وفائي لمبدأي الثابت بأن "الإلحاد" ليس عقيدة (وفي اللحظة التي يتحول فيها إلى عقيدة فإنه يغادر المنطق والتفكير العلميين) فإن قبول المرء بالإيمان أو يحتمل صحته بغض النظر عن تصوراته السابقة واللاحقة هي قضية شخصية محض وتخصه هو نفسه ولا تعني أي شيء بالنسية للآخرين.
فإن كان المرء ملحداً 50 عاماً أو 100 عام ومن ثم يفترض أو يؤمن بوجود إله (يستوي على عرش) هي فهي مشكلته وليس مشكلة الإلحاد.
2.
وهذا هو الفرق ما بين الإلحاد والعقيدة الدينية. فحين يصل المرء إلى خلاصة سخف فكرة وجود آلهة فإن هذه الخلاصة ستكون ضد الإيمان. لأن الإيمان لا يستند إلى عمليات تفكير عقلية. وإن الادعاء بالوصول إلى الإيمان عن طريق البحث الفكري هو سخف لاهوتي لا يليق بغير اللاهوت!
3.
أما الإلحاد فهي تصورات ومواقف لا يمكن أن تنزل بـ"سَلَّة" بواسطة جبريل (عليه السلام!) وعلى غفلة من الشخص نفسه، كما حدث مع صاحبنا محمد (قبل الله أعماله وأعمال الجميع)!
إنها خلاصة بحث داخلي مضني وتأمل مظاهر الدين وعقائده وعقد مقارنات وتطبيق حقائق العلم بطريقة أو أخرى - بصورة عقلانية واضحة المعالم والحدود أو عن طريق الحدس الذيلابد وأن يتم البرهنة عليه فيما بعد تجريبياً.
الإلحاد ليس نزوة يقرر المرء بأن لا وجود "لله". وهذه النزوات هي التي كيف يتراجع أصحابها عن الإلحاد.
أنا هنا لا أقصد ﺃﻧﺘﻮﻧﻲ ﻓﻠﻮ. لكنني لا أستبعد أن تكون حالته هو الآخر نزوة.
4.
الخلاصة:
من يلحد - مرحباً به!
ومن يرجع عن إلحاده - سفرة ميمونة (لا أعني بالكلمة الأخيرة مؤنث كلمة "الميمون)!
|