أهلا بك أخي الفاضل فجر

أنت كافر بالإسلام وأنا مؤمن به , وأنا كافر بالإلحاد وأنت مؤمن به , الاختلاف في الرأي لا يُفسد في الود قضية
ركز في كلامي وتحملني قليلاً .. أكون شاكراً لك
الدين الإسلامي ليس سبباً للتخلف الاجتماعي! , ولا علاقة له بالتخلف لا من قريب ولا من بعيد! , الدين الإسلامي منهج تربوي روحي كامل وشامل وصالح للبشرية جمعاء وحتى نهاية العالم , ليس لأني مسلم! ولكن لأنه منهج يتعلق بتربية نفوس الناس روحانياً , وليس عائق أمام تقدم الشعوب وحضارتها ماديا !
وأنا كمؤمن مسلم أتفق مع كاتب هذا المقال أن
بعض تفسيرات السلف بوجه عام وفي جميع الأمم وليس
الدين!! سبب التخلف , صحيح هؤلاء كانوا,سبباً في ضلال الكثير من الشعوب والأمم , ومازالوا سبباً في التخلف هذه الشعوب والأمم إلى الآن , وأنا عندما أقول ( بعض المؤمنين ) فأنا أقصد بذلك المفسرين القدامى لأي ديانة فرعية , مما لا شك فيه بل والطامة الكبرى التي حلت بالبشرية هي أن تفسيرات سلف أي أمة من الأمم , نالت من القداسة ما يفوق قداسة الله نفسه! , مما تسبب ذلك في انقياد أتباع هذه الديانة لتلك التفسيرات ( بما فيها من غث وثمين! ) , وللأسف تفسيرات سلف أي أمة من الأمم ( بما فيها من غث وثمين! ) أصبح مقدس لا يقل عن قداسة كلام الله! , أصبح كهنوت معلوم من الدين بالضرورة , علماُ أنهم بشر محدود وليس أنبياء معصومين , لكن هذا هو الحال وهذا هو الواقع , فعلى سبيل المثال وليس الحصر :
العقيدة اليهودية : نسبة لليهود هذه العقيدة ( بما فيها من عقائد متخلفة وليس من عند إله الإسلام ) , فهي عقائد شطحت وتخلفت عن الإسلام الحنيف اللي أتى به موسى , هي عقائد وليدة تفسيرات الكتبة وأحبار اليهود اللي حرفوا التوراة بأيديهم وقالوا هذا من عند الله , ومن هذه الكتب المحرفة ( التلمود ) , بل وتولى سبط لاوي مسؤولية الهيكل واحتكار الوصايا العشر لأنفسهم داخل تابوت العهد وعدم اطلاع الأمم عليه! , وقالوا نحن شعب الله المختار وكأنهم جاءوا من كوكب آخر , بل واختلاق ما يُعرف بذبائح الغفران التي نالت من القداسة ما لم ينالها كلام الله ( التوراة ) نفسها! , بل ووصل الأمر عند اليهود بشبه تعطيل العمل بالتوراة ( كما هو الحال عند بعض أفراد الأمة المحمدية! ) وتفعيل العمل بذبائح الغفران فقط , فكانت قداسة دم العهد وقاسة تفسيرات سلف اليهود
كهنوت يهودي معلوم من الدين بالضرورة , والذبائح هي حجر الأساس الذي بنت عليه المسيحية عقيدتها! , وكانت سبباً في تخلف الأمم اليهودية والمسيحية من بعدها وأصابوا بتخلفهم هذا المجتمعات التي يعيشون فيها
العقيدة المسيحية : نسبة للمسيح نبي المسيحية , هذه العقيدة ( بما فيها من عقائد متخلفة وليس من عند إله الإسلام ) , فهي عقائد شطحت وتخلفت عن الإسلام الحنيف اللي أتى به المسيح , إنها عقائد وليدة تفسيرات تلاميذ المسيح ( مثل بولس ومرقص ويوحنا ويهوذا وغيرهم ) لكلام المسيح نفسه , المسيح ألهوه وما هو إلا نبي من الأنبياء! , هؤلاء التلاميذ وعلى رأسهم بولس الرسول فهموا كلام المسيح عندما قال انه ابن الله وعندما قال أن الله هو الآب , فهموا هذا الكلام فهم حرفي وقالوا يبقى طالما المسيح كلمة الله والكلمة معلوم أنها بنت العقل! , وطالما عقل الله ولد الكلمة وجسدها في جسد بشر يبقى هذا البشر مولود من الله فهو ابن الله! , وعليه تكون قداسة الابن لا تقل عن قداسة الآب فهما متساويان في الجوهر! , هذا إلى جانب التفسيرات الأخرى واختلاقهم لقصة الصلب والفداء , والمصيبة أن هؤلاء التلاميذ اعتبروا موت المسيح على الصليب موت مقدس لأنه ابن الله! , وقاموا بتأليف قصة الفداء المعروفة الفداء بذبيحة مطلقة مبادرة إلهية , ذبيحة ليست كالذبائح اليهودية السابقة ذبيحة تخلص البشرية كلها من خطاياهم , ولا حاجة للعمل بالناموس! , اليهود وضعوا للمسيحيين حجر الأساس بالتقدمات على المذبح اليهودي , والمسيحية استكملت البناء على الأساس اليهودي , بل ذبيحة المسيحية فاقت كل الذبائح اليهودية! , المهم سلف المسيحية كتبوا هذه العقائد في الأناجيل الأربعة المقدسة لديهم حسب ما فهموه بعقولهم البشرية من كلام المسيح , وسار على نهجهم المسيحية الحالية دون المساس بالمقدسات! , المهم ودون الخوض في التفاصيل هذه التفاسير لسلف الأمة المسيحية أصبحت
كهنوت مسيحي معلوم من الدين بالضرورة ولا يمكن لأي شخص من أصحاب هذه العقيدة الخروج عنها , هذا كان ولا يزال سبباً في تخلف الأمم وأصابوا بتخلفهم هذا المجتمعات التي يعيشون فيها
العقيدة المحمدية : نسبة لمحمد نبي الإسلام الحالي , هذه العقيدة ( بما فيها من عقائد متخلفة وليس من عند إله الإسلام ) أقصد المذهب الشيعي , فهي مذاهب شطحت وتخلفت عن عقيدة الإسلام الحنيف اللي أتى به محمد ص , إنها عقائد وليدة تفسيرات تلاميذ النبي محمد ( مثل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من الصحابة والتابعين ) لكلام الله نفسه وكلام نبيه محمد ص , الصحابة رحمة الله عليهم هم في الأول وفي الآخر بشر ليس إلا , ولا واحد منهم معصوم كعصمة الأنبياء! , والسبب في تخلف هؤلاء الشيعة هو اعتقادهم ( المبني على تفسيرات سلف الأمة ) أي المعلوم من الدين بالضرورة بأن البيت المقصود في آية التطهير هو بيت النبي ( الحجرات ) ! , وطالما البيت هو حجرات النبي يبقى علي وفاطمة والحسنين هم أهل البيت وذريهم , وأن علي هو الإمام والولي المعصوم بعد النبي محمد , وأن قتل الحسين ثأر لابد من القصاص فيه , وهذا القصاص ( الثأر ) يدفع ثمنه أهل الستة اللي اتبعوا معاوية وأولهم أهل الشام سوريا ( مركز الخلافة الأموية ) , وبدأت إيران بتبني موضوع الأخذ بالثأر ( أي القصاص ) وجاءت الثورة الإيرانية معلنة المد الشيعي والحرب العلنية على الستّة! , هذا فضلاً عن الطقوس والشعائر اللي بيعملوا في كربلاء , طقوس ما أنزل الله بها من سلطان , فكانت هذه العقائد والتفسيرات
كهنوت إسلامي معلوم من الدين بالضرورة , ولا تزال سبباً في تخلف الأمم وأصابوا بتخلفهم هذا المجتمعات التي يعيشون فيها
فالخلاصة : فيه فرق بين اعتبار
الدين سبب في التخلف الاجتماعي! وبين اعتبار
بعض تفسيرات البشر سبب في التخلف الاجتماعي , فأنا كمؤمن مسلم أتفق مع الكاتب في الثانية , ولا أتفق معه في الأولى
عذراً على الإطالة
تحياتي للجميع
