اوروبا كانت في وقت من العصور الوسطى محكومة من البابوات حتى تمكن النبلاء والملك من تقييد صلاحياتهم (في حدود القرن الرابع عشر على ما اعتقد)،لكن حتى مع سيطرة النبلاء كان هناك نفوذ لرجال الدين وسيطرة شديدة يمارسها هؤلاء على العوام وامتيازات يحصلون عليها من الملك كضريبة العشور مثلا ..والبرلمان الفرنسي قبل الثورة كان مقسم فعليا الى طبقات (النبلاء ورجال الدين والعوام) هذا افضل بألف مرة من دولة ال سعود حيث لا دستور ولابرلمان! او دولة الخميني حيث الشعب عبيد له ولطبقته الظلاميةمن المعممين!
لكن عصر التنوير وما جاء به من ثورة علمية وفكرية استطاع ان يضعف بل ان ينهي من سطوة رجال الدين هذا ما حدث بعد اندلاع الثورة الفرنسية ببضعة شهور وتم تبني أول دستور مدني انساني في التاريخ ..،ما حدث بعد الثورة من خلافات وحروب أهلية ،كان ذلك في ظل عداء تام من الدول المحيطة كانكلترا وبروسيا وروسيا والممالك المحيطة التي خشيت المصير ذاته ..
لكن مع هذا افكار التنويريين كانت محرضة على الثورة والرفض ،الكثير من التنويريين كان يجول في خاطرهم فكرة المستبد العادل ،لذا ربما سيوافق بعضهم على نابليون كفولتير ومونتسيكيو وغيرهم..
لكن الفكرة هنا ان الفكر لعب دورا مهما في زعزعة اركان السلطة الكنسية والايمان المسيحي يمكن الرجوع الى بعض الكتب في هذا كقصة الحضارة مثلا حيث عدوى الشك وصلت الى الملوك والأمراء بل الى رجال الدين (كما شكى من ذلك الملك لويس الخامس عشرر من ان رئيس الاساقفة لايؤمن بالدين المسيحي!) او بعض ملوك اوروبا ككاترين ووصي فرنسا فيليب ...
طبعا لا يمكن اغفال دور العوامل الاجتماعية والسياسية ،فالحرب الاهلية واعمال القتل بعد الثورة الفرنسية لايمكن قراءتها بكل تأكيد ضمن سياق فكري ،انما بسياق سياسي واقتصادي ،لأن الصراعات الطبقية والسياسية توظف الفكر وليس العكس...
...............
اما في المنطقة العربية الاسلامية ؛فالخلافة انتهت فعليا ،لكن هناك دول ثيوقراطية كايران والسعودية ،الاسلاميين فعليا فشلوا في معظم الدول العربية وهم لم يكونوا اكثر من اداة استخدمها الغرب وغير الغرب لأهداف معينة وتم رميهم فيما بعد ،هم فعليا لايمتلكون اي برنامج سياسي او اقتصادي والدين ليس اكثر من واجهة يستغلون بها السذج
..
تحياتي.
|