اقتباس:
لفت نظري هذا النص في الراوية:
راهب يقال له بحيرى في صومعة له ، وكان إليه علم أهل النصرانية ولم يزل في تلك الصومعة منذ قط راهب ، إليه يصير علمهم عن كتاب فيها فيما يزعمون ، يتوارثونه كابرا عن كابر .
اذن عنده كتاب مكتوم فيه علوم لا يطلع عليها الناس! هل هذا الكتاب هو أساس القرآن؟
اولا من روى هذه الرواية ما غرضه منها؟ يبدو ان الغرض هو اثبات ان اهل العلم من اليهود و النصارى يعرفون بقرب مجيء النبي!! لكن كيف عرفوا ذلك؟ هذه الرواية تسند تلك المعرفة على ما يبدو الى كتاب مكتوم، لكن هل هذا من مصلحة الدعوة الاسلامية؟ من مصلحة الدعوة ان تدعي ان النبي مذكور في التوراة و الانجيل، لا في اسفار مكتومة لا يعرفها أحد!!
ربما ارادوا ان يجعلوا معرفته بصفات النبي و موعد قدومه مصدرها ذلك الكتاب المكتوم (كأن يكون ابوه توفي في حمله و ان يكون عنده خاتم النبوة، الخ)، لكن مرة اخرى مالذي تستفيده الدعوة الاسلامية من هذه القصة؟
يبدو ان للقصة أصل و هي ان النبي حدث بعض المقربين منه بأنه التقى بحيرة الراهب في الشام، و انتقلت القصة من الصحابة الى التابعين، لكن مع تحوير و تبديل، و ربما فطن الصحابي او التابعي اللذي روى القصة الى اشكالية وجود كتاب عند بحيرة فقام بتحوير القصة لكي يكون دور الكتاب ان فيه معلومات عن قرب مجيء النبي، حتى يصرف انتباه المتلقي ان يكون الكتاب هو نواة القرآن.
على كل الحال الرواية تثبت وجود صلة من نوع ما بين محمد و بين راهب في الشام عنده نصوص مقدسة مكتومة.
|
أبو موسى الحرير لفت الإنتباه في كتابه "قس و نبي " لتفسير آخر لسبب ظهور بحيرى الراهب في السردية الإسلامية فقال حسب رايه أنه قد تم وضعه عمدا للتشتيت حتى يلفتوا انتباه النقاد إلى هذه الشخصية التي إلتقاها محمد لثلاثة أيام فقط و ينسوا الناس الراهب الحقيقي ورقة إبن نوفل الذي كان في مكة و عايش محمد لما يقارب العشرون سنة أو أكثر ما يكفي لتأطيره و تكوينه