عرض مشاركة واحدة
قديم 10-16-2020, 01:42 AM منقب غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
منقب
عضو برونزي
 

منقب is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:

أولا من البديهي و المعروف أن خلق الشر من دون إكراه شر . و هذا ربكم فعله لما خلق إبليس و هو يعلم انه سوف يُضل الناس و يجعلهم يكفرون و ينحرفون عن طريق الحق و من طبيعة الحال أن تعترفوا أن إلهكم خلقه بحريته من دون أن يغصبه أحد لأن لو كان أحد يستطيع ان يقهر ربكم و يجبره على فعل شيء رغماً عنه لأستحالة الألوهية في حقه و لكان من قهره أحق منه بها.
و قد خلق أشياء شريرة أخرى مثل الطمع و الغرور و الكراهية و النذالة و غيرها من الأمور الشريرة التي لا مجال لحصرها و قد فعل ذلك مختاراً مدركاً للعواقب.
ثانيا عدم إيقاف الشر مع الإستطاعة شر و هذا ما سوف نثبته عبر هذا المثال .
لنفترض لو اني علمت بوجود مجرم يريد اغتصاب طفل صغير و قتله ، ألا يكون من واجبي منعه ؟
قطعاً سيكون الجواب نعم . و انا على الصعيد الشخصي سوف احاول منعه لو كلفني ذلك حياتي .
إذاً كيف سيكون الحال لو استطعت منعه فقط عبر إرادتي ذلك عندها سيكون من الأوجب عليا منعه . و على هذا القياس اكون انا البشري اصلح و انفع من الإله و يكون الإله شرير , و هذا متحقق لأن معبودكم سمح بالكثير من الحوادث المشابهة أن تحصل .
ملاحظة لايتجراء أحدكم على أن يتحجج بمسألة احترام ألله للإرادة الحرة لأن ربكم لم يحترم إرادة الطفل الحرة و لا إرادة أهله الذين سوف تحترق قلوبهم عليه .
من خلال دراستي للأديان الإبراهيمية وجدت أن كل إتباع هذه الأديان تؤمن بنوعين من الإله لأول هو الذي بإرادته و علمه يُرسل المجرم المغتصب لكي يغتصب الطفل و يقتله ، ثم بعد ذلك بفترة يُميت المجرم و يعذبه بالنار.
و النوع الثاني هو الذي يعلم أن هناك مجرم سوف يغتصب طفل و يقتله و مع ذلك لا يفعل شيء سوى مشاهدت الطفل يُغتصب ثم يقتل و بعد ذلك بفترة يميت المجرم و يدخله النار !!! و كما هو واضح كِلا النوعين شرير و من الجريمة وصفه بأنه خيّر فما بالك بكلي الخيرية .

ابسط جواب أن الشر الذي فعله ابليس و غيره هو منه و ليس من الله علي معتقد مدارس العدلية التي تنفي الجبر
فابليس لم يخلقه الله ليفعل الشر بل هو من اختار الشر.
و الا يكون تكليفه و تكليف غيره لغوا
بل و تكليف بما لا يطاق فاين قوله تعالي {لا يكلف الله نفسا الا وسعها}
و اشكال العلم الالهي السابق أجاب بعض علماء الإسلام بانه محقق للاختيار .
فالعلم بفعل المعصية معلوم لواجب الوجود بخصوصية وقوعه؛اي صدوره اختياريا
《الفعل بما هو اختياري ضروري التحقق》

و ما تسميه إيقاف الشر فعله باستمرار مناف للحكمة التي اقتضت التكليف و الإرادة الحرة.فكيف يكون هو الحكمة!



:: توقيعي ::: طالب العنقاء..!
____________
[الشرع عقل من خارج؛و العقل شرع من داخل]
الامام علي

هبطت إليكَ من المحلِّ الأرفعِ
نفسٌ ترآت في وشاح لا يعي
دقت ورقَّت جوهراً فكأنها
ورقاءُ ذات تعزُّزٍ وتمنُّع
محجوبةٌ عن كل مقلة عارفٍ
كمّاً وكيفاً كالجهات الأربع
لكن قواها كيف يمكن سترُها
وهي التي سَفَرَت ولم تتبرقع
وصلت على كرهٍ إليك وربما
فازت بحيِّز جسمها بالمطلع
حتى إذا ما لابستك بلطفها
كرهت فراقك فهي ذات توجُّع
[ابن سينا]
  رد مع اقتباس