اقتباس:
أولا من البديهي و المعروف أن خلق الشر من دون إكراه شر . و هذا ربكم فعله لما خلق إبليس و هو يعلم انه سوف يُضل الناس و يجعلهم يكفرون و ينحرفون عن طريق الحق و من طبيعة الحال أن تعترفوا أن إلهكم خلقه بحريته من دون أن يغصبه أحد لأن لو كان أحد يستطيع ان يقهر ربكم و يجبره على فعل شيء رغماً عنه لأستحالة الألوهية في حقه و لكان من قهره أحق منه بها.
و قد خلق أشياء شريرة أخرى مثل الطمع و الغرور و الكراهية و النذالة و غيرها من الأمور الشريرة التي لا مجال لحصرها و قد فعل ذلك مختاراً مدركاً للعواقب.
ثانيا عدم إيقاف الشر مع الإستطاعة شر و هذا ما سوف نثبته عبر هذا المثال .
لنفترض لو اني علمت بوجود مجرم يريد اغتصاب طفل صغير و قتله ، ألا يكون من واجبي منعه ؟
قطعاً سيكون الجواب نعم . و انا على الصعيد الشخصي سوف احاول منعه لو كلفني ذلك حياتي .
إذاً كيف سيكون الحال لو استطعت منعه فقط عبر إرادتي ذلك عندها سيكون من الأوجب عليا منعه . و على هذا القياس اكون انا البشري اصلح و انفع من الإله و يكون الإله شرير , و هذا متحقق لأن معبودكم سمح بالكثير من الحوادث المشابهة أن تحصل .
ملاحظة لايتجراء أحدكم على أن يتحجج بمسألة احترام ألله للإرادة الحرة لأن ربكم لم يحترم إرادة الطفل الحرة و لا إرادة أهله الذين سوف تحترق قلوبهم عليه .
من خلال دراستي للأديان الإبراهيمية وجدت أن كل إتباع هذه الأديان تؤمن بنوعين من الإله لأول هو الذي بإرادته و علمه يُرسل المجرم المغتصب لكي يغتصب الطفل و يقتله ، ثم بعد ذلك بفترة يُميت المجرم و يعذبه بالنار.
و النوع الثاني هو الذي يعلم أن هناك مجرم سوف يغتصب طفل و يقتله و مع ذلك لا يفعل شيء سوى مشاهدت الطفل يُغتصب ثم يقتل و بعد ذلك بفترة يميت المجرم و يدخله النار !!! و كما هو واضح كِلا النوعين شرير و من الجريمة وصفه بأنه خيّر فما بالك بكلي الخيرية .
|
ابسط جواب أن الشر الذي فعله ابليس و غيره هو منه و ليس من الله علي معتقد مدارس العدلية التي تنفي الجبر
فابليس لم يخلقه الله ليفعل الشر بل هو من اختار الشر.
و الا يكون تكليفه و تكليف غيره لغوا
بل و تكليف بما لا يطاق فاين قوله تعالي {لا يكلف الله نفسا الا وسعها}
و اشكال العلم الالهي السابق أجاب بعض علماء الإسلام بانه محقق للاختيار .
فالعلم بفعل المعصية معلوم لواجب الوجود بخصوصية وقوعه؛اي صدوره اختياريا
《الفعل بما هو اختياري ضروري التحقق》
و ما تسميه إيقاف الشر فعله باستمرار مناف للحكمة التي اقتضت التكليف و الإرادة الحرة.فكيف يكون هو الحكمة!