فى المشاركة السابقة ،اردت التركيز على كلام المصادر ،عن :
١- الانجيل الذى استخدمه الابيونيون .
٢- معتقداتهم فى يسوع.
نستكمل الكلام عنهما
بخصوص انجيل الابيونيون ،تُعَلٍق ويكيبيديا :
اقتباس:
|
ذكر إيريناوس أن الأبيونيين استخدموا إنجيل متى بشكل حصرى.و كتب يوسبيوس القيصري أنهم استخدموا فقط إنجيل العبرانيين. و أكد أبيفانيوس أن الإنجيل الذي استخدمه الإبيونيون كتبه متى وسمي "إنجيل العبرانيين". ونظرًا لأن أبيفانيوس قال إنها نسخة "ليست كاملة، و مزورة ومشوهة" ، يعتبرها كٌتاب مثل "والتر ريتشارد كاسيلز" و"بيرسون باركر" انها "إصدارًا" مختلفًا من إنجيل متى العبري ؛ ومع ذلك ، تشير الدلائل النصية من الاقتباسات في Panarion 30.13.4 و 30.13.7 إلى أن النص كان نسخة من الانجيل اصلها باللغة يونانية ،و جمع توفيقي للأناجيل، حيث دُمَج فيه من أناجيل متى ولوقا الخ.. فى رواية واحدة.
|
اى ان انجيل الابيونية كان هكذا :
١- يتشابه مع مرقس فى عدم احتواءه على رواية ميلاد وطفولة يسوع ،و ايضا نغمة ميلاد المسيح بالتبنى التى يقترح العلماء انها كانت عقيدة مرقس فى يسوع.
٢- تكرار المصادر لذكر اسم "متى " كعنوانا لانجيل الابيونيون ، يدلل على ان معظم محتوى ذلك الانجيل يتشابه مع انجيل متى ، وكما نعلم ان العلماء يعتبرون انجيل متى الاكثر طبيعة يهودية من كل الاناجيل.... والذى تجد فيه عبارات تروق للابيونيون مثل : لاَ
تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ." (متى 5: 17)
بخصوص معتقداتهم فى يسوع:
اولا : من هو كيرينثوس الذى يُربَط بينه وبين الابيونيون عقائديا؟
كيرينثوس
عقيدته فى الذات الالهية والخلق :
يخبرنا عنه ايريناوس أنه كان معاصرًا للقديس يوحنا الرسول .واستخدم انجيلا مطابق لانجيل الابيونيون ،والذى يعتبره اباء الكنيسة بانه نسخة غير قانونية من انجيل متى ،وانه اعتبر كباقى اليهود والمسيحيون بان إله اليهود صالح ،لكنه قد عَلًمَ أن العالم لم يخلقه الله، بل قوة خارجية عنه،وهى دميورج (أى خالق العالم الذى يختلف عن الإله الأعظم)،و ذلك ال دميورج ،مع انه يجهل وجود الاله الاعلى ، لكنه لم يكن شريرا ،بل يشبه لوجوس فيلو السكندرى.
عقيدته فى المسيح:
واعتقد بأن يسوع ولد من يوسف ومريم -ولم يكن سوي إنسان صالحا حل عليه المسيح في صورة حمامة عند عمادة آتيًا من الإله الأعلى، حتى يعلن عن الآب غير المعروف، وأكد ذلك بالمعجزات التي صنعها. وأخيرًا فارق المسيح جسد الإنسان يسوع قبيل الآلام والصلب، وبعد ذلك تألم يسوع وقام ثانية ...
عقيدته فى الناموس:
يخبرنا أبيفانيوس أنه يهودي متنصر تمسك بالختان والسبت.
.............
المقارنة بينه وبين الابيونيون :
لا يمكننا الربط بينه وبين الابيونيون فى مسالة عقيدته فى الذات الالهية والخلق ، لانه لو تاملنا كلام ايرينوس جيدا ،لوجدناه لا يرى بان الابيونيون يعتقدون نفس اعتقاد كيرينثوس عن خلق العالم فيقول (يعتقد "الإبيونيون" أن العالم خلقه الله) ...
لكن وجه الربط بينهم وبين كيرينثوس ،كان مسالة حلول المسيح على يسوع عند تعميده
اى كلاهما يعتقد بحلول كائن سماوى فى جسد يسوع ..
لكن السؤال من هو ذلك الكائن السماوى؟ الاحابة هو المسيح ،اى ان المسيح كائنا سماويا ،خلافا لوعائه الكائن الارضى الانسان يسوع ...
لكن يظل السؤال ،ما طبيعة ذلك المسيح السماوى طبقا للابيونيون؟ الاجابة لا نجدها عند ايرينيوس ، بل عند ابيفانوس الذى ،وان اتفق مع ايرينيوس بعدم اعتقاد الابيونيون بالميلاد العذرى ،الا انه ادعى انهم كانوا متناقضون فيما بينهم بخصوص طبيعة المسيح ؟
يقول ابيفانوس كما ذكرنا سابقا:
اقتباس:
كانوا متناقضون ، يقولون إنه لم يولد من الله الآب بل تَشَكًلَ قبل كل شيء كواحد من رؤساء الملائكة ، وأنه متسلطا على الملائكة وجميع المخلوقات .
ويعتقدون ايضا بان المسيح قد ظهر تجسدا فى الماضى لابراهيم وغيره من الانبياء.
وأنه يُدعى المسيح وريث العالم هناك ، لكنه يأتي إلى هنا متى شاء ، إذ أتى في آدم وظهر للآباء مرتديا جسد آدم. وفي الأيام الأخيرة جاء نفس المسيح "الشبح اللاهوتى" الذي أتى لإبراهيم وإسحاق ويعقوب ، وارتدى جسد آدم ، وظهر للناس ، وصُلِب وقام من الموت وصعد للسماء.
|
هل هناك تناقض؟ الاجابة بالنفى ...
كل ما سبق يدخل فى التصور الذى يسميه العلماء ‘angel-Christology’ ، وهو ليس اختراعا ابيونيا تلقوه من كائنا فضائيا ،بل استمدوه من نفس افكار غيرهم من المسيحيون الاوائل ...فى الواقع ستجد معظم الخلافات بين فرق المسيحيون الاوائل شَعرَه بين هذا وذاك وتفاهات ....
عندما يقول ابيفانوس انهم اعتقدوا :
ان المسيح "الذى حل فى يسوع" تَشَكًلَ قبل كل شيء كواحد من رؤساء الملائكة ، وأنه متسلطا على الملائكة وجميع المخلوقات .ويعتقدون ايضا بان المسيح قد ظهر تجسدا فى الماضى لابراهيم وغيره من الانبياء.
فهو هنا يتكلم عن عقيدة بعض المسيحيين الأوائل والتى قاموا من خلالها باخذ نصوص تتكلم عن ملاك الرب في العهد القديم وطبقوها على المسيح.
ونجد صدى تلك الافكار فى راعي هرمس "سفر مسيحي من القرن الثاني" و نبؤات سيبيل ..الخ الخ
وستجد و الى يومنا هذا ،هؤلاء من اتباع الكنائس الرسمية ،الذين يعتبرون ان ظهور ملاك الرب "الذى ظهر فى سفر الخروج الخ..." هو احدى ظهورات الاقنوم الثانى قبل تجسده فى المسيح ..
والمثير ،انك ستجد قراءة لعقيدة بولس نفسه فى المسيح ،تعتبره بانه اعتقد بان المسيح هو ملاك الرب ..اعتمادا على نص
غلاطية ١٤:٤. وكنت لكم محنة بجسمي، فم تزدروني ولم تشمئزوا مني، بل قبلتموني قبولكم لملاك الله، قبولكم للمسيح يسوع
من هؤلاء بارت ايرمان
https://ehrmanblog.org/an-irritating...iew-of-christ/
وكلام بولس عن المسيح بانه الحكمة التى سبقت جسد يسوع الانسان وحلت فيه،والذى هو صدى لنص الحكمة فى العهد القديم ...
وكلام يوحنا عن الكلمة اللاهوتية التى سبقت جسد يسوع الانسان وحلت فيه،والذى هو صدى لنص التكوين عن كلمة الخلق فى العهد القديم ...
رسالة كولوسي ١٥:١هو صورة الله الذي لا يرى وبكر كل خليقة.
رسالة العبرانيين 1:4 فكان أعظم من الملائكة بمقدار ما للاسم الذي ورثه من فضل على أسمائهم.5. فلمن من الملائكة قال الله يوما: (( أنت ابني وأنا اليوم ولدتك؟ )) وقال أيضا: (( إني سأكون له أبا وهو يكون لي ابنا؟ )).6. ويقول عند إدخال البكر إلى العالم: (( ولتسجد له جميع ملائكة الله )).
بارت ايرمان ليس عنده مشكلة فى قبول ،ان مسيح عقيدة بولس ملاكا اعظم من كل الملائكة ....
بغض النظر عن ذلك ، ولو افترضنا ان بولس اعتقد بان المسيح هو الله ... يتبقى شئ لنا وهو ما يهمنا فى موضوعنا .
ان الابيونية ،مثلها مثل المسيحية الرسمية ،اعتبرت ان المسيح ذو وجود روحى (يسبق باقى المخلوقات) ،وحل فى يسوع ..
فى الواقع وصف ابيفانوس عقائد الابيونية فى المسيح يجعلهم قاب قوسين او ادنى من عقائد المسيحية الرسمية ...
يُتبع