اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لؤي عشري
وجهة نظري ببساطة لم يكن للعرب الوثنيين أي علاقة بخرافات التوراة وإبراهيم، بل أخذ محمد قصصا كبناء المعبد الصغير بمحل الهيكل المستقبلي في نسختها الهاجادية على أنها عن الكعبة، وأخذ قصة الفداء لكنه حورها إلى إسماعيل وهو شخصية خرافية ينسب اليهود إليها بعض قبائل الفلسطينيين وسيناء في الأصل وليس كل العرب. راجع دراستي (أصول أساطير الإسلام من الهاجادة وأبوكريفا العهد القديم).
لا أعتقد بالأخذ بجدية بالأنساب الأسطورية كنسبة شعوب وقبائل بكاملها لشخص أب واحد...لكني أحترم وجهات نظرك واجتهاداتك.
|
عزيزي لؤي..
أرجو أنك شاهدت الفيديو الذي افتتح به الزميل رمضان هذا الموضوع.. ففيه وجهة نظر.. ومنه انطلقتُ في تحليلي..
بخصوص دراستك القيمة والمعمقة فلقد راجعتُ للتو المقاطع المخصصة لإبراهيم وإسماعيل.. مجهود جبار تُشكر عليه.. وأتفق معك حول مصادر المرويات الإسلامية (قرآناً وأحاديثاً) التي ترجع إلى التراث اليهودي..
ولكن يبقى السؤال حول مصادر هذا التراث اليهودي.. هل كله أساطير أم فيه مقاطع تاريخية؟
أنا شخصياً ومن خلال أبحاثي أقول بتاريخيّة ابراهيم وأسطوريّة ما قبله (في التوراة).. تم فيما بعد نسج أساطير حوله (الهاجادة) انطلاقاً من أساس تاريخي مدوّن في التواة (ربما يتداخل في بعض جوانبه التاريخي بالأسطوري)..
كيف فصلتُ بين تاريخيّة ابراهيم (ومن بعده) وأسطورية من قبله؟
جوابي على هذا السؤال يكمن في مصادر أساطير سفر التكوين.. يمكننا إرجاعها للأساطير الرافدية (الخلق من طين: أسطورة أنكي/خلق آدم، الطوفان: أسطورة أوتنابشتيم/نوح.. وغيرها.. كتاب "مغامرة العقل الأولى" للسواح، مرجعاً مفيداً).. ولكن ما هي الأسطورة المرجعية لقصص إبراهيم وما بعده في التراث الأسطوري السابق؟
الشخصيات التاريخية تُنسج حولها أساطير.. ولكن نظل نجد في قصصها تفاصيل تاريخية تبتعد عن العمومية الأسطورية.. مثل: حروب ولقاءات مع أشخاص محددين غالباً بالإسم، تنقلات بين أماكن بأسماءها، أعمار الأشخاص وسنين ولادة ابناءهم منسوبة لعمرهم، تفاصيل مملة تحوّل القصة إلى قصة طويلة يتم سرد تفاصيلها على عدد من الإصحاحات (قارن بين قصر أساطير ما قبل إبراهيم في إصحاحات سفر التكوين وبين طول قصص إبراهيم ومن بعده)..
كل ما سبق يدفعني لترجيح تاريخيّة إبراهيم ومن بعده في التوراة.. راجع بحثي "صراع الكهنة.. من آخر عصر جليدي وحتى محمد" وانظر كيف فككتُ الأساطير (وأظهرتُ منشأها البيئي/التطور الثقافي) وعزلتها عن الشخصيات التاريخية وقصصها (ابراهيم ومن بعده)..
ومن هذا المنطلق جاء تحليلي لأنساب اسحاق واسماعيل (التاريخيين) وفهم خفايا قضية "المفدي"..
تحياتي..