اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خطوط متعرجة
المشكلة في هذا الرد انه يعتمد على ذاكرتك اللحظية:
انا اظن في هذه اللحظة انني اتذكر اجتماع كل هذه الشواهد (رؤيتي للشجرة و رؤيتي لظلها و رؤيتي لغيري و هو يراها و يؤكد وجودها و اسناد ظهري اليها الخ الخ).
لكن هذا الظن في حد ذاته يعتمد على عمل الدماغ بشكل صحيح ..
هناك مرض معروف هو الشيزوفرينيا يرى فيه الشخص هلوسات يظن انها حقيقية ولا يفرق بينها و بين اليقظة.
|
ما كتبه الزميل حنفا يبدو رداً معقولاً , فتضافر الأدلة على وجود الشجرة في مثاله يجعلها موجودة بالفعل , و كذلك فإننا من ملاحظتنا لما حولنا نستطيع استنباط قواعد عقلية صحيحة.
إذا لم نسلم بما سبق , و جارينا المشكك في الحواس و العقل فسوف نقع في السفسطة .
مشكلتي مع ما كتبه الغزالي هو الحل الذي اقترحه للخلاص من السفسطة و جحد العلوم ,
فهو يقول بالكشف و الاستنارة , و لا أدري حقيقة كيف لمن يشكك في الحس و العقل أن يعود فيعتمد عليها ليقول أن الله قذف نوراً في صدره ..
و للعلم فإن ما ذكرته هنا هو لب الكتاب , و بقية الكتاب هي أن الغزالي قد حصر طالبي الحق في أربعة أصناف :
1- المتكلمون
2- الفلاسفة
3- التعليمية
4- المتصوفة
و راح يرد على الفئات الثلاث الأولى و في المقابل يعلي من شأن التصوف و الصوفية و يمدح طريقتهم التي هي علم و عمل .
و هو يقول عن نفسه أنه بدأ بالعلم أو لنسمه العرفان النظري قبل أن يبدأ الرياضة الروحية ,
و في هذا الباب لا أستطيع أن أنكر عليه لأني لم أتريض روحياً بالخلوات الطويلة و الجوع و العطش و كثرة الذكر , و لا أستطيع الجزم بأن هذه الرياضة تفتح الباب أمام معرفة من نوع مختلف أو لا ...