اقتباس:
هؤلاء لو تركوا الدين فسيصبحون عدميين أو يصابون بامراض نفسية عقيمة لا علاج لها سوى بتبني نظام فكري متكامل بديل يملك نظرة معينة عن الوجود تملأ الفراغ في ذهنه، لأن الاسئلة الوجودة ستصبح فجأة بدون جواب، فستطفوا الى واجهة عقولهم و ستلح عليهم في البحث عن اجابات.
وليس ثمة فكر مطروح يلبي هذه الرغبة سوى الفكر اليساري اللذي يقدس الفرد و شهواته و رغباته و راحته.
|
أوافقك إلى حد كبير , فطريق الفكر الحر صعب ووعر , و في حالة الإسلام أنت بالفعل تزلزل كيان من تبرمج منذ نعومة أظفاره على عقيدة و شريعة و أخلاقيات محددة .
سؤال ماذا بعد الموت لوحده كاف لتنغيص حياة معظم البشر , الانتقال من إجابة مطمئنة تقول لك بأن هناك بعثاً و حساباً و جنة للمؤمنين إلى إجابة من قبيل : لا ندري , قد توجد حياة بعد الموت و قد لا توجد , نقلة من هذا النوع ستفقده اتزانه كليةً , و لا أدري ما المصير الذي سيؤول إليه بعد صدمة كهذه.
أما فيما يتعلق بالفكر اليساري فالكلام هنا ليس دقيقاً . الماركسية اللينينة تحولت بالفعل لأيديولوجيا خشبية المصطلحات , لدين ربه ماركس و نبيه لينين و كتابه المقدس رأس المال . لكن ينبغي أن تعلم زميلي بأنه حتى هذه النسخة السيئة للماركسية لم أجد فيها تقديساً للفرد و الشهوات بالصورة التي تصفها .
بل على العكس من ذلك تنظّر الماركسية لحزب قائد للدولة و المجتمع , يربي الفرد منذ طفولته على كونه نملة في مجتمع النمل . الفردانية العالية سمة الغرب الرأسمالي و ليس الماركسية.
اقتباس:
|
الدين لايقدم اجابات قائمة على اي قدر من الموضوعية للأسئلة الوجودية ،لكن الإجابات التي يقدمها تعمل على تسكين العقل والشعور ..
|
تماماً أستاذ حمدان , تمسك المتدين بهذه الإجابات لا علاقة له بكونها صحيحة أم لا , و لا يمكننا أصلاً التأكد من صحتها فهي غيوب , و لكن التمسك نابع مما وصفته بتسكين العقل و الشعور .
تخيل أنك أمام شخص يتعاطى المورفين منذ سنين , ثم فجأة قطعت عنه المخدر , هل تتخيل الأعراض الانسحابية الرهيبة التي سيشعر بها هذا الشخص ؟ نوبات بكاء و صراخ , إيذاء للنفس قد يصل لمحاولة الانتحار , و لذلك وجدت المصحات التي تعمل على سحب المخدر من جسم المدمن بالتدريج و استبدال المخدر بمخدر أخف تأثيراً و بجرعات أخف وصولاً ألى الشفاء بعد مدة قد تطول . ربما من حقنا المطالبة بمصحات تعالج أعراض انسحاب الدين .. من يعلم .. قد توجد يوماً ما ..