عرض مشاركة واحدة
قديم 07-24-2020, 07:41 PM المنار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [81]
المنار
موقوف
 

المنار is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
بالطبع اعتقدوا في ألوهيتها لأن لها في زعمهم تدبير وتاثير في مصائرهم وهو كما تقدم مرتبط بوجودها حاضرة أمام أعينهم.

تمام
فهم لم يعتقدوا ألوهيتهم لأجل انهم يرونهم!!!

مذهب هؤلاء: أن للعالم صانعا، فاطرا، حكيما، مقدسا عن سمات الحدثان وهو أجل وأعلى من أن يتوصل إلى جلاله بالعبودية له والخدمة من السفليات وذوات الأنفس المنغمسة في عالم الرذائل والشهوات،. والواجب علينا معرفة العجز عن الوصول إلى جلاله، وإنما يتقرب إليه بالمتوسطات المقربين لديه، وهم الروحانيون, المطهرون، المقدسون جوهرا، وفعلا، وحالةً المبرءون عن القوى الجسدانية، المنزهون عن الحركات المكانية, والتغيرات الزمانية. قد جبلوا على الطهارة، المتوسطات بينه وبين السفليات في جوار رب العالمين، وهم مجبولون على تقديسه وتمجيده وتعظيمه دائما وسرمدا، فنحن نتقرب إليهم، ونتوكل عليهم، وهم أربابنا وآلهتنا، ووسائلنا وشفعاؤنا عند الله ووسائلنا إلى حاجاتنا وبهم يتقرب إلى الله تعالى، وهو رب الأرباب، وإله الآلهة رب كل شيء، ومليكه، وهي المدبرة للكواكب الفلكية والمديرة لها على التناسب المخصوص حيث يتبعها انفعالات في العناصر السفلية وحركات بعضها إلى بعض وانفعال بعضها من بعض عند الاختلاط والامتزاج المفضي إلى التركيب الموجب؛ لتنوع المركبات إلى أنواع المعادن والنباتات والحيوانات وتصريف موجودات الأعيان من حال إلى حال ومن شأن إلى شأن إلى غير ذلك من الآثار العلوية والسفلية، وزعموا أن الكواكب الفلكية هي هياكل هذه الروحانيات وأن نسبة الروحانيات إليها في التقدير لها والتدوير، نسبة الأنفس الإنسانية إلى أبدانها، وأن لكل روحاني هيكلا يخصه ولكل هيكل فلكًا يكون فيه.
فالواجب علينا أن نطهر نفوسنا عن دنس الشهوات الطبيعية، ونهذب أخلاقنا عن علائق القوى الشهوانية والغضبية، حتى تحصل مناسبة ما بيننا وبين الروحانيات، فحينئذ نسأل حاجاتنا منهم، ونعرض أحوالنا عليهم، ونصبو في جميع أمورنا إليهم، فيشفعون لنا إلى خالقنا وخالقهم، ورازقنا ورازقهم. وهذا التطهير والتهذيب ليس يحصل إلا باكتسابنا ورياضتنا وفطامنا أنفسنا عن دنيات الشهوات، باستمداد من جهة الروحانيات. والاستمداد هو التضرع والابتهال بالدعوات، وإقامة الصلوات، وبذل الزكوات، والصيام عن المطعومات والمشروبات، وتقريب القرابين والذبائح، وتبخير البخورات، وتعزيم العزائم، فيحصل لنفوسنا استعداد واستمداد من غير واسطة، بل يكون حكمنا وحكم من يدعي الوحي على وتيرة واحدة.

قالوا: والأنبياء*أمثالنا في النوع، وأشكالنا في الصورة, يشاركوننا في المادة، يأكلون مما نأكل، ويشربون مما نشرب، ويساهموننا في الصورة. أناس بشر مثلنا، فمن أين لنا طاعتهم؟ وبأية مزية لهم لزمت متابعته؟ {وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ}، فمدعي الرسالة من البشر فلا يمكن لهم أن يكونوا واسطة بين الناس والخالق لأنهم يقولون بالوسائط الروحانية ولا يقولون بوسيط بشري مثل وساطة الأنبياء،]
*، وهذا من أهم عقائدهم التي صادمهم فيها القرآن.

هذه خلاصة معتقدات الوثنيات القديمة ٠
ويقرر ابن حجر أن أهل بابل كانوا قوما صابئين، [ومعلوم أن بابل هي أحد المحافظات الواقعة في وسط العراق جنوب العاصمة بغداد]، ويقول النيسابوري: وينسب هذا المذهب إلى الكلدانيين، ويتوسع الشهرستاني فيجعلهم يشملون النبط، والفرس، والروم، والهند، فهذا المذهب كان واسع الانتشار الجغرافي، وأمته من الأمم الكبار، وقد اختلف فيه اختلافا كثيرا بحسب ما وصل إليهم من معرفة عن هذا المذهب، ويفيد نقل الشهرستاني: أنه شمل دولا من الشرق، ودولا من الغرب، والنقول السابقة -عدا توسع الشهرستاني- تفيد أن هذا المذهب نشأ في بلاد شرقية

-----
لم يكن كلهم ينكر الصانع أو خالق العالم كما هو حال مشركي قريش
كانوا يؤمنون أن الله خالق العالم
الالحاد بمعني نفي الخالق ظل فكرا شاذا
قال تعالي
،وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ۚ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ ۖ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38)
و نجد تاكيد القران الكريم علي أن الله ليس صانع العالم فقط
بل مدبره و إنما عنايته بإثبات التوحيد
و ان الأرواح أو الملائكه ليست جزءا منه تعالي
(وجعلوا له من عباده جزءا))
و ليست مستقلة في التدبير بل مسخرة
مع الإقرار بنظام الأسباب

"ثم استوي علي العرش يدبر الامر"
يُدَبرالْأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لعلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ توقِنُونَ*﴿٢ الرعد﴾
يُدَبِّرُ الامْرَ مِنَ السَّمَاءِ الى الْأَرْضِ﴿٥ السجدة﴾
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ * وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ْ}



  رد مع اقتباس