نص الآية نفسه يدل على ذلك لأنه قال إنا مرسلو الناقة. ولم يقل ناقة نكرة فهذا معناه أن صالح كان يعلم ما هي الناقة المقصودة. لأنه عندما يشار لشىء بصيغة المعرفة يعني أن المقصود شىء بعينه.
وقد ذكر القرطبي أن هذه رواية وليس مجرد تفسير على المعنى فقال: فروي أن صالحا صلى ركعتين ودعا فانصدعت الصخرة التي عينوها عن سنامها، فخرجت ناقة عشراء وبراء. وأظنه يقصد ما رواه ابن أبي حاتم في تفسيره عن يعقوب بن عتبة في قوله تعالى: ولا تطيعوا أمر المسرفين * الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون.
وكذلك روى الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله: لمَّا مرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالحِجرِ قال : لا تسألوا الآياتِ فقد سألها قومُ صالحٍ فكانت - يعني النَّاقةَ - ترِدُ من هذا الفَجِّ وتصدرُ من هذا الفَجِّ فعتَوْا عن أمرِ ربِّهم فعقروها . الحديث فظاهر قوله فكانت ترد أن الناقة هي ما سألوا.
أنت أردت دليل من القرآن على أن الأمم التي تطلب آية ثم لا تفي ينتقم منهم
يكفيك مثال فرعون وجنوده
وبالمناسبة ليس كل الأمم التي أهلكت أهلكت بعد إرسال الآيات الحسية بل هناك أمم أهلكت بمجرد التكذيب والإصرار على الذنب كقوم هود و قوم لوط و قوم شعيب وإن كان قد قامت الدلائل على صدق هؤلاء الأنبياء لدي أقوامهم بطريقة أو بأخرى.
|