عرض مشاركة واحدة
قديم 05-27-2020, 08:08 PM sakakini غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [16]
sakakini
عضو جميل
 

sakakini is on a distinguished road
افتراضي

الكلام هنا هو فقط عن الذين يردون حجج الملحدين بعدم صلاحية الشريعة و فاشيتها بان الملحد اصلا لا يحق له الكلام لانه لا مرجعية اخلاقية لديه لاعتماده فقط على العقل و العقول تختلف، من لا يلتزم هذا المطلب من المؤمنين فالمقال ليس موجها اليه و يبقى بينه و بين الملحد ما يلتزمه الملحد: اثبات صلاحية الشريعة او بطلانها بالعقل
اما قضية الاجماع لخلق الالتزام القانوني و منع التجاوزات او ما تسميه البغي و الظلم فهو أمر زائد على هذه الحجة و تستوي فيه الشرائع السماوية او الوضعية على السواء، لان مبناها على الاجماع فان قلت انه لا يتحقق و غير ممكن فهذا يبطل الزامية الشرائع السماوية و ليس فقط الوضعية ، لانه يفضي الى عدم حسم عامل الوحي هنا لانه ان جعلت الحاجة الى حسمه هو انحصار معرفة المصالح و المفاسد فيه فهو ناقض لاصل الوحي كما قلنا انه لا يمكن معرفة صلاحيته بغير العقل ، و ان جعلته النص مع العقل قيل لك ان فهم النص بالعقل مختلف ايضا و كل يفهم النص بعقله فهما مختلفا عن غيره ، فان قلت ان هناك من النصوص الشرعية او الحقائق الواقعية ما تجمع عليها العقول فقد أبطلت دعواك بعدم امكانية اجماع العقول على المصالح و النصوص، و ان قلت كما تقول المعتزلة ان العقل يدرك المصالح كلها و انما النص امارة او علامة او مرشد او ملزم فقد أبطلت الحاجة الى الشرع رأسا اذ تبين المصالح كما الالزام بها لا يتوقف على شرع بل متى تبين العقل المصلحة التزم بها دون حاجة لشرع ، و ان قلت انما هو للحاجة الى العقاب و الثواب كما يقوله بعض المتكلمة فيقال هذا لا يؤثر اذ الملحد يجعل العقاب و الثواب ماديا دنيويا من المصالح نفسها و هو أقرب من الوعيد و الوعد بثواب و عقاب غائب لم يره احد و لا يمكن لاحد التحقق منه او اختباره ، فهو اقرب في العقول و حسم الاختلاف من الاحالة الى غيب لا يدرك بالعقول اصلا، فالملحد فيها اقرب و اصوب اذ لا يتبع اثرا بعد عين،
فكما قلنا على احسن الاحتمالات يستوي الملحد و المؤمن في اصل الاحتجاج بصلاحية الشرائع الوضعية و الدينية و ليس لهم الا العقل حاكما ، اما ما بعده من الادعاء ان الشرائع الوضعية عرضة للفساد و تحكم الاغنياء فهو اظهر في الشرائع الدينية التي عرفت باعترافها على انفسها قرونا من الفساد و الاستبداد شرا من فساد الانظمة الوضعية و هذا اصلا من المصادرة على المطلوب فكما لو اننا نتنتاقش: هي الشريعة الوضعية او الدينية افضل و تحقيقه هو ببيان من هو اقل فسادا و اكثر صلاحا فتقول طبعا الشريعة الدينية هي افضل لانها ....اقل فسادا و اكثر صلاحا !!



  رد مع اقتباس