عرض مشاركة واحدة
قديم 04-20-2020, 07:43 AM رمضان مطاوع غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
رمضان مطاوع
عضو بلاتيني
الصورة الرمزية رمضان مطاوع
 

رمضان مطاوع will become famous soon enough
افتراضي الله ( إله الإسلام ) علمه سابق للوجود

بسم الله الرحمن الرحيم
الله سبحانه وتعالى يعلم الغيب , علمه مطلق أي ( يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون ) .. وبما أن الله سبحانه وتعالى عرض الأمانة وحملها الإنسان .. فلابد من الامتحان في مدى تحمله المسئولية ( الأمانة ) من عدمه , لأنه المخلوق الوحيد الذي قبل حملها , فإذا حمل الأمانة حق الحمل يثاب في الجنة , وإذا خان الأمانة يعاقب في النار .. وبما أن علم الله سابق للوجود ويعلم كل أفعال الإنسان وما سوف يصدر منه من أفعال فكتبها عنده ( في كتاب مبين ) , ولذلك الله سبحانه وحده فقط هو الذي يعلم مسبقا قبل استخلاف الإنسان في الأرض من هم أهل الخير ومن هم أهل الشر , وبالتالي من هم أهل الجنة ومن هم أهل النار , وأفعال الإنسان هذه هي من عنده أي من عند الإنسان بإرادته ذاتية نابعة من نفسه باختياره , فهو مخير لفعل الخير أو الشر سواء أخذ بالأسباب أم لم يأخذ بها , وكل أفعال الإنسان معلومة مسبقا ومكتوبة فقط لدى الإله العليم وليست مقدرة من الله على الإنسان أن يفعل الخير أو الشر وتعالى الله عن ذلك
ف فعلاً
لو أن فِعل الخير مقدر ومكتوب على الإنسان أن يفعله لبطل الثواب
ولو أن فِعل الشر مقدر ومكتوب على الإنسان أن يفعله لبطل العقاب
وبالتالي لا داعي لوجود الجنة والنار !! .. وهذا قطعا مستحيل .

ولذلك الإنسان وهو في الدنيا جاهل بحقيقة علم الله سبحانه وتعالى السابق للوجود بأنه علم مطلق , فقد يقول قائل وهو في الدنيا ( طيب طالما ربنا عالم من الأول بمقادير الخلائق من هم أهل الجنة ومن هم أهل النار وكل ذلك مكتوب في كتاب , إذن فلا قيمة لهدايتي وأنا في الدنيا طالما كتب عليا أني من أهل النار , وما ذنبي أصلاً إذ جعلني من أهل النار؟؟!!! ) , نقول له لا يا حبيبي علمه مطلق نعم سابق للوجود يعلم مسبقا جميع الأعمال , وهيأ لك جميع الأسباب لكنك أنت الذي اخترت الأسباب في كل أعمالك بمحض إرادتك , وكتبها عنده في كتاب منذ لحظة نفخ روحك في جسدك وأنت في بطن أمك , ويعلم أيضا جميع النتائج التي قدرها عليك بناءاً على الأسباب التي اخترتها أنت بمحض إرادتك في كل أعمالك
فأنت الذي اخترت هذه الأسباب التي استجلبت لنفسك هذه النتائج
فإن كانت النتيجة التي استجلبتها لنفسك بسبب أفعالك هي ( النار ) فاعلم أن الله يعلم أنك من أهل النار
وإن كانت النتيجة التي استجلبتها لنفسك بسبب أفعالك هي ( الجنة ) فاعلم أن الله يعلم أنك من أهل الجنة

حتى المصائب في الدنيا معلومة ومُقدرة وهي بمثابة رسالة إنذار , لكف الناس عن المعصية , وحثهم على إتباع الآيات التي جاء بها الرسول , ولئلا يكون لهم على الله حجة بعد الرُسل , ولولا هذه المصائب كما يقول تعالى ( وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ... ) , فلننظر ماذا يقولوا ( .... فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) , يعني لو كنت يا رب أرسلت إلينا رسول كنا اتبعنا آياتك وآمنا بك , ولما أصابتنا هذه المصائب الرادعة , طيب لقد جاءهم الرسول محمد (ص) - إذ يقول تعالى ( فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا .... ) , فما هي حجتهم بعد إرسال الرسول ( ..... قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى .... ) , لكن هذا شأن الكافرين ( .... أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ .... ) , والآن لننظر ماذا قالوا عن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ( .... قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ )

وعلم الله السابق للوجود لا يمنع الامتحان في الدنيا :
إرادة الله الكونية أن تكون الدنيا دار لامتحان الإنسان في العبادة لا يعني عدم علمه ( تعالى الله عن ذلك ) بما سوف يفعله هذا الإنسان , بل علمه مطلق سابق للوجود يعني سبب وجود الوجود , أما الإنسان فعلمه نسبي لاحق للوجود أي مكتسب من الوجود .. وأيضا علم الله السابق للوجود لا يلغي الامتحان .. فالامتحان والابتلاء
لئلا يكون للناس على الله حجة يوم القيامة
ولذلك أرسل الرسل ( رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165)) وأنزل معهم الكتاب وأمرنا بإتباعه ( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آَيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59)
وأيضا (وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28)
وأيضا (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)
وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12)
وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24)
وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (103)

فإذا كان هذا ما سيقوله الإنسان في الآخرة رغم الامتحان وإرسال الرسل وإنزال الكتاب والعمل على هدايته للصراط المستقيم , فماذا كان قوله لو أن الله العليم بكل شيء أدخل أهل النار نارهم وأهل الجنة جنتهم مباشرة بلا امتحان في الدنيا ؟؟

فماذا نتوقع كيف يكون قولهم ؟ - نتوقع طبعا كانت حجته على الله هكذا :
( يااا سلام ليه يا رب أدخلتني النار مباشرةً بلا امتحان ؟ , لو كُنت يا رب أرسلتني إلى الدنيا وامتحنني فيها : كنت عملت كذا وكذا وكذا !!!!! )
لكن ها نحن الآن جميع البشر موجودين في الدنيا , وها نحن الآن في الامتحان , وربنا وضح لينا كل حاجة , فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
والله تعالى أعلى وأعلم

تحياتي للجميع



:: توقيعي :::
رسالتي في الحياة
الدعوة إلى التوحيد الحقيقي
من خلال مدوناتي
( جرأة في الحق - صدق في العرض - محبة في الحوار - احترام للرأي الآخر )
  رد مع اقتباس