الزميل حنفا
تحياتي
إن نحو نص القرآن مشكلة ذات طابع معقد: فهي مشكلة دينية وتاريخية ونحوية. ويمكن تجميع كل هذه الوجوه في سعي النحويين المسلمين (وليس العرب) في فترة التدوين إلى إعطاء معنى ثابت ومعقول لنص القرآن غير الواضح بسبب غياب التشكيل والنقاط وتدني تقنية الكتابة. غير أن هذا السعي اصطدم بعشرات المشاكل الدلالية. ولهذا فإن ما حصل عملياً وتوجد أدلة على ذلك هو أن النحو العربي تمت صياغته على أساس ثلاثة مبادئ:
- الاستناد إلى النحو العربي (وينبغي التشديد على أن النحو العربي قبل القرآن لم يكن موحداً كما يدعي المسلمون الآن: فقد كان نحو قبائل – يختلفمن قبيلة إلى قبيلة). والأدلة الأساسية هي الشعر الجاهلي. وهناك حيث لا يدعم الشعر الجاهلي أماكن معينة من القرآن – فإنهم ينتحلون بيت شعر يدعم استخدام القرآن (أنظر الشعر الجاهلي لطة حسين). على سبيل المثال ثَبَّتَ النحويون آنذاك أكثر من 50 بيت شعر في "الكتاب" لسيبويه بدون أدلة على وجودها. ولكن من الملفقين الكبار في "اختلاق" أدلة على صحة القرآن هو ابن عباس.
- المبدأ الثاني وهناك حيث لا أدلة من الشعر الجاهلي ولم يستطيعوا التملص فقد اعتبروا ما في القرآن هو الأصل.
- محاولات توفيقية من خلال افتراض أن ما يتناقض من القرآن مع الشعر الجاهلي هو "لغة"، بمعنى أصل آخر من أصول اللغة.
ورغم ذلك وبالإضافة إلى الأخطاء الإملائية الصريحة التي لم تصحح لأسباب دينية تقديسية فهناك الكثير من الأخطاء التي تتنافى مع النحو العربي المثبت حتى في "الكتاب" لسيبويه.
ولهذا فإن المرجع الذي نعرض عليه القرآن للحكم بوجود أخطاء نحوية فيه هو:
1. لغة العرب كما وصلت أليهم (آنذاك) وإلينا الآن.
2. لغة القرآن نفسه: فالقرآن نفسه لا يلتزم بنحوه الخاص.
وللاطلاع على كم هائل من هذه الأخطاء: أنظر كتاب الزميل سامي عوض الذيب "
الأخطاء اللغوية في القرآن". فهو عمل مهم لأنه يحتوي على مسح شامل لهذه الأخطاء.