|
عضو بلاتيني
|
من أدلة وجود الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إن نشأة الكون وتطوره لدليل قاطع على وجود الله
الحمد لله الذي جعل الوجه المقابل للوجود الذاتي المطلق هو العدم الذاتي المطلق , وبأن اجتماع النقيضين مستحيل على الإطلاق , أي أن اجتماع الوجود الذاتي المطلق مع العدم الذاتي المطلق مستحيل الوجود على الإطلاق , إما هذا وإما هذا , يا أبيض يا أسود , لا يوجد خليط , ولذلك العدم الذاتي المطلق مستحيل على الإطلاق أن يخلق أي وجود بالمرة لا إله ولا غيره !! , مما يدل دلالة قاطعة ويبرهن برهنة دامغة للعقول السليمة المنطقية الموضوعية بأن الأول القديم المتقدم هو الوجود الذاتي المطلق لذات الله ( القوة العُليا الخفية ) وليس هو العدم الذاتي المطلق , إذ لو كان العدم الذاتي المطلق هو الأول المتقدم لاستحال وجود أي وجود بالمرة لا إله ولا غيره , أما كون العقل لا يقدر أن يتصور وجودا مطلقا لقوة عُليا خفية كاملة لا بداية لها ولم يسبقها عدم ( وجوده وجود ذاتي مطلق ) , فذلك لا يبرهن على أن العدم الذاتي المطلق هو الذي خلق الوجود!!!!!! , وإنما يدل دلالة قاطعة على نسبية التصور العقلاني
العلم يقول : ( كون من لاشيء ) لأن الفيزياء أصلاً لا تؤمن إلا بوجود الشيء من شيء قبله , وهكذا تسلسل رجعي إلى أن انتهى العلم بالوصول إلى السبب المادي الأول الذي تنحدر منه باقي الأسباب , عنده تتوقف على الفور السببية الكلاسيكية وتنتهي الحتمية التقليدية , ولم يعد للعلم المادي دور في البحث عن وجود العلة الأساسية الواجبة الوجود في وجود السبب المادي الأول , ويقف عاجزاً حتى يخضع للعلم التجريبي وفلسفة الفلاسفة التي تحمل العالم الفيزيائي إلى الإيمان ب ( وجود قوة خفية هائلة تختلف في كنهها وطبيعتها عن المادة , وفي نفس الوقت هي التي وراء وجود وتسيير هذا الكون بالصورة الحالية , ومراقبة عمل الإنسان الممتحن في هذا الكون اللي اتنشأ خصيصاً لغرض تدريبه وتأهيله وامتحانه فيه , وهذه القوة أو الذات العُليا صحيح هي خفية عنا بذاتها لكن يمكن للعلم التجريبي استكشاف آثار صفاتها ) .
والفلسفة تقول : كل موجود لابد له من واجد واجب الوجود - وهنا - لا يلزم منه الاشتراك في الحقيقة والكيفية
يعني لا يلزم منه اشتراك الواجد والموجود في حقيقة وكيفية واحدة - فالواجد روح والموجود مادة
ولذلك نقول : ( الخالق روح ) هو السبب الروحي الواجب تسبب في وجود ( الجسيم / المادة ) السبب المادي الممكن
الأصل في الوجود هو الوجود المطلق لذات الواجد وهو معيّن مختص بذاته لا يشركه كنهه شيء , أما الوجود النسبي للكون فهو معيّن مختص بذاته لا يشركه طبيعته شيء , فيجب أن نفصل بين ذات الفاعل وذات الفعل ولا ننكر الارتباط فيما بينهما من حيث المعنى ( أي أن الفاعل موجود في فعله من حيث المعنى وليس من حيث الذات ) , والدليل ظهور بصمات الفاعل في فعله وهذه البصمات هي ظهور آثار فقط صفات ذات الفاعل , فإذا تجلت في الفعل أو الحدث آثار صفة من صفات الفاعل كالرحمة أو الكلام مثلاً , فذلك يدل على أن الفاعل موجود في فعله من حيث المعنى ويتصف بالرحمة أو الكلمة , وهكذا باقي الصفات
وهكذا يمكن أن نعرف صفات هذه القوة الخفية العليا من خلال العلم التجريبي إذ أن من أدواته ( التفكر والتدبر والتصور والتخيل والتوقع والتحليل والتجريب ثم الاستنتاج والتعقل )
والفاعل القادر على نشأة الشيء ( الوجود ) في اللاشيء ( العدم المحض ) بكن فيكون هذا هو الإله الذي يستحق العبادة , فنحن صحيح لا نرى الفاعل الحقيقي أي الذي بدأ نشأة جسيمات النانومتر الأولية ( بكن فيكون ) سواء المتغيرة التي تظهر وتختفي أو الثابتة كالكواركات في الفراغ الكمومي لبروتون نواة الذرة , ولكننا خُلقنا في هذا الكون المادي إذ وجدناه يتضخم ويتسع حتى وصل إلى حالته الحالية التي هو عليها ونحن منه
والعلم هو الذي أثبت أن فعل الفاعل لازال مستمر , بمعنى أنه لازال استمرار نشأة الجسيمات الكمومية الثابتة والمتغيرة في الفراغ الكمومي لبروتون نواة أي ذرة من ذرات الكون , حيث أن الجسيمات المرصودة حاليا التي يؤكد العلماء استمراية نشأتها , والتي يتكون منها بروتون نواة أي ذرة من ذرات الكون لدليل قاطع على أنها هي هي نفس الجسيمات التي تكوّن منها أول بروتون لنواة أول ذرة نشأة في هذا الكون , ولا زالت أيضاً نشأة هذه المادة ( الجسيمات ) مستمرة , يعني :
01 الجسيم ............................................ كالقالب
02 كل تجمع جسيمي يكوّن بروتون ................ كالحائط
03 وكل تجمع بروتوني يكون ذرة .................. كالمنزل
04 وكل تجمع ذري يكوّن جزيء ................... كالقرية
05 وكل تجمع جزيئي يكون عنصر ................. كالمركز
06 وكل تجمع عنصري يكون مركب .............. كالمحافظة
07 وكل تجمع مركبي يكون نجم .................... كالدولة
08 وكل تجمع نجمي يكون مجرة ................... كالأمة
09 وكل تجمع مجري يكون كون ................... كالأمم
10 الأكوان ..................................... كالمجتمع الدولي
يبقى الجسيمات فالبروتونات فالذرات فالجزيئات فالعناصر فالمركبات فالنجوم فالمجرات فالكون فالأكوان , يعني الجسيمات تتطور حتى تصي أكوان , هكذا تنشأ المادة بفعل فاعل لا نراه بأم أعيننا ! , ثم تتطور تلقائيا مع نفسها وفق قوانين المادة , لكن في اعتقاد الملحد أن الفاعل لابد أن يُرى ويظهر مهما كانت طبيعته , ولا ينفع الإعلان عن نفسه فقط من خلال جسيمات خلقها في الفراغ الكمومي وتركها تتطور ذاتيا , وهنا مكمن الخطأ !!
نقول للملحد إن ظهور الإله الخالق لهذا الكون برمته يتعارض مع حكمة الإله الممتحن الذي يُريد امتحان النفس البشرية في كون مادي أنشأه في العدم المحض خصيصاً لهذا الغرض , إذ كيف يكون امتحان ( ابتلاء ) النفس البشرية في وجود الممتحن؟؟!
وتبنّي العلم لنظرية اتساع الكون وإثباتها أكبر دليل على أن الكون حادث وليس أزلي , وخلق الكون لم يكن من خلق جسيمات أولية في العدم المحض دفعة واحدة وانتهى الأمر , ثم ترك الكون بعد ذلك يتطور ويتسع إلى أن وصل إلى ما هو عليه الآن , إذ لو كان الأمر كذلك لما رصدنا نشأة جسيمات ولتسببت الانفجارات الكونية في زوال الكون , بل الصواب أن عملية خلق الجسيمات في العدم المحض عملية مستمرة ولا تنتهي إلا يوم القيامة , والدليل استمرار ظهور واختفاء جسيمات أولية في الفراغ الكمومي لكواركات البروتون , وهذا دليل على استمرار عملية الخلق وبالتالي اتساع رقعة الكون , وعملية الخلق وعناية الذات العُليا الخفية دائمة ومستمرة لهذا الكون منذ نشأته وحتى نهايته , ولو لم تكن عملية خلق الجسيمات مستمرة لما اتسع الكون!! , لذا هذه القوة العُليا الخفية التي وراء اتساع هذا الكون هي التي أخبرتنا عن أفعالها , وقالت ( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) يعني :
01 أول لبنة من لبنات هذا البناء هي الجسيم ,
02 وكل مجموعة جسيمات بتكون بروتون ,
03 وكل مجموعة بروتونات بتكون ذرة ,
04 وكل مجموعة ذرات بتكون جزيء ,
05 وكل مجموعة جزيئات بتكون عنصر ,
06 وكل مجموعة عناصر بتكون مركب ,
07 وكل مجموعة مركبات بتكون نجم ,
08 وكل مجموعة نجوم بتكون مجرة ,
09 وكل مجموعة مجرات بتكون كون ( سماء) ,
10 وكل مجموعة أكوان بتكون أكوان (سماوات)
وهكذا يظل نشأت الجسيمات ( اللبنة الأولى ) وتطورها مستمراً إلى أن تشاء هذه القوة العُليا الخفية ( الله ) بالتوقف نهائيا عن عملية إيجاد أو خلق الجسيمات , وبالتالي يتوقف تطور واتساع الكون ويضمحل ويُطوى صفحات هذا الكون المادي كطي السجل للكتب كما بدأ هذا الخالق أول خلق خلقه يُعيده إلى العدم المادي , في العدم المحض ( الفراغ الكمومي ) , إذ لا حاجة للكون المادي عندئذ بعد أن تم تدريب وتأهيل الأنفس البشرية لتكون بالصورة التي ينبغي أن تكون عليها , لتعود وتعيش هناك إلى الأبد في عالمها النوراني الأصلي الذي أتت منه مع مخلوقات سامية أخرى وهي الملائكة ( وبذلك ينتهى دور المادة والطبيعة )
يقول البروفيسور جون لينكس: إن قوانين الفيزياء ما هي إلا وصف للعلاقات بين المادة , ولا يمكنها أن تخلق المادة
تحياتي للجميع 
|