مثلا يقول المحقق جعفر السبحاني في كتابه الالهيات :
لقد جاء قومه بهذا القرآن وبلاده آنذاك جرداء بلا مِراء، كبعض القُرى الوحشية، ببطنان بوادي أفريقيا، وخُلْوٌ من وسائل العلم والعمران، وأهلوها البسطاء صفر الأكف من وسائل الرقي والحضارة.
وكان الحجازيون من العرب ترتكز دائرة معارفهم، في أسواق عُكاظ ومواسم الحجيج والنوادي، على الأُمور التالية:
1 ـ أنساب القبائل والخيل.
2 ـ القصائد والأشعار في التهاني والمراثي، والحماسة والإغارة.
3 ـ علم القِيافة
4 ـ علم العِيافة
5 ـ علم الفِراسة
6 ـ علم الزجر
7 ـ علم الرّيافة
8 ـ تأويل الأطياف.
9 ـ أنواء النجوم وأسماء الكواكب، والظواهر الجوية.
10 ـ الطب، وكان لا يتجاوز الكي والميسم وعقاقير الحشائش
11 ـ الموسيقى، وكانت لا تتجاوز حدّي الإبل.
12 ـ سحر النفّاثات.
13 ـ الكهانة والعرافة.
14 ـ الصنائع البدائية، ولا تتجاوز صنع السهام والأقواس والرماح والجنان.
فهذا مبلغهم من العلم والكمال. وأين هو ممّا جاء في القرآن الكريم في مجال العقائد والمعارف والتشريع العادل، ونظام المدنية والأخلاق الفاضلة، والأخبار الغيبية، إلى غير ذلك
فمن لاحظ هذا المعهد البسيط، يذعن بأنّ من الممتنع أنّ يخرج من هذا الحقل القاحل، شخصية فذَّة كشخصية النبي، وكتاب مثل كتابه، إلاّ أن يكون له صلة بقدرة عظيمة مهيمنة على الكون.
وهذا أحد الشواهد الدالّة على أنّ الكتاب ليس من صنع النبي، بل هو كتاب سماوي)
|