كان الرسول والمحيطون، به مثل أبي بكر أو عمر.. وسخين كالمتشردين والشحاذين، لحاهم طويلة جدا كصدام وسكان الكهوف ومجانين الشوارع، لكن عندما قرروا أن يشكلوا عصابة إجرامية تمارس السطو المسلح وتذبح وتغتصب وتقتسم الغنائم وتعطي خمسها لله المزعوم، وعرفوا أنهم سيدخلون بلاد بني الأصفر، أدركوا أنه لا يمكنهم الادعاء أن رئيسهم نبي أرسله الله، وأنهم يبشرون بدين جديد، وهم على تلك الحال المزرية من الاوساخ والعفن واللحى الكبيرة، وكيف ينكحون غلمان وأطفال بني الأصفر لأن الله أمرهم بذلك، وهم غارقون في الأوساخ. فكانت أولى التعليمات أن يمسحوا بالماء ثلاث مرات مواضع محددة من الجسم وسائر طريقة الوضوء المعروفة، وقد وجدوا هذا كثيرا في ذلك الوقت، ووجدوا فيه مشقة، خصوصا وأنهم في صحراء لا ماء فيها، فأجازوا استبدال الماء بالتيمم بالتراب، لندرته، والتيمم خربطة لا معنى لها، وأمرهم بأن يقصوا لحاهم الطويلة لتصبح ذات شكل معقول ومقبول، فبقيت اللحية المعتدلة كذلك سنة.
رغم أن فكرة قص اللحى الطويلة رفضوها في البداية رفضا باتا، فالرجل الفحل عندهم يجب أن تكون لحيته كلحية الأسد يختفي داخلها رأسه الفارغ.
هذه صورة لبدو الجزيرة العربية من مطلع القرن العشرين.

وعلى كتفي ضبِي.. وأنا أمشي.. وأنا أمشي..
/
/
وعلى كتفي وزغي.. وأنا أمشي.. وأنا أمشي..
تحياتي