تغير الاخلاق والعادات لايحصل بالاتفاق والانتخابات!!! فهو يحدث بمرور اجيال وبلاوعي
بلا وعي! اذن ما قاله مايكل روس الفيلسوف الملحد صحيح… أن الاخلاق هي مجرد وهم!
فالمسألة بصورة اساسية تعتمد المقارنة
يعني رأي شخصي بالنهاية، انت الذي سيقارن وانت الذي سيقرر أساسا على... ماذا؟
لا يوجد أسس موضوعية نرجع اليها في هذه المقارنة! انت تقرر ما يناسبك وانا سأقرر ما يناسبني.
وهنا تسقط في التناقض، ستحاسبني على ما قررت أنت أنه اخلاقي بالمقارنة، وسيصبح هذا المعيار(الشخصي) سيصير (موضوعي) وتلزم به غيرك!
هل تستطيع ان تستوعب هذا المأزق الالحادي التعيس الذي تعيشه؟
مثلا من يسبب بؤس اكبر
الأخلاق نسبية صح؟ هذا يعريها من اي جوهر او قيمة مطلقة.
اذن لماذا يكون بؤس غيري معيارا لي؟
أنا لم أقرر هذا!
اسمع وركز…
أنت ملحد، مشكلتك لا تقف عند انكار وجود الله بل هذه مقدمة لوقوعك في التناقضات والمتاهات الاخلاقية وانكار الضروريات العقلية.
الانسان نشأ بالصدفة ويتحرك لا اراديا من خلال تفاعلات بيو كيميائية وسيموت كل شيء في النهاية… صح؟ وعلى هذا فلا يوجد قيمة ذاتية للانسان (ضريبة الحادية).
وأي شعور بوصف البؤس انه خطا او صواب هو مجرد شعور اعتباطي وليد الصدفة العشوائية… فلا يمكن ان تصف هذا حق او باطل.
وان كان تسبب البؤس للناس غير اخلاقي عندك، فهو عندي أنا اخلاقي! لماذا تدينني وانا لا التزم بنتيجة مقارنتك الشخصية الذوقية؟
انت تعلم ان كل لديه تشريعات خاصة تتعارض مع الدين الاخر..فالاديان جاءت بعد فترة من الحضارة وهي مثال واضح لتبدل الاعراف والتشريعات..
أقدم الحضارات كانت تدين بشيء ما، الالحاد هو الطارئ وليس العكس وهذا قول كثير من المتخصصين.
معيارنا في الاخلاق معيار غير مادي، نؤمن باله مقنن لقيم الخير والشر، زرع هذه القيم في الانسان الذي خلقه لغاية وقصد... كل انسان يولد بهذه الفطرة.
كيف بعد هذا تقول ان الاخلاق غير موضوعية!؟
هناك مدارس اخلاقية بكاملها عارضت العبودية في اليونان كالرواقية والابيقورية
أنا لم أسألك عن خيالات فلان وآماني علان… سألتك عن منظومة قانونية فعلية تعاملت مع الرق بأحسن ما تعامل به الاسلام.
وصدقني لن تجد! لأن الاسلام تعامل بذكاء ومسؤولية نحو الظاهرة، لم يأمر بتحرير العبيد مرة واحدة كما فعلوا في امريكا وقتل ربعهم بالجوع والامراض نتيجة ذلك، ولكنه أعطى الحرية في يد العبد وحسن كثير جدا جدا من حاله.
وظف من حررهم لمصالحه السياسية وهو لم يحارب الرق للرق ذاته انما وظف هذه المسألة لصالحه
هذا يمكن ان يقال على كل شخص يأتي بفضيلة، ولكن وبما أننا لا نستطيع الكشف على نوايا الناس يجب ان نعترف لهم بفضيلتهم وأنت الى حد الان جاحد للمعروف.
هذا يدل على حقد وعدم حيادية في الطرح.
وهل هذا العبد اخذه السيد كحق ..فهو في الغالب مأسور في حرب من مجتمع اخر او تم شراءه !الخ .
بالتأكيد… لكنه يبقى في ملكيته، دفع مال من أجله وله الحق في ان يسترد ماله!
الاسلام يجازي على العتق ويحض عليه قبل ان يطلب العبد بالتحرر... وبعد ذلك الاسلام يجبر السيد على المكاتبة والتساهل في عملية التحرر، يأمر الدولة بان تتدخل ايضا (من المال العام) وحتى الناس (من خلال الصدقة)... وحتى لو لم يتحرر فالسيد مجبر على معاملته كابن!
فاذا هرب العبد فقط لانه أراد الاحتفاظ بالمال او سرق مال او شيء كهذا... فهو فعلا آثم.
اما اذا هرب لاسباب اخرى كسوء المعاملة او الضرب… فهنا حكم اخر لا يدخل في معنى الحديث.
|