هرة يحبها أحمد مؤبدا 11
ضحكت غروم وهى تضم احمد بقوة وتغمر وجهه بالقبلات وقالت. اشعر معك كما تشعر رفيقات الدكتور هوو فى المسلسل. اجد نفسى فى زماننا وعصرنا وبايحاء وتنويم وصوتك الرخيم واغماض اعيننا وتشابك ايدينا. فافتح عيونى بعد جزء من الثانية فاجد نفسى معك فى مكان وزمان اخر. قال احمد. انها الموهبة التى منحنى اياها الاب الكونى واسرته وسكرتاريته النورانيون. يحبك ويحبنى كثيرا وشاء هو واسرته ان نكون مثلا وقدوة فى الحب والعلمانية والتنوير والحرية والمحبة والسلام. وها قد وصلنا الى منزلك فى حمص يا غروم بعد عشرين عاما اى فى عام 2039. فهل تحبين بعدما تشبعين من اسرتك هنا ان نتوجه الى مصر الستينات حيث ناصر العظيم. حيث لا راسمالية متوحشة ولا سيسى ولا ساداتيات ولا تفاهة فنية او ثقافية. ولا بترودولار ولا اخوانية ولا سلفية. حيث لا حجاب ولا نقاب ولا عباءة خليجية ولا جلباب خليجى. مصر الستينات حيث الاكتفاء الذاتى وتوظيف الخريجين الجامعيين كما يليق والذين تحتاجهم الدولة التقدمية كلهم وحيث الاسعار الرخيصة المعقولة. وحيث لا نسوية متطرفة ولا قائمة اثاث ولا مؤخر صداق ضخم ولا شروط كتابة الشقة باسم الزوجة الخ.
ام تراك تفضلين ان نذهب الى كوكب ارض مواز فى كون مواز فشل فيه الغزو العربى قبل الفية ونصف. ونجت بيزنطة وفارس وتقدمتا وتطورتا كتطور اوروبا والصين وروسيا والهند الخ. فاصبحت دول الشرق الاوسط علمانية متحررة كالغرب نصفها الاسيوى بما فيه الحجاز ونجد واليمن والعراق وباكستان وافغانستان زرادشتى متنور. ماعدا سوريا الكبرى واسيا الصغرى كلتاهما مسيحية متنورة. ونصفها الافريقى مسيحى متنور كاوروبا وامريكا وكروسيا والصين والهند اى مصر والسودان والصومال وليبيا والجزائر والمغرب.
قالت غروم وهى تفكر ووجهها مبتسم. كلا الخيارين رائع وكله اغراء. ولكن لا تحدثنى عنهما او عن غيرهما الان. دعنا نستكشف اسرتى بعد عشرين عاما. كم انا خائفة. قال احمد. يا روح قلبى الحوتية يا ثقيلة النهدين ووضيئة الوجه وطيبة القلب ومتنورة العقل وحلوة الروح يا قطة حمص وسوريا وسائر المشرق. لقد رايتهم بنفسك على السفرة. وتكلمنا مع نورس عام 39. وضممت اولادك الاربعة الى صدرك. واستغربوا جميعا منك ومنى. وقالوا من انتما. انكما تشبهان ابانا وزوج امنا وامنا من عشرين عاما. ارايت كيف ملاتهم الدهشة والذعر ولم يصدقونا بسهولة ونحن نخبرهم اننا من الماضى جئنا واننا لا نشبه اباهم وزوج امهم وامهم. بل نحن بالفعل ابوهم وزوج امهم وامهم. قالت غروم. نعم رايت. قال احمد. ورايت كيف انك فى الخامسة والستين لا تزالين نضرة وضيئة مرحة وبصحة جيدة وفى غاية السعادة. قالت غروم. نعم رايت ولكن لعل ذلك لاننا اصبحنا انا وانت خالدين مثل سيد الزمن التايم لورد دكتور هوو بمشيئة الاب الكونى امونرع زيوس وزوجته واسرته تمهيدا لتكريمنا بنهاية حياتنا ورفعنا لنكون كواكب او نجوما او كوكبات او مجرات يا احمد. قال احمد. لا. ذلك لا يمنحك تلك النضارة والوضاءة والسعادة والطيبة والابتسامة اللطيفة والصحة. بل لانك تعيشين حياة سعيدة مع اسرتك الكبيرة كما كنت تتمنين. وليس كما كنت خائفة جدا الا تتحقق. وانا ايضا كنت خائفا جدا. يا حوتيتى الحلوة يا غرومى. يا روح قلبى. اطعتنى واسعدتنى واحتويتنى وغمرتنى بانوثتك وحنانك. واشبعتنى جسديا وجنسيا ورومانسيا وقلبيا وعقليا وروحيا. واسعدتنى بنحتك ورسمك ونهمك للعلوم والفنون والاداب والرياضة الاولمبية. وفنونك النسوية التى تتقنينها كامى من تريكو وكروشيه وكنافاه ولاسيه وتفصيل ومكرمية وحياكة. يا من جمعت محاسن نساء كل الابراج وكل البلاد يا اسدية عراقية وجوزائية تونسية وجديية عراقية وقوسية مصرية وعذراوية لبنانية وحوتية سورية وحملية وسرطانية وعقربية ودلوية وثورية ليبية وميزانية اردنية. عانقته غروم بقوة وشدة وتاثر وقالت. تنقلنى من الخوف الى الطمانينة بغمضة عين بكلماتك ووجهك وحضورك. وتشعرنى كانى كل النساء يا عذراوى.
كانا يتكلمان وقد خرجا من منزل غروم ونورس واحمد. الى السهول الخضراء والغابات السورية والينابيع المترقرقة والبحيرة القريبة. جلست غروم تحت شجرة الفيكس نتدا الضخمة الكثيفة الظليلة المعمرة مئات وربما الاف السنين التى اعتادت ان تجلس تحتها دوما تحادثها وتكلمها وتحكى لها عن حبها لنورس وحبها لاولادها منه وحبها لاحمد وحبها لاولادها منه. وتحكى لها عن امها وابيها واختها واسرتها.
جلس احمد على العشب جوارها وضمها بذراعه من خلف عنقها الى كتفه. قالت له غروم. اتدرى يا احمد لعلى لست سورية خالصة. قال احمد. كلا لا تقولى ذلك يا امراة. انت سورية ابا عن جد ولقد حدثتنى من قبل عن جدك وما حدثتك عنه من شجرة عائلتكم الممتدة حتى زنوبيا وحتى السوريين والفينيقيين. قالت غروم. لقد كان يبالغ يا احمد. ولعل حالك مثلى. لست مصريا فرعونيا كمتيا خالصا. ولعل لى جدة عراقية مثلا او ايرانية .. جدة عليا اقصد منذ عدة مئات من السنين. او جدة قرطاجية فينيقية. او جد اغريقى او رومانى او بيزنطى او جرمانى. من يدرى عزيزى. فاكون انسانة عالمية. وان كنت احس نفسى سورية خالصة واحسك كمتيا خالصا رغم كل شئ. انا شخصيا اشعر بعنفوان الحب يجرى فى دمى بجراة صديقاتك العراقيات الفيسبوكيات التى حدثتنى عنهن فى كتاباتهن مارى انطوانيت ولبنى يونس. وجاذبية الحوتيات القاتلة فى صديقتك العراقية نبأ سعيد على. وصديقتك المصرية شيماء عبد الله بتاعة الكاريزما. واشعر بعنفوان الحب والرغبة الذى لدى اليزابيث تايلور وميلانى جاجر وايفا انجلينا. ولعلك لك جد فاطمى او جدة مملوكية او تركية عثمانية او جد اموى او بيزنطى ايضا.
خلع احمد الحذاء العالى الكعب الكلاسيكى المقفل من قدمى غروم. ولم تكن ترتدى جوربا. وقبل قدميها الحافيتين فى خشوع وحب كعادته معها دوما. ثم تناول وردة حمراء زاهية وسميكة من ارض العشب وقطفها ووضعها فى شعر غروم الوفير الناعم الغزير الطويل. وقبل خدها وهو يقول لها. انت وردة حمصية سورية سريانية اصيلة سومرية فينيقية اشورية بيزنطية فارسية لكن سورية اصيلة. والا لكانت هذه الوردة التى غرستها فى شعرك يا ربتى والهتى. وردة ايطالية من طرقات ايطاليا الرومانية او فارسية من المدائن سوسة الزرادشتية. خلع حذاءه ايضا وجلس جوارها مرة اخرى وبعدما كانت يداه تداعبان قدميها. اصبحت قدماه تداعبان قدميها. نظرا معا وهما يتبادلان القبلات والعناق بشراهة وشغف فوجدا امرا استرعى انتباههما. لقد كان مكتوبا ومنقوشا غائرا على منزل غروم على خشب ابنوسى او بنى محروق بلون ذهبى نشيد مصر بلادى بلادى ونشيد سوريا حماة الديار لكن بعد اضافة عناصر وملوك فراعنة وسريان اصليين بالنشيدين كما كان هناك افيش ورقى لغروم واحمد فى مسلسل باسم حتشبسوت ومسرحية. مسرحية ممتدة اذاعتها وتمثيلها وعرضها فى مصر وسوريا لخمس عشرة سنة حتى الان.
ضحكت غروم فى سرور وقبلها احمد من خدها وعنقها وفمها وشعرها. ثم اخرج من جيبه طلاء اظافر بنفسجى. وبدا يطلى اظافر يدها وهو يتناولها ويقبلها. قال: لون اليوم المناسب يا حلوة. واخرج خلخالها الذهبى السميك ووضعه حول قدمها. وكذلك قرطها واسورة كتفها الثعبانية. قال لها كم انت فاتنة دوما يا حوتيتى الحلوة.
شعرت بالبرد لما كشف ذراعها فاعاد عليها معطفها الجميل الشتوى الانثوى. قال لها وهو يقبلها. الا ناتى بولد وبنت اخرين يا غروم. قالت فى غضب. كلا الا ان اردت موتى. لقد نجوت من الموت باعجوبة. الا ان تحملهما فى بطنك انت. ثم ضحكت بشدة وقالت. اتريد ان تنافس نورس وتقهره بعدد عيال اكبر. ان مقامه فى قلبى لن يقل وانت تعلم. قال احمد. بل اريد منك قبيلة كاملة يا غرام. غراميم كثيرون وكثيرات. ولو برحم صناعى ولكن بحيوانى المنوى وبويضتك. قالت غروم. يكفى اولادنا الاربعة فيهم الخير والبركة يا احمد. ثم تالمت قليلا. فقال. ما بك يا روحى ؟ قالت. نهودى الثقيلة بالحليب تؤلمنى وكرنكى السفلى كما تسميه او غروم الصغيرة ذات الشفاه الوردة المتهدلة ذات البتلات وزر الورد. اشعر بالحكة فيه والافرازات. قال احمد. لم ؟ قالت ضاحكة. من كثرة استعمالك يا ذا المسلة والآر بى جيه فانت لا ترحم. ضحك وقال. حسنا يا ام المدافع الثقيلة. المدافع امرها سهل تعليب الحليب فى زجاجات وتصنيع الجبنة والقشدة والزبدة الغرومية منها. قهقهت غروم وقالت. كنت اعلم انك ستقول ذلك يا قذر. ثم قال. اما الحكة والافرازات فى كرنك غروم. فاللبوس والدش المهبلى والمراهم عندنا وليست المرة الاولى التى اعالج فيها حبيبتى وادهن لها لتشفى واسعد بشفائها. قالت ضاحكة. تماما كما تفعل لك غروم مع بروستاتتك العنيدة. قال. نعم.
ظل احمد ملتصقا بجنبه بغرام. التصاق الابن بجسد امه. واخذا يثرثران فى كل مجال. وهما ينظران الى السماء والى المنزل والى الارض المعشوشبة الخضراء واشجارها ويتشممان عبقها. ومن ان لاخر يقبل خدها فى حب وتضم هى يده بيدها مثل الهرة.
مكثا اكثر من ساعتين هكذا وعيونه تتاملها من شعرها ووجهها حتى ملابسها الشتوية الانيقة وقدميها الحافيتين. ثم قررا الدخول الى المنزل. حيث التقت غروم بالاولاد الاربعة فى عناق باك. وملهوف. وقررت الكلام مع غروم عام 39 عبر الهاتف الذكى كيلا يلتقيان فيتدمر الزمكان بالتناقض.
|