عرض مشاركة واحدة
قديم 05-23-2019, 11:50 AM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [9]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
افتراضي

هرة يحبها احمد مؤبدا 9

ارتشف محمد محمود كوب الكاكاو الخاص به بهدوء الان وقد انهى قصته الملتهبة المحمومة مع حبيبته المتزوجة المصرية الصعيدية الاخميمية التى من العاصمة البطلمية شمس او كما يسميها شروق ياقوتى منير أفلاكه آسرة. وكان احمد مذهولا مما ذكره له محمد محمود. ولم يحر جوابا طوال القصة. ثم قال محمد مضيفا. كم اود ان اخطفها واهرب. لا ادرى هل ستبقى تحبنى ام تعود لزوجها وابنها. وتربى ابنى على انه ابنه. فلقد مارست الحب معه لما علمت بالحمل. للتمويه والاحتياط. لئلا يشك فى شئ... هى فى حيرة هل تحسم امرها لصالح احدنا ام تبقى تختلس اللحظات منه ومنى. هل ياتى يوم تقرر فيه التضحية بزوجها وابنها من اجلى. اريد ذلك يا احمد. اريده واتمناه بشدة رغم انانيته. اريد ان اخطفها واهرب بها الى دولة اوروبية. او نهرب الى منتصف القرن التاسع عشر فى بريطانيا. او حتى فى مصر الخديوية. اتعلم قبل رحيلها فى هذه المرة الثانية. قبلت قدميها الجميلتين الحوتيتين كثيرا. وتاملت بياضها العجيب وبدنها البض الممتلئ نسبيا رغم انها ليست بدينة على الاطلاق. لكن لا يبدو ان لديها عظام فى بدنها. بضة وطرية ولحمية جدا. كحلتها بنفسى والبستها حليها. عطرتها. ونزعت طلاء اظافرها ثم طليت اظافر يديها وقدميها مرة اخرى باللون البينك. والبستها كعبها العالى الابيض المقفل الكلاسيكى. قلت لها كم اود لو البسها تاجا كمليكتى الحوتية. وان ترتدى لى بالمرة القادمة فستان زفاف ابيض زفافنا.

قال احمد. من الواضح انك تحبها كثيرا. اتمنى ان تتمتع برفقتك للابد يا صديقى العزيز. والا تتركك ابدا. عانقه محمد محمود شاكرا له شعوره الجميل. وانصرف كل منهما الى حال سبيله.

سار احمد فى شوارع القاهرة على غير هدى.. من حى الى حى ينتقل. من متحف الى متحف. ومن حديقة الى حديقة. ومن كورنيش نيل الى كورنيش. يعبر للجيزة او يسير الى حلوان. لا يشعر بقدميه او تعبها.. لا يدرى كم ساعة سار. يجلس على اريكة او مقعد مقهى مكدودا. ويتامل كل معلم وتاريخ بالقاهرة الخديوية والفاطمية والمملوكية والعلوية والقبطية... من الروضة الى المغربلين وشارع المعز. والى وسط البلد وحلوان. والى شبرا وعين شمس ومصر الجديدة والعباسية. كلها اماكن لا يزال عبق غروم منتشرا بها. عيونها الجميلة الدقيقة تطل عليه من كل مكان. ومن كل مبنى وبيت وعمارة. ابتسامتها السورية الحمصية الطيبة واشجار ضيعتها يراها فى كل لافتة شارع قاهرى او جيزى يمر به. وفى كل نسمة ذات عبق ما عبق ورق او عبق خشب او عبق ورد او عبق سندوتشات مدارس الطلاب. عبق الستينات او عبق افلام الابيض والاسود. زمن القاهرة الممتد لالف سنة واكثر يبعث اليه بعبقه المتنوع مشفوعا بشعر غروم ووجه غروم ويدى غروم وقدميها .. وبرجها الحوتى. وضيعتها الحمصية السورية. نهرا الفرات وبردى يصبان فى مياه النيل امامه بفعل يد غروم الالهة العظيمة بنت الاب الكونى واسرته. الملكة السريانية والاميرة النبيلة البيزنطية. التى تحمل فى احشائها اميرا واميرة من صلبه. صلب امير المؤمنين الملك الفرعون الامبراطور الرومانى ابو خوفو الكمتى احمد حسن بن تحتمس وحتشبسوت ورمسيس وخوفو ومنكاورع واحمس وخعمررنبتى. امبراطور الحلم الممتد دائما واختصار حروفها اسمه. حول السنين والنجوم واختصار حروف هذا اسم ابيه. المتجنب حياة مليئة بالدموع اسم جده. الاكثر ايمانا بالحريات من مصر دولته هذا اسم والد جده...

تحمل اميرى واميرتها. اميرها واميرتى. اميرنا السريانى الكمتى الاصيل والامازيغى ايضا فسريانية غروم وفنيقيتها تختلط بدماء الامازيغ منذ الاف السنين بالهجرات والمستوطنات. واميرنا السريانية الكمتية الاصيلة والامازيغية ايضا. اميرانا اللذان يحتويان كل الشرق الاوسط وشمال افريقيا باكراده واتراكه واسرائيلييه وخلايجته ومغاربته ومصرييه وسورييه سوريا الكبرى.

كيف حالك الان يا غروم. تساءل احمد وهو جالس يتامل نيل المعادى الواسع جدا ومياهه الهادئة المترقرقة. وقرر ان يسترخى ويسافر اليها بالايحاء. لم يعد يطيق وحدته. لم يعد يطيق قرارها بالفراق المفاجئ والغريب. لم يعد يطيق كوكب ولا تانيب امه له وانحيازها لكوكب وضد غرام.



  رد مع اقتباس