هرة يحبها احمد مؤبدا 8
نهضت غرام من نومها فى كسل وكآبة بمنزلها فى حمص بسوريا. اسرعت الى الحمام لقضاء حاجتها. ولما خرجت نظرت الى زوجها نورس المستلقى على الفراش جوارها. نظرة من يملك نصف ما يريد ويطمع فى النصف المفقود. تحسست بطنها المرتفعة الان وقد بلغ حملها بتواميها من احمد خمسة اشهر. سعد نورس كثيرا بالحمل وهو يظن نفسه الوالد للطفلين القادمين. اعترت غرام رعشة خوف حين تساءلت عما سيكون مصيرها ومصير احمد ومصير الطفلين لو علم نورس بالحقيقة وبما جرى فى الاشهر الثلاثة السابقة فى الزمن وهو يظن انها معه. بينما نسختها المستقبلية عادت ثلاثة اشهر للخلف والى القاهرة مع حبيبها وزوجها الثانى احمد.
قررت ارتداء جلبابا فضفاضا غير الذى فقدته بالقاهرة .. ااختلس احمد هذه الاشياء التى تخصها ام هى من منحتها له ام فقدتها ونسيت مكانها. لقد احتال عليها عقلها وجعلها تنسى كثيرا من الامور. ولولا انها لا تزال صغيرة فى الاربعينات لقالت انها قد اصيبت بالزهايمر.. لقد اعتراها الاكتئاب منذ سافرت وتركت احمد دون ان تودعه او تخبره باى شئ. لقد جرح كبرياؤها حين علمت بامر كوكب. ولكنها بامومة وحنان ايضا غفرت لاحمد ذلك وبررته بحبه لها وياسه منها فاصطنع لنفسه غروم مصرية وجدها بالمصادفة. لكن ضميرها الحوتى الطيب ايضا جعلها تدفعه للزواج بالفتاة المصرية شبيهتها وهى شابة. رافة بالفتاة المسكينة التى اضناها حبها لاحمد. كما انها تعلم انها لن تدوم لاحمد فاما ان الحمل سيقتلها كما تتشاءم وتتوقع. او ان نورس سيعلم بالامر ويفرق بينهما او اولادها يفعلان. او على الاقل ستكون نصف مكرسة له. وهذا ظلم له. هى تحبه بقوة. ولا تريد ان تهديه نصف امراة فقط. خاصة انها تحب نورس من الاعماق ايضا بنفس الدرجة والمقدار وتحب اولادها. هى ايضا خائفة وحائرة. خائفة ان تخسر اسرتها بسببه. وخائفة ان تخسره بسبب اسرتها. وحائرة بينه وبين نورس واولادها. فلعلها تريد طريقا سهلا للانفصال عنه. ولو بذريعة كوكب.
لكنها منذ تركته لم تهنا بنوم ولا عيش. واستوطنتها الكآبة والسوداوية. ولم تعد مرحة مبتسمة كذى قبل وبدات صحتها تتاثر وتتجه الى الخطر عليها وعلى الاجنة فى بطنها. ودعتها ابنتها لمى وابنها نزار. ذاهبين للامتحانات. ولم تذهب لعملها كمعلمة لانها قدمت على اجازة لستة اشهر قادمة من اجل ان ترتاح بسبب متاعب الحمل ومتاعب حبها لاحمد. خرجت الى الغابة الخضراء السورية الشاسعة حول منزلها. غابات حمص الرائعة. التى اعجبت احمد كثيرا. وقال لها انه يخطط لقضاء معظم شهور السنة فى هذه الغابات الحمصية ولو يشترى قطعة ارض او بيتا ريفيا سوريا مهجورا فى ضيعة او قرية قريبة من حبيبة القلب غروم. وعادت غروم بذاكرتها الى القلعة والسلطان حسن. والى مكتبات دار المعارف وهيئة الكتاب بوسط البلد ومكتبات سور الازبكية التى زارتها بصحبة احمد. وكذلك الجمالية وشارع المعز لدين الله الفاطمى. القاهرة جميلة ايضا يا حبيبى احمد. كم احبك واحب مصر كما تحبنى وتحب سوريا.
جلست على اريكة حجرية وسط الخضرة السورية الشاسعة. والتى تشبه كثيرا مروج المانيا وبولندا وتركيا واوروبا عموما. وهب نسيم بدايات الصيف ورفرف جلبابها الملون السورى السريانى. واخذت تتامل قدميها الحافيتين وقد اخرجتهما للهواء الطلق والعشب. كم تاملهما احمد بحب لم تره من احد سوى من نورس. كم قبلهما ولمسهما وبجلهما. ونظرت ليديها ونهديها تحت الثياب. والى وجهها فى مرآتها الصغيرة للمكياج. كلها بقاع احبها وبجلها وعبدها وخشع لها احمد وباركها بلمساته وقدسها وألهها.
لقد قال لها ذات مرة: ولو كنت على بعد وحدة فلكية. كلا بل سنة ضوئية. كلا بل فرسخ فضائى. ولو كنت يا غروم فى مجرة اخرى او عنقود مجرى اخر. فلسوف اجدك واعيدك الى ولو هربت الى كون اخر. وحين اقترب ستشعرين وتشمين ريح احمد. فتكتحلين وتتمشطين وتطلين اظافرك.
اخذت غرام تنتظر ان يجدها احمد. واخذت تتذكر كيف كان يضع راسه على حجرها او تندس هى كالهرة البردانة به وتتقوس كالجنين لصقه. وهى تتفرج معه على سورية دراما والتربوية السورية. وايضا على ميلودى كلاسيك. وعلى الالعاب الاولمبية والافلام الامريكية. وتذكرت كيف كانا يلعبان الادوار حتى فى الفراش وخلال ممارسة الحب ليست ادوارا تاريخية او خيالية فانتازية دوما. انما ادوار بورنوجرافية ايضا. تذكرت غروم كيف ان احمد يمكن وصفه مثلها ايضا بانه كينكى kinky. قال لها ذات مرة. اتعلمين يا غروم. اود لو استدعى نسخى الموجودة عبر التاريخ بتناسخ الارواح او نسخى الموجودة فى اكوان موازية وكواكب شبيهة بالارض فى نفس كوننا لكنها ليست ارضين موازية. ونقيم عليك حفلة جانج بانج او اختراق مزدوج... او نتنافس على حبك ورضاك يا امراة. وقتها قهقهت غرام لغرابة الفكرة. واليوم تبتسم. انه يحبها ولا يريد سواه معها. يريد نسخا من نفسه معها اى هو وحده معها ولو كان خمسة احمد او خمسون احمد نفسه من عصور مختلفة او كواكب او اكوان مختلفة.
فى تلك الاثناء. كان احمد لا يزال حائرا ايسافر لغروم ام لا يسافر اقصد بالايحاء طبعا وليس السفر الكلاسيكى. وبينما هو شارد فى منزله اذ اتصل به صديقه محمد محمود. رد عليه احمد على مضض خشية ان يتوسط لكوكب عنده. لكن محمد محمود لم يفتح سيرة لكوكب اطلاقا وهو امر غريب. حتى ساله احمد فقال القلب وما يريد. وانا لن افرض عليك اختى. ولن اخسرك صديقا ايضا فانت صديق العمر. بل لقد واسيتها ونصحتها بنسيانك والالتفات لحياتها. لكننى احببت ان ادعوك الى لقائى لاكلمك فى امر يخصنى استجد على.
ذهب احمد بالموعد والتقى بصديقه محمد محمود. سلمه محمد رواية بخط يده عنوانها شروق ياقوتى منير افلاكه آسرة. قال محمد محمود. بعدما علمت بقصة الحب العجيبة التى بينك يا احمد وبين حبيبتك السورية المتزوجة الناضجة ذات العيال غروم كما تدللها. فكرت ان اقلدك. ولكنى بالحقيقة لم احب سورية او امراة غير مصرية. ولكنى احببت امراة مصرية متزوجة ايضا ولها ولد واحد. حتى انها اصغر منك ومنى بعدة سنوات يا صديقى. لكنها حوتية مثل حبيبتك. ورقيقة نسبيا مثلها. وجذابة على الاقل بالنسبة لى. دعنا نسمها شمس لانى لا استطيع اخبارك او اخبار قراء الرواية باسمها الحقيقى لسلامتها وعدم احراجها. وقد لقبتها بلقب هو عنوان الرواية هذا.. تماما كما لقبت انت حبيبتك غرام بهرة يحبها احمد مؤبدا. لم تكن من القاهرة بل من عاصمة مصر الاسكندر والبطالمة ومصر الرومانية والبيزنطية. لكن اهلها من الجهتين اقارب ومن مصر العليا. من اخميم. كانت بيضاء رقيقة وفاتنة يا احمد. تعمل بمجال التنمية البشرية. كانت كاتبة ولها اراء سلمية وتنويرية كثيرة جدا وعلمانية. ورغم اننى مثلك لا احب الحجاب الا انها جذابة جدا فى حجابها الارجوانى الحريرى اللامع. اخبرتنى انها تعشق اللون الارجوانى فوق كل وصف. ورغم انها متفتحة للكلام معى ومع اصدقائها رجالا ونساء. الا انها كانت متحفظة كثيرا بمجرد ان شعرت بميلى العاطفى والجسدى لها. لانها متزوجة وتحب زوجها ولها منه ولد يدعى داود. كانت تنشر على حسابها بالفيسبوك اراءها الرومانسية وكانت شمس بحق كتلة من الرومانسية. حب جارف يمشى على الارض. قلت لها: اتعلمين ان رجل العذراء يعشق المراة الحوت جدا وهى الوحيدة القادرة على احتوائه واسعاده وقبوله بحنانها وانوثتها وشهوانيتها وجراتها وايضا تحررها وتنويرها.. وحتى لو لم تكن سنجل وكانت متزوجة فهو يتزوجها بروحه. تعجبت من تعبير يتزوجها بروحه. لم تكن تميل لنزعتى الخيالية التى تشبه نزعتك يا احمد. وكانت تحضنى على الاهتمام بالواقع اكثر. تعرفنا بالاساس عبر الفيسبوك. واستمعت لمحاضراتها فى التنمية البشرية. اذهلتنى ثقافتها وتنويرها.. وتمنيت لو كنا جيران او زملاء منذ الطفولة بالمدرسة والجامعة. قررت حضور محاضراتها بنفسى. وتوطدت معرفتى بها بالواقع اكثر. سافرت لذلك خصيصا من اجلها من قاهرة المعز الى عاصمة مصر البطلمية والرومانية والبيزنطية. جلسنا على كورنيش البحر الابيض. وتكلمنا كثيرا عن حياتها واسرتها وطفولتها. وعن حياتى ايضا. قلت لها بانى اود كتابة رواية تكون هى بطلتها وانا بطلها. فقالت ادخرها لشريكتك المستقبلية. قلت لها جمال هذه الرواية ان تكون مع شريكة مستحيلة لانها متزوجة بغيرى مثلا. وجمالها ان تقترحى على مسارها واتجاهها وترسمى مسارها ومسار حياتينا فيها. واقع بديل غير واقعى وواقعك. تعجبت من الفكرة ولم تقبل او ترفض. بل غيرت الموضوع. قالت لى انها ستمضى الاسبوعين القادمين مع اهلها فى اخميم. وانها مولودة فى عاصمة مصر البطلمية. وزارت القاهرة زيارات سريعة. وزارت اخميم فقط. سالتها الم تزر الاقصر ابدا. فاجابت بالتفى. كانت مثلى ايضا فى ذلك. قلت لها ساحجز فى لوكاندة فى اخميم. لنلتقى هناك لو سمحت وترينى مدينة اصولك واجدادك يا قطة الصعيد.. ذهبت اليها يا احمد. وكانت مترددة من ذهابى واقامتى هناك. جلسنا امام نيل اخميم الواسع الرائع. كما ارتنى تمثال ميريت امون الشهير. كانت تشبهها جدا. نفس الجمال. كنت مفتونا بشمس تلك التى هى شروق ياقوتى منير افلاكه اسرة. وبانوثتها. وبحبها للكعب العالى والاوكلادور والحلى الذهبية البسيطة بكل انواعها خواتم وسلاسل واساور وحلقان. وباختيارها لالوان الكعب العالى والاوكلادور.
سكت محمد محمود قليلا وهو يتامل احمد المنتبه لكل كلمة يقولها بكل جوارحه. ثم قال: كانت شمس او "شروق ياقوتى منير أفلاكه آسرة"... متحفظة جدا يا احمد معى. كانت تضع حدودا اذا غازلتها توقفنى وتجمد الدم فى عروقى واشعر بخوف شديد انها ستحظرنى على الفيسبوك او فى الحياة ستطردنى من حياتها. لذلك كنت اشعر وانا اتكلم معها كالسائر على الحبل او على طرف السكين القاطع. لذلك بقيت شهورا متتالية ارافقها فى نزهات بمدينة مولدها ومسقط راسها عاصمة مصر البطلمية الرومانية البيزنطية.. الاسكندرية. وايضا انتهز فرصة ذهابها لزيارة اهلها فى اخميم واقتنص بعض الساعات معها فى نزهات فى مدينة اهلها او اصول اهلها. كانت جامعية مثلى وزميلة فى كلية الاداب لكن قسم اخر.. كان فرق العمر بيننا 7 سنوات تقريبا هى اصغر. لا تزال فى الثلاثين من عمرها. قنعت منها يا احمد بهذه النزهات والنظر الى وجهها المصرى الجميل. وسماع صوتها الرقيق وهى تتحدث معى وتجيب على اسئلتى. كم تمنيت ان امسك يدها مرة. او ان اقول لها وحشتينى كلما التقينا فى يوم من الايام بعد صباح الخير. ورغم حبها للكعب العالى الا انها تحرجت من ارتدائه كونها طويلة وتبدو به اطول من زوجها. وكم الححت عليها ان تعود لارتدائه حتى قلت لها سانظم لك نظاهرة من هتيفة الالتراس كى يطالبوك بالحاح بارتدائه. لكنها كانت عنيدة ومصممة على رايها. كانت تحبه جدا. لكننى لم اياس يا احمد. كنت اشعر بحضورها بسعادة لا تتصورها او لعلك تعرفها مع حبيبتك غروم. مجرد كلامها او نزهاتنا متجاورين كانت تبعث فى كل هذه السعادة. فما بالك لو قبلت شفتيها او ضممت جسدها فى عناق ملتهب. او مارست الحب كما اشتهى معها فى فراشى او فراشها او فراش محايد. ما بالك لو حبلت بولدى كما حبيبتك غروم. كم احسد زوجها على حبها الجياش له ورومانسيتها وايضا جراتها الشهوانية والجنسية ككل حوتية "وايضا ككل جوزائية ودلوية وميزانية وعقربية وقوسية وان لم تتمتع نساء هذه الابراج برومانسية وحنان وطيبة الحوتية" ولكن الفرق انها متحفظة جدا فى اظهارها. ولكن اعلم انه خلف هذا التحفظ اتون من الرغبة الجسدية الملتهبة كحرارة الشمس والنجوم. كم اود لو تسبغ على يوما ما مدائح رومانسية كالتى تنشدها لزوجها. وان تنشد مدائح امومية لابنى منها ايضا. كالتى تنشدها لابنها منه. كنت الهث خلفها يا احمد. لا ادرى اهى تنفر منى او تدنو. لا ادرى هل نصبت شباكى جيدا لتكون زوجتى كما هى زوجته. ام انى صياد خائب. لكن ظللت معها. انتهز كل فرصة للتنزه معها والكلام معها. وبعد نحو عام او عام ونصف وانت لا تعلم لانى تكتمت ذلك الامر عن الجميع. قررت دعوتها لزيارة القاهرة.. لم تستطع الحضور وحدها. ولم تاتى الا بعد الحاح طويل منى. جاءت بصحبة زوجها وابنها. وقالت لى انها باقية لاسبوعين فقط بالقاهرة. ففرجتها على النيل وماسبيرو والمتحف المصرى جداتها هناك. جميلات مثلها. ولم اضع وقتا طويلا.. عدة ايام نزهات ثم قررت دعوتها الى منزلى. كانت بيننا ثقة ضخمة الان ولم تمانع. او مانعت لكن مع الحاحى قبلت ولم تكن ترفض لى طلبا لانها تشعر انى اعرف حدودى. فى منزلى اريتها كتبى ولوحاتى. لم تكن اختى ولا امى موجودة فى ذلك اليوم. كانتا فى البلد فى زيارة لاقارب. ولن تعودا الا بعد ايام. فى ذلك اليوم عبرت لها عن حبى بصراحة ورغبتى فيها وفى ان تكون زوجتى. تجادلنا طويلا وكانت ترفض كلامى بشكل قاطع. ولكنى اندفعت فى تقبيلها وضمها ولم تقاوم كثيرا. كانت تمانع من وراء قلبها. كانت تحبنى. كنت محظوظا. لم اكن اعلم ابدا انها تحبنى يا احمد. لقد اخفت عنى الامر وتكتمته كعادة الحوتيات. فى التكتم. فى الحقيقة انجرفنا. وكانت هى المعتدية والمبادرة فى ممارستنا الحب. تنهشنى بشراهة لا تتصورها. فى الحقيقة يا احمد كم السعادة واللذة والمتعة التى منحتها لى شمس او شروق ياقوتى منير أفلاكه آسرة. كان شديدا جدا وعارما ومركزا تركيزا عجيبا. لقد اغرقت عقلى وبدنى بالدوبامين والسيروتونين والاوكسيتوسين هرمونات الحب والجنس والسعادة والمكافاة. وكانت اقوى واشد لحظات السعادة حين ملات كرنكها بمسلتى وغمرت كرنكها "كعثبها" بالنهر الابيض الغزير. اخيرا امتلكتك يا حبيبتى وفاجاتنى بحبك لى ايضا. اخيرا اصبحت زوجتى كما انك زوجة ابو ولدك الاول. كان لقاؤنا نهارا منذ الظهيرة حتى مغيب الشمس يا احمد. كنا فى شوق ونهم عجيب ومجتاح لبعضنا قبلات واحضان ولمسات واهات وشهقات وذروات ونهر ابيض وكرنك ومسلة. كانت اول بختى واروع بختى. لا اظن ان هناك امراة مثلها قادرة على منحى مثل هذه السعادة الجياشة. لم اشعر بشبع لرغباتى قط كما شعرت فى يوم فض عذريتى هذا يا احمد. لا استمناء ولا شئ يقارن بما اذاقته لى شمس.
ثم اضاف. فى نهاية يوم العسل هذا. انزوت عنى وبكت. كانت فى صراع بين ضميرها او واجبها تجاه زوجها. وحبها الجارف لى ايضا. وشعورها باننى دفعتها للخطأ ولومها لنفسها انها انجرفت مع مشاعرها ومعى. ظلت تحلل الامر عبر خلفيتها بالتنمية البشرية وعبر دراستها السيكولوجية باداب جامعة عاصمة مصر البطالمة والرومان والبيزنطيين. نهضت للحمام تغتسل رغم انى رفضت ان تفعل ذلك مرارا لكنها صممت. دخلت معها رغم رفضها ولا تدرى يا احمد ماذا جرى هناك. خرجنا وارتديت ملابسى. ورفضت ان ترتدى هى ملابسها بنفسها. اسعدنى ان البسها ثيابها الداخلية والخارجية والطرحة الارجوانية اللامعة. والجورب والحذاء. قبلت خديها وجبينها. وعانقتها. قلت لها ارجوك لا تقطعى يا شروق ياقوتى منير أفلاكه آسرة ما بيننا. فهو جميل. لم تنطق وانصرفت.
قاطعتنى عدة اشهر يا احمد وقطعت الصلة بى فى الفيسبوك والموبايل. واحترمت رغبتها رغم انى كنت اود لو اذهب واقتحم عليها منزل زوجها وابنها ومنزلها. واخطفها وارغمها على العودة الى. لكننى قلت لابد ان يكون الحب الحقيقى بالرضا والقناعة... تاججت معاناتى وشوقى لها واسودت حياتى بدونها. وفجاة اتصلت بى ذات يوم. ارادت لقائى. والتقينا. كان يوم عسل وشوق وجوع شره جدا ومتبادل يا احمد. كانت جائعة لحبى جدا وكنت جائعا لها جدا. كانت ترتدى الكعب العالى الرائع الرقيق الكلاسيكى الابيض المقفل هذه المرة. قالت من اجلك ارتديته مجددا. اسعدنى ذلك جدا. انها ارتدته من اجلى. قلبى زقطط مثل طفل سعيد بتلبية امه طلبه او لانها اشترت له ما اراده بشدة من طعام او دمى الخ. قالت لى ونحن مستلقيان متجردان تماما بالفراش ملتصقان ومسترخيان بعد معركة غرامية طويلة منذ الظهيرة حتى المغرب. يا محمد انا حبلى. حبلى بطفلك. وليس بطفل زوجى. اعلم ذلك لانه لم يمارس الحب معى قبل لقائنا بشهر ونصف لانشغاله فى مشاكل وخلافات بعمله مع زملائه ومديره وكان الطمث ياتينى. وبعد لقائى بك لم يمارس الحب معى لشهرين. وبالحقيقة لم اطلب منه العلاقة وقتها لانى كنت مكتئبة واشعر بالخزى والعار مما فعلته معك وخيانتى له ولابنى. وانقطع الطمث لشهرين متتالين. حتى ذهبت لطبيب ليس طبيبى المعتاد. وعرفت بانى حبلى.
فرحت كثيرا يا احمد. حين اخبرتنى بالنبا. شعرت بان ذلك سيقربها منى ويمتن علاقتى بها للابد. وفى الوقت نفسه شعرت بالغيرة ان زوجها محتكرها لنفسه وتقضى معه معظم الوقت ولا انال منها الا اقل القليل وفتات وساعات قليلة جدا. شعرت انى اود ان اخطفها منه ونسافر ونحيا فى دولة اوروبية ما. نهضت شمس صامتة واعدت لى غداء شهيا وحلويات شهية. تناولناها معا. تماما كما تناولنا بالصباح فطورا لذيذا اعدته لنا هى ايضا.
|