عرض مشاركة واحدة
قديم 01-29-2015, 12:31 PM ابو مينا غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
ابو مينا
الباحِثّين
الصورة الرمزية ابو مينا
 

ابو مينا is on a distinguished road
افتراضي قصة الخليقة الافتراضية

في البدء كانت الفكرة ..
تخيل معي ، انك تملك معرفين اثنين في منتدى واحد ، الاول تتظاهر فيه انك ملحد صرف و الثاني تبدو فيه متدينا متعصبا الى اقصى حد.
ثم تدخل مع نفسك في حوارات بيزنطية تغلب دائما احد المعرفين على الآخر.

ما الذي عساه ان يكون السبب في ذلك التصرف الغريب ؟؟
السيناريو المحتمل ، ان غرفة الحوار عندك ممثلة بالشريط هي غرفة ميتة ، و كان عليك ان تحييها باختراع هوية مضادة ترد و تتحاور ، ثم اخذت تدريجيا تتناوب بين الهويتين ، و استهوتك المكافئآت التي لم تتصورها عند شروعك في الرد على نفسك.
المنتدى حي بك ، انت تتسلى ، انت تخرج من الشريط منتصرا، القراء يصفقون ، والمزيد ..
ما هو المزيد يا ترى ؟؟
انت ذكي ، و ادارتك للمعرفين في آن واحد ، فعل ذكي ، بالنسبة للتحدي الشخصي على الاقل. انت تدري ان المهمة الشاقة. الصبر على التظاهر مهمة صعبة ، لكنك بالتدريب و التكرار و التعود والتحمل ، تتبلور فيك قابلية جديدة على التلون بل و تقمص الدور الذي تلعبه الى اقصى ما تستطيع..
انت تحصل على اعتراف مدون موثق من نفسك يشهد على ذكائك و مهاراتك العقلية و الحوارية.
القليل من رواد المنتدى شكوا في امرك منذ زمن بعيد ؟ هذا لا يساوي في بحر نرجسيتك قطرة ، ما داموا ساكتين.

هل يقف الامر عند هذا الحد ؟
كنت ارجو ذلك و لكن ..هذا لن يحدث.
ادمن صاحبنا على اللعبة ، و ادمن التصفيق لنفسه ، ثم ادمن على بيته الجديد و شخصياته المتعددة التي بدأت تتطور تدريجيا و تتخذ شكلاً و هيئة و لونا و طعما و رائحة افتراضية تتزايد فيها الاصداء ، اذ كلما غذاها بروحه ، كلما كافأته بالاشارات الايجابية مع الاحتفاظ بالاهداف الاصلية التي خلقت من اجلها هذه الشخصيات.
ويستمر المنتدى .. اللعبة .. الحياة الافتراضية ..
ثم يقرر صاحبنا ان يدخل التقنية الحديثة - و هو خبير بها - الى تجربته الاجتماعية النفسية ..
ويبدأ تحديدا بكتابة برامج ذكية روبوتات افتراضية تتخذ شخصية ما و قادرة على التحاور بشكل محدود و غير ذكي .. ثم يقرر ان ينزل هذه البرامج الى الساحة.. تحت المراقبة و التقييم و التطوير. وهنا يكتسب المشروع مكافئة جديدة .. فالرغم ان برامجه تنطق بلغة غير العربية ، و يعاني الرجل الكثير في ترجمة ما تعنيه مخلوقاته الجديدة ، لكن المردود العلمي له يستحق كل جهد و وقت.
فهذا مجال عمله و بحثه الحقيقي و سينعكس العالم الافتراضي الذي بناه و موله و حافظ عليه كل تلك السنوات على عالمه الحقيقي الذي يبحث فيه جاهدا و بشكل مواز عن التقدير و المجد.

هل هذه الحالة مرضية ؟ الجواب يعتمد على تطور التجربة مع الايام و ما يمكن ان تفرزه من بنيان او تدمير ..
هل اثرت التجربة على حياته الشخصية و عائلته و احبابه و اصدقائه ؟ بامكان الجميع التكهن بالجواب
هل تنتهي التجربة بتحقيق اهدافها ؟ ربما لا ، لأن المشروع برمته شخصي ولا يحمل مواعيداً ، كما ان التجربة اليوم هي ملاذه الآمن و بيته المعمور بعد خراب بيته الواقعي بالاهمال الواعي المنظم المتعمد.

هل سيطلب صاحبنا مساعدة طبية ؟
هل المساعدة الحالية كافية ؟
لا يمكن ان نعلم التفاصيل .. هو وحده يعلمها و هو المسؤول عنها

ولكني اسأله بالنيابة عنكم جميعا .. هل تستحق تجربتك كل هذا الكم من التضحيات ؟؟؟



  رد مع اقتباس