عرض مشاركة واحدة
قديم 03-16-2019, 02:46 AM mystic غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [16]
mystic
عضو ذهبي
 

mystic will become famous soon enough
افتراضي

الأستاذ الفاضل حمدان يثري الموضوع كعادته , و سأحاول في هذه المشاركة عرض أفكاري التي بعضها قديم عرضته في المنتدى سابقاً و بعضها جديد وصلت إليه خلال فترة الانقطاع عن المنتدى ..

ماذا تعني للقارئ أسماء كرفاعة الطهطاوي و عبد الرحمن الكواكبي و محمد عبده و جمال الدين الأفغاني ؟
مع الأسف لا تكاد تعني شيئاً , و السبب هو أن المد [ السلفي - الإخواني - ولاية الفقيه ] قد طغى على عقول الجماهير بمشروعه الساذج المغلف بشعارات براقة من قبيل : الإسلام هو الحل , معاً لنصلح الدنيا بالدين , و غيرها من الشعارات ..

إذاً فأنا لم أدّع أنني أتيت بشئ جديد كما فهم الزميل مايك , بل هي محاولة لإصلاح وضعنا البائس كأمة مهزومة و مأزومة , و قد كانت فكرتي يوم طرحت الموضوع أن طريق هذا الإصلاح هو إعادة إحياء تراث التصوف الفلسفي متمثلاً بجلال الدين الرومي و محيي الدين ابن عربي عند السنة و ملا صدرا عند الشيعة الإمامية .

و لكن ...

عدت و سألت نفسي من جديد : ما الغاية من الإصلاح الديني ؟ أليست الغاية هي تحقيق العلمنة و هيمنة الحداثة على واقعنا مما يؤدي إلى نهضة شاملة تحتذي النموذج الأوربي ؟ نأتي هنا إلى ما طرحه الأستاذ حمدان و هو صحيح بمجمله ..
و أضيف إليه أن ما يزيد الأمر صعوبة هو الفرق الجذري بين الإسلام و المسيحية , ففي الغرب المسيحي الدين هو رسالة لاهوتية , أما في الإسلام فأنت أمام أيديولوجيا بكل ما تعنيه الكلمة ..

في الإسلام تندمج العقائد بالأحكام , و في وقت من الأوقات لم تكن جماهير المسلمين تعي هذه الحقيقة , فنبتت مشاريع إصلاحية مقبولة , ثم اكتسحتنا تيارات الإسلام السياسي التي أحيت هذه الرابطة بين ما هو عقيدة و بين ما هو حكم شرعي , و لا أدل على ذلك من أدبيات الإخوان المسلمين الذين يعرّفون الإسلام كما يلي :

“الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعًا فهو دولة، ووطن، أو حكومة، وأمة، وهو خلق وقوة، أو رحمة وعدالة، وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة، كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء”

و دخلنا من بعد ذلك نفقاً مظلماً .. و كل ما أحاوله هو تلمس ضوء في نهاية هذا النفق ..

و للحديث بقية ...



  رد مع اقتباس