تحياتي اخ حائر ..مسألة الإصلاح الديني هي محل اخذ ورد ..في اوروبا الإصلاح الديني اعتمد على قوة عاطفة جياشة ..بمعنى ان لوثر وكلفن اعتمدوا على فكرة ان المسيحية الحق معهم (المذهب البروتستانتي بتفرعاته) وساعدهم في هذا ..ان النصوص المسيحية الاصلية كانت لاتوافق كثيرا النظام الكاثوليكي ..وكذلك امية الشعب مما اضطر الشعب الى التعلم لمعرفة الانجيل ..ولوثر وكلفن جاءوا بأفكار رجعية داعشية تقريبا في العديد من الأمور ومنفتحة في امور قليلة..
الفكرة هنا ان المسلم يمر على آيات العنف ومذبحة بني قريظة دون ان تذرف له دمع..المشكلة هنا مشكلة اخلاقية انسانية..
فعليا اي نهضة تعتمد على وجود طبقة او تنظيمات سياسية واجتماعية في المجتمع (كما حدث في اوروبا مع الطبقة الوسطى) ..كان هذا ممكننا تحت سيطرة احزاب ليبرالية كحزب الوفد في العصر الملكي (في مصر..) فكان هناك بوادر لوجود ليبرالية حقة ..لكن تعطل هذا المشروع للأسف بسبب القضية الفلسطينية..
لديك انظمة حكم تستفيد عمليا من استمرار الشعب على جهله وتخلفه (عدا عن كونها نتاج طبيعي لهذا الشعب او ذاك) ..فهذه الأنظمة جاءت اما بإنقلابات او بتوريث حكم او بطرق التفافية اخرى..
فهنا شرعيتها محل اخذ ورد لذلك حماية عواطف الناس ومعتقداتهم وتقاليدهم هو مصدر رزق وحماية لهذه الأنظمة..
ثانيا لديك اعلام مضلل وتافه ..فهذا الإعلام يتلقف اي خبر تافه عن رقاصة فلانية او فنان علاني..وعندما يثير اي شخص مسألة اجتماعية او دينية او ثقافية ..يظهر الإعلام هذه الفعلة بمظهر اثارة الجدل ..(فيذكر مثلا المثير للجدل فلان ..يقول ...)
ثالثا لديك حكومات غربية (تتبع النهج الرأسمالي الإلتوائي) لها مصالح معينة مع انظمة ديكتاتورية (ال سعود وبقية الالات وغيرهم) فتستر عيوب هذه الأنظمة ..وكذلك تستثمر في وجه الإخوان والإسلاميين الجميل لتعززها (فهي الأكثر رصيدا لدى الشعوب العربية فمن المؤكد ان التجارة فيها تجارة لاتبور) ..حتى وجه الإخوان والإسلاميين القبيح قابل للإستثمار حتى من ترامب او الاشد تطرفا من ترامب (ريغن عندما كان يبيع الوهم للمجاهدين الأفغان بأحقيتهم في الجنة ..)..
رغم انني ارى ان تطور هذه المجتمعات هو اشبه بالحتمية التاريخية لكن الدماء التي ستسيل في سبيل هذا ربما تبلغ الكثير والدمار ..(كما هو موجود في عدة دول الآآن)
امام كل هذا ..لايبقى الا التعويل على اخلاقيات الغرب او ما تبقى من التنوير في الغرب ...وكذلك حوداث غير متوقعة ..
تحياتي..
|