الذى ينطلق من تصورات مسبقة كما يفعل الملاحدة و كما يفعل بعض دعاة الإعجاز سيجد سندا لتصوراته المسبقة من خلال تأويل النصوص.
الملحد يريد أن يجد سندا لنموذج بدائي عن الكون و الأرض فى القرآن.
و دعاة الإعجاز يريدون أن يجدوا سندا للنموذج الحديث للكون فى القرآن.
الملاحدة ينكرون على دعاة الإعجاز استنادا لتصوراتهم المسبقة و كذلك دعاة الإعجاز ينكرون على الملاحدة.
و الملاحدة فى دعواهم يستندون على زعم كون القرآن ليس وحيا و بالتالي فى ذلك العصر الذي نشأ فيه لا مجال إلا لنماذج بدائية.
و دعاة الإعجاز يستندون على كون القرآن وحي و بالتالي لابد أن يكون النموذج الذى يتنبناه القرآن موافق للعلم الحديث.
و الطرفان يقعان فى مغالطة منطقية هي "المصادرة على المطلوب" فلا دعاة الإعجاز، و المسلمون بوجه عام، يسلمون للملاحدة بأن القرآن كلام بشر عاش قبل 1400 عام و بالتالي محاولة إلزام الملاحدة لهم بالنموذج البدائي لا تستند إلى أساس كأنهم يقولون القرآن كلام بشر عاش قبل 1400 عام لأن تصوره بدائي و تصوره لابد أن يكون بدائياً لأنه كلام بشر عاش قبل 1400 عام !
ولا الملاحدة يسلمون لدعاة الإعجاز أن القرآن وحي
قد يتفهم المرء أن يفهم كل واحد القرآن استنادا إلى آرائه المسبقة لكن العجيب أن يلزم الطرف الآخر بفهمه!
و هذا هو الخلط الذى يقع فيه الإعجازيون فهم يحاولون اثبات أن القرآن وحي من خلال فهم للنصوص يلائم العلم الحديث في حين أن هذا ليس بدليل لعدم دلالة النصوص دلالة قطعية على ذلك الفهم و الذى قد يتضح خطؤه إذا استجد جديد فى البحوث العلمية لكن الذى قد يكون أمرا له وجاهة هو محاولة فهم النصوص فى ضوء مستجدات العلم على أن لا يكون هذا الفهم ملزما للمسلمين فضلا عن الملاحدة.
و القاعدة العامة هي أن المؤمن ينزه كلام الله عن الخطأ قال تعالى: لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ. و قال وقال في شأن المتشابه من الآيات : وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ في حين أن الذين في قلوبهم مرض من الملاحدة و سائر أهل الكفر شأنهم أنهم يتبعون : مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ.
|