عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-2019, 09:26 PM Iam غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [14]
Iam
عضو برونزي
 

Iam is on a distinguished road
افتراضي

من المؤسف أن أرى المسلمين جاهلين بأبسط الحقائق المتفق عليها ويدافعون عما ليس لهم بهم علم؛ عبد الله بن أبي بن سلول هو أول من أشاع خبر ممارسة عائشة للجنس مع صفوان بن المعطل؛ وهذا أمر جلل أشيع في المدينة بأكملها وكانت (فضيحة بجلاجل) على مرأى ومسمع المسلمين وغير المسلمين؛ بالطبع محمد كان يعلم هذا على عكس ما ذكره الأخوة المسلمون في ردودهم الدفاعية الجاهلة؛

ففي رواية متفق عليها في حديث الإفك عن عائشة قالت:" فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول قالت: فقال رسول صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر "يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي" فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال: أنا أعذرك منه يا رسول الله إن كان من الأوس ضربنا عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية فقال لسعد بن معاذ: لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم سعد بن معاذ فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين قالت: فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت..."
وتتابع عائشة؛
"...
وقد لبث شهراً لا يُوحى إليه في شأني، قالت فتشهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم - حين جلس، ثم قال: (( أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنبٍ فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه)) ..."

و اسْتَعْذَرَ من فُلانٍ : قال : مَنْ عَذِيري منه ، وطلب من النَّاس العُذْرَ إِن هو عاقبهُ .

محمد لم يكن يعلم أن عبد الله بن أبي بن سلول رأس حربة إشاعة خبر زوجته فحسب؛ لا بل طلب الإذن من قبيلتي الأوس والخزرج بمعاقبته؛ لكن كما يتضح من رواية عائشة أن الصحابة كادوا يتقاتلون فور إقتراح محمد لعقاب بن سلول؛ بن سلول لم يكن مجرد مسكيناً آخر يمكن لمحمد ممارسة سطوته تجاهه؛ بن سلول كان حرفياً كابوس محمد في يثرب وكان ينعت اتباع محمد بجلاليب قريش وكان يفضل أن يصف محمد بالكلب.

لكن كل ما سبق من إهانات سراً وعلانية من بن سلول تجاة محمد مرحلة؛ وما بعد حادثة الإفك مرحلة أخرى؛ مرحلة إنتقالية في طبيعة محمد النفسية لما سبّبته تلك الواقعة من أذى نفسي وصل لمرحلة الإكتئاب الذي يتضح من إنقطاع حبل أفكار محمد الإبداعية -أو الإبداع المسمى بالوحي- لمدة شهر؛ فكيف يبدع وهو في هذا الموقف الذي لا يحسد عليه ؟

عودة إلى موقف محمد من بن سلول فمن الواضح أن حضور الجلسة التي أقام فيها محمد خطبته أعلاه إقتتلا من أجل بن سلول ذو النفوذ السياسي والمكانة الإجتماعية المرموقة في قبيلة الخزرج والمدينة بالعموم.

محمد عاقب مسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت وحمنة بنت جحش المساكين بالجلد ولم يعاقب رأس الحربة الذي يعرف أنه أول من خاض في شرفه وأشاع خبر علاقة عائشة بصفوان؛ ولك أن تتخيل عزيزي القارئ ما نتيجة قهر الرجال في الطعن بشرفهم وعدم القدرة على الإنتقام في المقابل ؟ وكيف أثر ذلك على تحوّل محمد إلى شخصية دموية إنتقامية فور حصوله على النفوذ ؟



:: توقيعي :::
الرعاع اعتنقوا معتقداتهم بدون براهين، فكيف يمكنك أن تقنعهم بزيفها من خلال البراهين؟
إن الإقناع في سوق الرعاع لا يقوم إلا على نبرات الصوت وحركات الجسد، أما البراهين تثير نفورهم
  رد مع اقتباس