نعلم جميعا أن القرآن لا يتضمن أي حشو أو تكرار، والقصص التي تعدد ورودها تحمل في كل مرة "لقطة" مختلفة، لم تكن البشرية تستطيع الاهتداء بدونها .... وهذا مثال توضيحي:
- (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81)) الأعراف
- (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55)) النمل
- (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29)) العنكبوت
أستحلفكم بالله تصوروا حالكم وحال البشرية جمعاء إذا لم يخبرنا الله في دستوره الذي حفظه إلى قيام الساعة أن لوطا قال "إنكم لتأتون" أو "أئنكم لتأتون" أو "أتأتون"؟ ماذا نفعل بأنفسنا إن لم نعلم أن قوم لوط كانوا مسرفين أو يجهلون؟ هل هناك أي نص يحتاجه الناس أكثر من هذا؟
طبعا الموضوع لا صلة له من قريب أو بعيد برجل قرأ قصة وأعاد صياغتها أكثر من مرة فجاءت مثل هذه الاختلافات ....
وجواب هذه الشبهة أن اللغة التي استعملها لوط فيها لفظ يحتمل وحده المعاني الثلاثة، فجاء نفس الحوار في القرآن 3 مرات لتعبر عنها كلها.
