قصة حياة عيسى ابن مريم.. هل من بقايا خيوط في المتاهة؟..
بعد أن استخلصنا ما استخلصناه من مضمون الإنجيل الضائع اعتماداً على توافق المصادر.. وبعد أن باتت باقي المقاطع والمعلومات الواردة في المصادر المسيحية المقتبسة من الإنجيل الضائع لعيسى ابن مريم (وهي هنا الأناجيل المعترف بها أو غير المعترف بها) غير متوافقة مع القرآن.. بتنا بحاجة لمصدر بديل عن الأناجيل.. وبما أننا استطعنا تحديد شخصية مريم في التوراة (مريم أخت هارون وموسى) بات بإمكاننا اعتماد التوراة كمصدرٍ ثانٍ نقارنه مع القرآن (كمصدر مُقتبس مباشر) في محاولة لاستنباط ما تبقى من إنجيل عيسى ابن مريم، أو لنقل في محاولة لاستنباط المضمون الأقرب لقصة عيسى ابن مريم..
ولكن تكمن المشكلة أن لا ذكر لـ "عيسى" ابن مريم في التوراة.. هل حذف كل ذكر له؟.. هل غُيّب أو أهمل كاتبوا التوراة ذكره لسبب ما؟..
اتبعنا لحل هذه المشكلة منهجاً مقارباً لما اتبعناه في السابق بهدف استنباط قصة عيسى المُغيّبة.. وذلك بأن حددنا مواقع ذكر مريم في التوراة وبحثنا حولها عن قصص توافق ولو بشكل تقريبي القصص الواردة في القرآن حول عيسى.. مع دعمها إن أمكن بقصص من الأناجيل للزيادة في التوثيق من مصادر متنوعة..
ودليلنا على القصص المذكورة في القرآن والتي نبحث عنها في التوراة هي عدة كلمات مفتاحية: المسيح (الممسوح بالدهن) - البرص (شفاء المرضى) - التحريم (وتحليل ما حُرّم) - المائدة (أكل من السماء) - العداوة والبغضاء والخلاف (حول ابن الله)..