تحياتى عزيزى
انا قرات كلام د.الصليبى جيدا ،وافهم مقصده.... واعلم الفرق بين المعنيان لمصطلح "اليهودية" ...مشكلتى معه انه لم يفك الاشتباك بين "اليهودية" بمعناها الضيق وبين معناها الاوسع بشكل ملائم ،لغرض فى نفس يعقوب ....
كلام الرجل عن اقليم اليهودية كربع الخ .... هو "كلمة حق يراد بها باطل" ؟
مصطلح اليهودية تذكرة تاريخية مختصرة
International Standard Bible Encyclopedia - Judaea
اقتباس:
كلمة JUDAEA تعنى "أرض اليهود" ،وهى المعادل اليوناني الروماني لكلمة Judea "يهوذا" . ولما كان معظم بنوا إسرائيل العائدون من السبي ,ينتمون إلى سبط يهوذا ، فأصبحوا اذن "يهوداً" وأرضهم "يهوذا". في سفر Tobit 1:18 يتم اطلاق الاسم على مملكة يهوذا القديمة ....
تفاوتت حدود تلك المقاطعة بشكل كبير، حيث توسعت رقعتها مع زيادة عدد السكان اليهود ،و في العديد من الفترات التاريخية ، كانت حدودها غير محددة بشكل دقيق ،وتحت حكم الإمبراطورية الفارسية ، كانت اليهودية منطقة يديرها حاكم ، مثل زربابل وكان عادة يهوديا.و تمت إضافة ثلاثة مناطق من السامرة إلى اليهودية سفر(1 ماكبيين 10: 30 ، 38 ؛ 11:34) ؛ مع ذلك ظلت المنطقة محدودة داخل حدودها الجغرافية الطبيعية ..
|
(Judea) (Iudaea) المصطلح بالنسبة للرومان لا يعني فقط المنطقة التي تسمى يهوذا في إسرائيل اليوم ؛ بل شملت المنطقة كلها التى يحكمها / أو يسكنها اليهود بشكل اساسي. ويمكننا أن نرى هذا الاستخدام للكلمة في كتابات باللغة اللاتينية واليونانية في تلك الفترة. تأمل مثلا كتابات بليني وسيتونيوس وتاسيتوس باللغة اللاتينية وبلوتارخ بالإضافة إلى الجغرافيين سترابو وبطليموس باليونانية.
طبقا لهم ،امتدت اليهودية على جانبي الأردن، وتضمنت إلى جانب مقاطعة اليهودية، السليم ، معظم السهل الساحلي ، السامرة ، معظم الجليل ، مرتفعات الجولان اليوم وأرض كبيرة إلى الشرق من هناك ، باشان، حوران. ودعا الرومان هذه الأرض ككل Iudaea من Ioudaia اليونانية.لان الأرض كانت مأهولة بشكل رئيسي من اليهود ..
استخدام اليونانيون لمصطلح "اليهودية" كان أوسع بكثير من المفهوم اليهودي للمصطلح. والذى انحصر فى معنى المقاطعة الجنوبية بعد انقسام مملكة داود وسليمان.
كتابات العهد الجديد تستخدم المصطلح بكلا المعنيين،احيانا بالمعنى الاوسع، لكن غالبا ما تستخدمه بالمعنى اليهودي للمصطلح، حيث تشير إلى اليهودية على انها مقاطعة متمايزة عن الأجزاء الأخرى من البلاد.
....
اذن لا خلاف هنا مع فكرة ان "اليهودية" ،لفظا استخدمه الكتاب القدامى ، بالمعنيين .... لكن الخلاف فى كيفية تحديد المعنى المقصود بالكلمة فى سياق كتابات الانجيل
انا ارى ان د.الصليبى وضع استدلالا مبتورا وفاسدا،ولم يستنبط المعنى بالطريقة الصحيحة ،وهو الذى يحدده سياق كلام الكاتب نفسه ، ولغته ،بل ولغة باقى الاناجيل...
هل استخدم كاتب يوحنا فى النص الذى استشهد به "اليهودية" بمعناها الشائع بين اليهود ؟ ام بمعناها الرومانى الاوسع ؟
ذلك هو السؤال الذى يهمنا،و الذى بدات فى الاجابة عنه مباشرة فى المشاركة السابقة
لان كمال الصليبى ، عرض نص يوحنا
" اذتقل من هنا واذهب إلى اليهودية"منزوعا عن السياق السابق له ، فلا يعلم القارئ ماذا يعنى
" من هنا" ،و ربما يتوهم القارئ ان كلمة Ἰουδαίαν (ioudaian) هكذا وببساطة تعنى كل فلسطين !
وهو امر لم يسبق له مثيل ، ولم يحدث ابدا ان قال اى مفسر ،او احد علماء الكتاب المقدس ، من العرب او من العجم ،ان "اليهودية" فى النص تعنى الكلمة بمعناها الاوسع ..
لايوجد ابدا اى ترجمة او تفسير ليوحنا ،تعتبر ﻳﻮﺣﻨﺎ ٣:٧ ،كلاما عن "اليهودية" بمعناها الاوسع ، اليهودية تم ذكرها مرات فى انجيل يوحنا وتعنى دائما مقاطعة اليهودية ...
والكلمة لايُحدد معناها ،ذلك المعيار المبتور لدكتور الصليبى .
بل نفهم معناها بسهوله اذا تابعنا سياق تحركات يسوع (طبقا للكاتب نفسه،الذى يستشهد به)
ماذا قال الصليبى وماذا قال كاتب يوحنا؟
يقول الصليبى فى معرض استشهاده
(بنص يوحنا ٣:٧ يؤكد بانه!يشير إلى أن دعوة يسوع ابتدأت في مكان ما خارج "اليهودية" أي خارج فلسطين" )
ولكن لورجع الى الوراء سيجد انه بداها فعليا قبل ذلك فى اليهودية (بتعريفُه هو) ،وفى القدس ذاته اى داخل فلسطين ،وداخل مقاطعة اليهودية تحديدا ،ناهيك عن الجليل ،ومدنه قانا ،كفر ناحوم الخ
يقول
الاصحاح الثانى 11 هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل، وأظهر مجده، فآمن به تلاميذه.12 وبعد هذا انحدر إلى كفرناحوم، هو وأمه وإخوته وتلاميذه، وأقاموا هناك أياما ليست كثيرة13 وكان فصح اليهود قريبا، فصعد يسوع إلى أورشليم،14 ووجد في الهيكل الذين كانوا يبيعون بقرا وغنما وحماما، والصيارف جلوسا.15 فصنع سوطا من حبال وطرد الجميع من الهيكل، الغنم والبقر، وكب دراهم الصيارف وقلب موائدهم.16 وقال لباعة الحمام: «ارفعوا هذه من ههنا! لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة!».....18 فأجاب اليهود وقالوا له: «أية آية ترينا حتى تفعل هذا؟»19 أجاب يسوع وقال لهم: «انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أقيمه».
20 فقال اليهود: «في ست وأربعين سنة بني هذا الهيكل، أفأنت في ثلاثة أيام تقيمه؟»
21 وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده. ....23 ولما كان في أورشليم في عيد الفصح، آمن كثيرون باسمه، إذ رأوا الآيات التي صنع
نجد بعدها فى الاصحاح الثالث ،يستمر يسوع فى دعوته ويطورها فيقوم هو وتلاميذه بالانتقال الى قرى مقاطعة اليهودية ،ويُعَمِد بالتوازى مع يوحنا المعمدان داخل مقاطعة اليهودية ..
ولما احس بالخطر من الفريسيون ،يقول النص
" ترك مقاطعة اليهودية ومضى ايضا الى الجليل. وكان لا بد له ان يجتاز السامرة."
بعد مروره بالسامرة توجه شمالا لمقاطعة الجليل ،وقام بالتنقل فى بحر الجليل ،كفر ناحوم وغيرها من مناطق مقاطعة الجليل ، بعدها فى الاصحاح السابع نجد
وكان يسوع يتردد بعد هذا في الجليل، لانه لم يرد ان يتردد في مقاطعة اليهودية لان اليهود كانوا يطلبون ان يقتلوه. وكان عيد اليهود، عيد المظال، قريبا. 3 فقال له اخوته:«انتقل من هنا واذهب الى اليهودية، لكي يرى تلاميذك ايضا اعمالك التي تعمل، 4 لانه ليس احد يعمل شيئا في الخفاء وهو يريد ان يكون علانية. ان كنت تعمل هذه الاشياء فاظهر نفسك للعالم»
اليهودية فى نص انجيل يوحنا هى "الاقليم" (بل فى جميع الاناجيل هى كذلك عندما يتعلق الامر بوصف تحركات يسوع الدعوية) .. و هذا مفهوم تماما ،فى ضوء معطيات سياق كلام كاتب يوحنا ... الذى كان كلامه عن انشطة يسوع وانتقاله بين الاقاليم ... الجليل ،السامرة،اليهوديه ...
فى السياق السابق ،كاتب يوحنا لم يكن فى احتياج اصلا ،لاستخدام كلمة اليهودية بمعناها الرومانى الواسع ....
تبقى سؤال ماذا يذكر لنا انجيل يوحنا عن اقليم الجليل،والادلة التاريخية عن اقليم الجليل ؟
الفكرة لم تكتمل بعد و
موعدنا مع
"الجليل" فى المشاركة القادمة ... .
انتظروا
تحياتى لكم...