[شنكوح]

هذه إحدى الأفكار التي تبين سذاجة فكر المسلم وأخذه لأمور دينه بطريقة حالمة سريالية خيالية إلى أبعد الحدود.
فالماضي السحيق وغياب الصور يسهل في تصور الإنسان إسقاط الخيال على الواقع.

فلا أحد اليوم يتخيل إنسانا في حيّ معين معروف بالصدق والأمانة. لأنه أولا لا يوجد مقياس للصدق يتفاضل بحسبه شخصان علاوة على أن الإنسان قد يصدق في أمر ويكذب في غيره فتبقى شهادة غيره له نسبية، كما أن الشهادة بالصدق تعتمد على التعامل المباشر مع الشخص بما يكفي. فلا أحد يشهد بصدق إنسان بناء على رأي غيره.
ولك أن تتخيل حجم المعاملات والعلاقات التي يتوجب على راعي الغنم محمد أن يقيمها ليكون هناك إجماع لأكبر تجمع سكني في المنطقة على صدقه.

لكن الإنسان المؤدلج لا يتعامل مع هذه القصة بواقعية، بل يقوم بتخيل واقع افتراضي وشخصيات كرتونية تلبي حاجته من القصة المروية.

نفس الأمر ينطبق على الرحمة والزهد وباقي الصفات المكذوبة في شخصية محمد. بل حتى رغم توفر أدلة تشير إلى النقيض التام لهذه الصفات، تجد المنبطح يتجاهلها ويبررها لتبقى الشخصية الكرتونية غير الواقعية تسبح في خياله كما كتبت في النصوص.

فيكفي مثلا أن يتصور المسلم أن صفية وعائشة كانتا تبتسمان وتفرحان عند اغتصاب محمد لهما لتتغير مباشرة صورة هذا المشهد إلى شيئ مقبول جدا في مخيلته.
لكن نفس هذا المسلم، لو رويت له قصة مشابهة لرجل من القرن الحالي، ستتبادر مباشرة إلى ذهنه صور بشعة ومعالم قسوة وإجرام ودموع ومعاناة، لأنه هنا يتصور الأمر بواقعية.

هنا يتضح الفرق بين الفكر الواقعي الحقيقي والفكر المبني على استعمال الخيال الجامح في غياب الصور.

هذا فيما يخص تصور المسلم الفاسد.

أما فيما يخص كون محمد أفضل البشر، فهذه عبارة خاطئة أساسا وتدل على أنها لا تعتمد العقل ولا المنطق بل فقط التقديس دون تفكير، لأنها على الأقل تستوجب أن نكون استوفينا تجربة جميع البشر لنتأكد من عدم وجود من هو أفضل.
كما أن محمدا لم يفعل الشيئ الكثير حتى من وجهة النظر الانبطاحية الإسلامية. فعندما ندرس سيرته لا نجده قام بأي شيئ يجعله أفضل خلقا من مشاهير عرفهم التاريخ حيث كانوا أكثر سلما وأكثر حلما وأكثر حبا للخير لغيرهم وما قتلوا وما انتقوما وما اغتصبوا، كما أنهم عانوا الأمرين مجانا في سبيل مساعدة غيرهم. أين هو محمد من كل هذا؟!! سكبوا بعض النفايات على رأسه وطردته قبيلة أخرى وحاولت قريش التخطيط لقتله، فسافر عند أخواله وعندما تمكن بطش بالجميع ونكح الأخضر واليابس.