ما مصداقية دعوى المسلم المعتدل أن محمدا لم يكن له طموح سياسي؟
طبعا نحن نعرف أن أهلنا المسلمين ضحكوا علينا بآلاف مؤلفة من الأكاذيب عن الإسلام وتاريخ نشأته، لدي تساؤلات حول واحدة من هذه الأكاذيب وأرجو سماع ما تعرفون عن الأمر.
لقد قالوا لنا إن دعوة محمد بدأت سلمية في مكة، وإن أهل مكة اضطهدوا محمدا فقط لأنه كان يمارس دعوة سلمية، والمسلمون المعتدلون يبررون قيام دولة محمد في المدينة بهذا الاضطهاد، ويدّعون أن أهل مكة لو تركوه لظل مجرد رسول داعية لا أكثر (بلا طموحات سياسية).
لكن هل هذا صحيح فعلا؟
أولا دعوى أن محمدا "لو تركه أهل مكة لصنع كذا وكذا" هي مجرد نظرية فقط، فنحن ليس لدينا سوى خط زمني واحد وفي هذا الخط الزمني الواحد اضطهد محمد وصحابته في مكة من قبل قبيل قريش (على الأقل حسب دعوى المسلمين).
لكن رغم ذلك لدينا مشكلة، هل كان محمد فعلا مضطرا أن يصبح زعيما سياسيا لما آمن به أهل المدينة؟
هل كان مضطرا إلى سلب نهب قوافل قريش؟ (حسبما أعرف فإن محمدا كان هو البادئ بالعدوان العسكري على قريش وليس العكس، وأرجوكم أن تصححوني إن كنت مخطئا)
ما هي العلاقة بين اضطهاد أهل مكة لمحمد وأن يصبح زعيما سياسيا في المدينة ثم ينهب ويسلب قوافل تجارية غير محاربة كما يفعل قطاع الطرق واللصوص؟
ألم تكن سيناريوهات بديلة أخرى ممكنة لو كان محمد صادقا في عدم رغبته بالزعامة، ألم يكن في قمة السهولة أن يتفرغ في المدينة للدعوة فقط جاعلا إياها واحة لحرية الدين ويدع الحكم السياسي لأهله؟
لن أقول إن قريشا كانوا ملائكة، لا أعتقد ذلك بل ظني بهم أنهم كانوا أعرابا أجلافا غلاظا بالجملة، ولكن ألم يكن لهم عذر في وضع حد لمحمد لأنهم شعروا أنه يريد الوصول للزعامة بأسلوب رخيص وغير شرعي (ادعاء منزلة فوقية بالتواصل مع إله)؟
ألا تعتقدون أن قريشا رأت علامات الطموح السياسي على محمد (وبأساليب غير مشروعة) وأن هذا يعطيهم مبررا قويا جدا للتخوف منه؟
من سيرة محمد التي نعرفها، ليس عندي أي سبب لأصدق أنه كان ينوي الاكتفاء بالدعوة السلمية في مكة حقا لو تركه زعماء قريش، بل أنا واثق تماما أنه كان ينوي أن يثب على كرسي السلطة في أول فرصة سانحة، محولا نفسه إلى الزعيم الواحد الذي يناقش، وهو نموذج أسوأ بكثير من نموذج حكم قريش الذي كان فيه قدر يستحق الإعجاب -من مدينة صحراوية بعيدة عن الحضارة- من التعددية وتوازن القوى.
ما رأيكم أنتم؟ هل غاب عني شيء لا أعرفه يبرئ محمدا مما أتهمه به؟ أم أن شبقه للزعامة كان بالفعل واضحا منذ البداية ثم أثبته لما ملك السلطان في المدينة؟
|