تحية للزملاء الذين أغنوا الموضوع بمشاركاتهم القيمة والممتعة,
وفي عجالة أود أن أشير إلى المقالة التي يحيلنا إليها الزميل "متفائل" وهي بعنوان:
"الذكاء عند الرجل والمرأة هو مسألة مادة رمادية وبيضاء"
(Intelligence In Men And Women Is A Gray And White Matter)
ومنشورة في 22\1 \2005
على موقع Science Daily
https://www.sciencedaily.com/release...0121100142.htm
فمحتوى هذه المقالة لا يثبت بتاتا ما ذهب إليه الزميل من آراء -أو أوهام- بخصوص "تفوق الرجل" و"أن المرأة أدنى من الرجل في كل شيء" وفق تعابيره الخاصة، والمقال من بدايته يقول بعدم وجود تباين في الذكاء العام بين الجنسين، ويتحدث عن مهارات مختلفة يتفوق فيها الرجال وأخرى تتفوق فيها النساء.
ونتائجها غير نهائية -إن صدقت المقالة المذكورة في ما تتحدث عنه من دراسات-، وهي متخالفة أو متناقضة مع ما تقوله مرجعيات علمية أخرى على غرار الأستاذ الدكتور في أمراض المخ والأعصاب أكثم الإمام، الذي يتحدث في منشور حديث نسبيا له على صفحته على الفيس بوك عن قضايا علمية تناقض ما تتحدث عنه المقالة أعلاه!
وهذا رابط المقال:
"ما هى الفروق الستة بين تركيب المخ فى الرجل والمرأة؟" - د. أكثم الإمام
كما تتناقض مع طرح آخر حديث هو الآخر يقول بأن الأطفال يرثون ذكاءهم عن الأم وليس الأب، وهذا ما يسلط عليه الضوء المقال التالي على روسيا اليوم، نقلا عن الإندبندينت، نجده على الرابط التالي:
الأطفال يرثون ذكائهم من أمهاتهم وليس من آبائهم- ديمة حنا- روسيا اليوم
ومن يبحث على الإنترنيت، سيجد بالطبع العديد ممن يؤيدون أو يرفضون يرفض هذا الطرح عن الوراثة!
وبدوري أشرت في مقالي الخاص الذي نحن بصدده إلى موقعين فرنسيين نشرا نتائج أبحاث جامعية حديثة، فيها معطيات تشير إلى تفوق أدمغة النساء في بعض الجوانب.
والخلاصة مما تقدم، هي أن موضوع "الفروقات بين طبيعة النشاطات الدماغية والعقلية بين الجنسين" هي ميدان مفتوح، والكثير مما يطرح فيه ليس محسوما بعد وفيه خلافات كثيرة، وهذا أمر طبيعي علميا، ونجده في هذه المسألة وغيرها.
والبحث في هذه المسألة في الدول المتقدمة لا يسعى لإثبات تفوق الرجل على المرأة ولا العكس، وإنما هو بحث علمي محض، وليس له أية مفاعيل سياسية، فعلاقة المرأة بالمجتمع والدولة تتم بصفتها الفردية وعلى أساس إنسانيتها المساوية للرجل، وإن كانت ذات كفاءة، فهي توضع في مكانها المناسب دون النظر إلى جنسها.
أما لدينا فأي طرح عن تفوق الرجل على المرأة تحت أي غطاء علمي يغدو بسهولة ذريعة للجندرية الذكورية الغيبية للاستمرار في ترسيخ نظرتها إلى المرأة كـ "حرمة" و"عورة" و"ناقصة عقل دين".
ولمن يدّعي طرح فكرة التفوق هذه من منطلق علمي محض، بجب القول، أن السلوك العلمي الحقيقي يقتضي الانفتاح على كل ما يطرح علميا، ويمنع البناء على فكرة خلافية والتمترس خلفها، ولا يسمح باقتطاعها دون سواها، وتحويلها إلى "بقرة مقدسة" وامتطائها ونشر الأفكار الخطيرة اعتماد عليها، ومهاجمة من يتصدى لخطرها وذوي الأفكار المختلفة عنها بذريعة علميتها، وإطلاق الأحكام والأوصاف التصغيرية عليهم، ويتحدث عنهم بأسلوب أقل ما يقال عنه أنه عديم الأدب!