مازن مازن مازن
اعطاك خالقك عقلا فاستخدمه
انتقاء النتائج الجيدة في كل مرة ليست براءة اختراع داروينية، هي فكرة منطقية نرحب بها لها استخداماتها لكن ما علاقتها بالتطور الدارويني القائم على التغيرات العشوائية؟
مرة أخرى في هذا الموضوع تستعمل الاسلوب نفسه، الناس ترتب من فوق الى تحت وبهذا لا تستطيع فهم التطور
هذا
الموضوع يهدم اركان التطور بقلم علماء تطوريين صاروا ينادون بطريق ثالث غير الخلق الالهي او الداروينية.
فهل هؤلاء لا يفهمون التطور كذلك؟
نفس الاجابة قدمها رتشارد دوكنز لما سئل في احد المحاضرات عن جملة تجعل الخلقي يشكك في الخلق وبقربه من التطور فأجاب لا استطيع ان اقدم جملة، لكن سأقدم دليل. اقوى دليل للتطور هو التقارب الجيني بين الكائنات. يعني بالمقارنة فانها تنتظم في علاقة شجرية تبدأ من البكتيريا الاولى الى ما لدينا اليوم. واذا رفض الخلقي هذا الدليل فعليه ان يؤمن ان الاله قد خدعنا لخلقه الحياة على هذه الصورة الشجرية المترابطة.
في مسألة الترتيب الشجري هذا، الامر ليس اختراع تطوري هو الاخر. مفكرين وفلاسفة منذ القدم أمثال ارسطو وابن خلدون رتبوا الكائنات من الجمادات (كالصخور والمعادن) الى الكائنات الحية وصولا الى الانسان. سلسلة مترابطة من الادنى الى الاعلى. من الادنى شرفا الى الاعلى شرفا. ومن الواضح ان هذا لا يعني ان كل كائن تطور من كائن اخر فهذه الترتيبات للكائنات سواء حية او جامدة موجودة في نفس الفترة.
مارك ريدلي عالم الزولوجي والذي أشرف دوكنز نفسه على اطروحته للدكتوراه وله كتاب في التطور يدرس بالجامعات يقول:
ان الحقيقة البسيطة التي تقول ان الانواع من الممكن تصنيفها بتسلسل هرمي الى عوائلها ليست بحجة على حصول التطور، فمن الممكن ترتيب اي مجموعة من الاشياء هرميا، سواء كان تنوعها تطوري ام لا.
فهذا الترتيب لا يدل على شيء، الله خلق الكون على ما عليه في نظام واحد متناسق يدل على خالق بديع واحد.
بل الضربة القاصمة لهذه الفكرة هي ما يعرف بالتطور المتقارب (convergent evolution) والتي تقول ان هناك كائنات كثيرة جدا تملك خصائص مشتركة معدومة في اقرب سلف مشترك لها. كمثال الخفاش والحوت ونظام السونار.
وفي كتاب (The Evolution Revolution - Why Thinking People are Rethinking the Theory of Evolution) يذكر الاحيائي لي سبيتنر امثلة كثيرة جدا تركد ان هذه الظاهرة متنشرة جدا، ان كثير من الكائنات تشترك في اشياء كثيرة بدون سلف مشترك مما يضعها في موضع خاص من الشجرة المزعومة.