شكرا Skeptic على المشاركة الغير مفيدة
لنسترسل في النقطة الاخيرة بما أن اخوتنا الملاحدة في سبات شتوي مبكر أو عاجزين عن الرد تماما.
تخيل معي أنك استيقظت في منزل الى جانب اشخاص غيرك ووجدت لوحة فنية في غاية الروعة والتعقيد. تساءلت عن مصدرها فكانت فرضيتك الاولى فنان مبدع متقن خارج هذا المنزل.
أحد هؤلاء الاشخاص ادعى أنه نائب عن الفنان وبدأ بجمع الاموال من البقية اجبارا حتى فاض الكيل بهم وأطاحوا برأسه.
نتيجة لهذا الاضطهاد، تراكمت عقد نفسية فلم يكتفوا ببيان زيف ادعاء هذا الرجل وانما انكار وجود هذا الفنان بالمطلق، فجاؤوا بهذه العقدة النفسية على اللوحة ليفسروا وجودها، لكن المطلوب ابتداءا ان لا تقول فنان بديع حكيم خارج هذه المنزل، يجب ان تبحث عن تفسير محسوس داخل المنزل مهما وصلت سخافة هذا التفسير، فسيتم قبوله، طالما لا يكون هو التفسير المنطقي الوحيد حتى وان دققت بها ووجدت طبقات جديدة من الاتقان والهندسة الابداعية المذهلة كل مرة.
فخرج علينا احدهم بنظرية ان الالوان نتجت من الخضروات والفواكة التي عثر عليه في الثلاجة… وتم اعتبارها التفسير الاكثر قبولا في الاوساط العلمية.
بهذا المنطق أقبل العلماء التطوريين في تفسير نشوء الانواع الحية، صراع بين الكنيسة واخبارها المصادمة للعقل وبين العلم التجريبي أدى بهم الى انكار الاله جملة وتفصيلا كما قرأنا من كلام فرانكلين هارولد سابقا وكما يقول كذلك في نفس الكتاب (The way of the cell):
دعوني نبين بشكل لا غموض فيه انني مثل الغالبية العظمى من العلماء المعاصرين ارى العالم الحي منتجا بشكل حصري من اسباب طبيعية مادية.
Let me, therefore, state unambiguously that I, like the vast majority of contemporary scientists, see the living world as wholly the product of natural causes.
هؤلاء هم (العلماء) الذين يعطون ختم الموافقة على نظرية ثم يقال هذه النظرية هي التفسير الاكثر قبولا في الاوساط العلمية، لكن الحقيقة انها الاكثر قبولا في الاوساط الرافضة مسبقا للتفسير الوحيد مقدما.
الأمر لا يقف عند هذا الحد مع الاسف، يقول عالم الرياضيات والجينات والبايولوجيا التطورية رتشارد ليونتن
هنا:
ان عزمنا على قبول الادعاءات العلمية المتعارضة مع البدهيات العقلية هو مفتاح فهمنا للصراع الحقيقي بين العلم التجريبي وما وراء الطبيعة. اننا ننحاز الى العلم التجريبي على الرغم من السخافة الواضحة في بعض تراكيبه وعلى الرغم من فشله في الوفاء بالكثير من وعوده المبالغ فيها حول الصحة والحياة وعلى الرغم من تسامح المجتمع العلمي مع قصص لا دليل عليها من نوع خدها كما هي.
وهذا كله لأن لدينا التزاما مسبقا، التزام بالمادية. إن المسألة ليست أن طرق ومؤسسات العلم تجبرنا على قبول تفسيرات مادية لعالم الظواهر بل على العكس اننا مدفوعون بالتزامنا المسبق بالأسباب المادية إلى أن ننشيء منظومة استكشاف ومجموعة مفاهيم تنتج تفسيرات مادية مهما كانت هذه التفسيرات مصادمة للبديهة ومهما كانت محيرة لغير المتمرس. كذلك فان هذه المادية مطلقة اذ علينا ان لا نسمح لأي قدم الهية الولوج من الباب.
كلام صادم؟ اقرأ كلام سكوت تود في موقع (nature)
هنا:
الاكثر اهمية في الموضوع هو انه يجب ان يكون واضحا في الورقة التدريسية ان العلم التجريبي بما فيه التطور لم يثبت بطلان وجود الاله لانه لا يسمح لهذا العلم ان يأخد هذا الموضوع بعين الاعتبار اصلا.
حتى لو دلت كل البيانات على وجود مصمم ذكي فهذه الفرضية تستبعد من العلم التجريبي لانها ليست ضمن الطبيعة.
فماذا بقي بعد هذا الضلال؟
