معجزة انشقاق القمر
من المعجزات الباهرة للنبي محمد معجزة انشقاق القمر.
ورد في الحديث: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً «فَأَرَاهُمُ انْشِقَاقَ القَمَرِ» [البخاري ومسلم].
فمعجزة انشقاق القمر وقعت في العهد المكي، ومع ذلك؛ وفي عشرات الآيات المكية التي حكت طلب المشركين لمعجزة من النبي لم يحتج القرآن ولو لمرة واحدة بهذه المعجزة، وبقي يعتذر بحجج باهرة على هذه الطلبات، مثل: (قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ)، (وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ)، واستمر في استخدام نفس هذه الحجج المفحمة حتى آخر سورة نزلت في مكة (أو هي السورة قبل الأخيرة في رأي آخر) وهي سورة العنكبوت، وفيها: (وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ).
إذا كان القمر قد انشق فعلا في مكة لماذا لم يحتج القرآن المكي بهذه المعجزة ولو لمرة واحدة؟
وبالمناسبة فإن آية (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) نزلت قبل كل الآيات التي ذكرناها.
|